شعور الزوجة

22 3 0
                                    

من الأشياء التي كلما حضرت إلى ذهني تبسمت، هو شعور الزوجة الأم..

لا أقصد في المسؤولية ولا أحبذ هذا وأرفضه بشدة لكن في العطف والعطاء، المحبة التي تشعرها بأن هذا الشخص منها، ينتمي إلى قلبها وإليها، راحته راحتها، وتوقن بأن راحتها راحةٌ له، سعادة تطمئن قلبيهما وتغمرهما بودٍ لا ينسى..

_مررت مرة بامرأة أعدت الطعام وأحضرت كل شيء من أجل قدوم زوجها، ومن المتعارف عليه عند بعض النساء أنهن أحيانًا يتركن الطعام والنوم وأشياء عدة مهمة بالنسبة لهن لكنهن يغفلن عنها إن تعلق الأمر بلقاء حبيب؛ في قانون السيدة المغرمة أنها تفضل هذا على ذاك، وكانت هذه الودوده من هؤلاء فنسيت تناول طعامها أمام انتظار عودته، ومر الوقت وأتى لكن عند تناول الطعام كانت تنظر إليه، تهتم بأشياءه الصغيره حتى أنها للمرة الثانية نست أن تأكل، وكأن  ظمأ المشتاق ترويه الرؤيا، بل وربما أشياءٌ أبسط من الرؤيا بكثير لكن قلب المرأة إذا تخلله حبًا صادقًا تعجبت منه ومن أفعاله.

عند هذه الزوجة وفي قانونها أنها تشعر تجاه زوجها كما لو أنها كانت أمه، تحبه، وتهتم به، تعلم ما يريد دون أن يقول أنا أريد، بل وتخاف عليه، وتخشى ألمه سواءً كان هذا من أمامه أم خلفه لكنها مع هذا خوفها ورهبتها يكونان عليه لا منه، وهنا أقول أن من الفطنة أن تستطيع هذه المرأة أن تفصل بين أن يكون قلبها ملكٌ له وبين أن تكون مسؤوليتها وحفظها وحمايتها مسؤولية عليه، قليلٌ من النساء بل قليلٌ جدًا من تستطيع أن تفصل بين هذا وذاك، فقد تعطيك الأنثى روحها كاملة لكن إياك أن تأخذ هذا على محمل الفرضية وتعطي مقابله سوء ود، مع بعض النساء كما استطاعت أن ترفعك إلى سابع سماء من الحب والعطاء تستطيع أيضًا أن تنزلك تحت سابع أرض وأنت على قيد الحياة فقط لأنها تحفظك وتعلم ما يحويه قلبك وما يحب ومما يفرح كما أيضًا تعرف مما يغضب وكيف يتألم فانتبه لا تهمش قلبًا صادقًا أبدًا.

في هذا الأمر أقول أيضًا:

أن الأنثى هي التي تأخذه فطرتها وتستطيع أن تصل إلى هذا الشعور بل الأروع منه هي التي تقدر على أن تنهال عليه بهذا فتجعله مدركًا لما في قلبها له من كثيرة ما تحمله، نعم في لحظات الإطمئنان يجدها حاضرة، وفي لحظات الألم مداوية ومنصته وحتى مشاركه كأنه قبيلتها، تغدق عليه باللطف والعطف كما لو أنه طلب الحنان والاحتواء منها، بل كثيرًا ما تكون هذه هي المرأة التي تعرف ما يريد بمعنى أنها لا تعطي هباءً وإنما تعلم الشيء الذي يحتاجه جيدًا فتغدق عليه به دون سؤالٍ أو طلب..

حقيقةً لا أعلم هل هذا بسبب الألفة وصدق المودة الواقع بينهما أم ماذا؟

لكن في النهاية خير ضعفٍ للأنثى هو هذا الضعف المحمود، الذي تقدر فيه على الامتلاء بالحنو كأنه نابعٌ منها، هذا لأن قلب الأنثى إذا فاض الحب فيه تبدل كما لو أنه عبقٌ من فؤاد أم لا يستطيع أبدًا أن يكره...

الفـتـاة الـمتـلزمـة 👑💛🍯حيث تعيش القصص. اكتشف الآن