في مدح الجمال الغامض

12 4 0
                                    

في مدح الجمال الغامض..!!
..

أعلم معاناة بعض البنات .. إن رسخ فى أنفسهن أنهن أقل جمالا وأقل جاذبية ..
هذه كلمة في مدح جمال لا يُرى بالعين بل يُدرك بالروح ..
.
1)
العناية بالجمال فطرة بشرية ، فطر الله عليها الرجل والمرأة وإن كانت فى المرأة أظهر من الرجل ، فالبنت تولد بنتا تهتم بزينتها وتقف أمام المرآة وإن كانت لا تحسن الكلام بعد ، فى حين نرى أخيها الولد يقوم منكوش الشعر لا يكاد يعبأ بشكلة إلا إن نبهناه .. ثم يبدأ الرجل في الاهتمام بشكله شيئا فشيئا حتى لا يعاب أو ينتقد ..!!

المرأة تعني الجمال  .. والرجل يعني المسؤولية ؛ لذلك كان الجمال ألصق بالمرأة من الرجل !!
.
2)
جمال الظاهر معلوم .. يعلمه الكل .. فالمنظر اللافت والقوام الممشوق والجسد المتناسق أول ما يشد الرجل إلى المرأة .. لكن جمال الباطن ليس للكل!
جمال الباطن = حيي خجول .. بل عزيز ، لا يقترب من حماه كل الناس!
جمال الباطن = لا يطلع عليه إلا من كان جميلا في الباطن ؛ لتلتقي الأرواح وتتعانق الصفات!
عناية المرأة بجمالها يجذب الرجل للوهلة الأولى ، نعم .. لكن عنايته بها ورؤيتة لجمالها واستمرار مكانتها في قلبه = لا يكون إلا إن كانت حسنة الروح جميلة القلب طيبة الكلمة ، أنثى ، حسنة الأخلاق ، لينة الجانب ، سهلة المعاشرة ، متغافرة متسامحة متغافلة ، عَرُوب  ( متحببة لزوجها ) ، لا تقع عينه منها على ما يكره ، ولا يسمع منها إلا ما يحب ، تقرؤه فتعلم ما الذي يحب وما الذي يكره .. 

ينجذب الرجال لجميلة الظاهر ،  لكن الإعجاب والانجذاب لا يستمر معها إلا إذا وجدت عوامل جمالها الباطني !

يرى الرجل نوعي الجمال ، فيكون جمال الشكل الخارجى رسولا للتعرف على جمالها الباطنى .. فإن لم يجد ؛ نفر وترك .. فما جمال الظاهر إلا وسيلة للتعرف على جمال أعمق وأدوم ، يبحث عنه الرجل بشغف .. جمال الروح!!
.
3)
اقتضت العناية الإلهية أن لا يأخذ الإنسان كل شيء ؛ فالغالب على المرأة ضعيفة الجمال = أن تكون متواضعة ، راضية بالقليل ، تحاول تعويض ما فاتها من جمال الظاهر بجمال باطنى تجد نفسها مدفوعة إليه دفعا .. فتطور نفسها وتتعلم وتكتسب المهارت التى يكسل عنها غيرها ..
وكل هذا من ترتيب الله لها وعنايته بها .. فيكون ابتلاؤها بضعف جمال الظاهر سبيلا لنيل جمال أعلى وأشد ؛ فتتخلق بمعالى الأخلاق فتكون أفضل النساء لخير الأزواج ، وذلك بما يلقى الله محبتها فى قلبه .. بل بما تكاد تأسره بحسن خلقها ولين جانبها.. وذلك لأن أشد ما ينفر الرجل من المرأة العناد والتكبر والمناطحة وعلو الصوت وعدم خفض الجناح .. وضعيفة الجمال قد نزع الله منها كل ذلك إن جملت باطنها ، بل هي مهيأة له أكثر من غيرها لوجود دافع قوي هو ضعف جمالها فتطلب التعويض ، فتناله إن شاء الله ، وهو على نفسها أسهل من غيرها ..
ضعيفة الجمال = فيها جمال سره فى ضعفه وغموضه ، وعدم علم الناس به ؛ فهو جمال خجول .. حيي .. يتوارى ولا يظهر إلا لمن يستحقه ..

ضعيفة الجمال = يبتعد عنها الرجل اللعوب الذي يفكر بجسده ؛ فلا يقترب منها إلا الجاد ، الذي يقدر ما لديها من كنوز .. وهذه نعمة أخرى!
ضعيفة الجمال = في الغالب أكثر تحملا للمسؤولية من غيرها ؛ لأنها لم تسمع في حياتها كلمات الإطراء ولا ذاك الاهتمام الذي سمعته جميلة الظاهر .. وهي وإن سمعت ذلك أو لاقته ؛ فهي تعلم فى قرارة نفسها أن غيرها أجمل منها .. فيكون دافعا لها لتعويض ذلك بجمال حقيقي لا يتأثر بمدح مادح ولا بقدح قادح ؛ فتكتسب من جمال الباطن ما تعجز عنه جميلة الظاهر ..
لو تعلم ضعيفة الجمال ما وهبها الله ؛ لسجدت لربها شكرا ..

4)
تكون المرأة جميلة بالعلم والأدب .. حين تكون أنثى ..  بعقلها الراجح ، وذكائها فى فهم من ينالها من الرجال .. بصوتها الخفيض وحيائها وحمرة وجنتيها .. تكون جميلة بنظافتها وهندامها وترتيب أمورها .. تكون جميلة بطاعتها لربها .. فينير الله وجهها بنور تدركه الروح وإن لم تدركه العين !
نصيحتى لكل امرأة = أن تعمل على تجميل باطنها .. فهذا ما ينفعها في الدنيا والآخرة.. فجمال الروح يبقى وجمال الشكل يفنى .. جمال الروح يدرك بالروح ، وجمال الجسد تدركه العين للحظات أو الجسد حال اللقاء ثم ينفصل ويزول ..
ونصيحتي لكل شاب = أن يبحث عن جمال دائم لا يزول ، وأن يقبل على جميلة الروح طيبة الخلق!
إن جمال المرأة إن لم يصحبه جمال الروح = صار مرتعا للذباب واجتماع نجاسات الباطن من قبيح الصفات التي ينفر عنها ذوي الأخلاق الرفيعة ، بل صار جمالها شارة على كل قبيح .. فسبحان من جعل عين الجمال عين القبح!
أما من يجمع الله لها الجمالين فقد أتم الله عليها النعمة فى الدنيا .. وهي في بلاء لا يدركه كثير من الناس .. وقليل ما هم!
.
#وادي_الجمال

الفـتـاة الـمتـلزمـة 👑💛🍯حيث تعيش القصص. اكتشف الآن