أنا مؤمِنة إنْ فترة الخِطبة بضوابِطها هي مِن أصعب الإختبارات اللي بيمرّ بيها أي شخص مُلتزم - أي حد ماشي على الطريق عمومًا -
وخصوصًا لو الفَترة دي طوّلت شويتين تلاتة بسبب ظرف خارج عن إرادتهم، وبقت سنة سنتين تلاتة أربعة، وبقى جهاد النَّفس مُضاعَف بسبب المَشاعر اللي بدأت تتكوِّن..
وبتبدأ حاجتهم لِـلإطمئنان تزيد عندهُم ، لإن طول الوَقت بتبقى مش فاهم موقعك في العِلاقة!
بيكون في قَلق في العقل،
وعناءَ في الترقُّب والإنتظار،
وقَبضة الخَوف اللي بتهدّ ساعات مِن الطمأنينة،
لإنّ الحُب الطَّاهر في حد ذاته- أمان- ، وأداة حماية لنا من أنفُسنا.. والحُبُّ - أعزَّك اللّٰه - أوَّله هزلٌ وآخره جِدٌ، دُقّت معانيه لِجلالتها عن أنْ تُوصف، فلا تُدرَك حقيقتُها إلّا بالمُعاناة، وَليسَ بمُنكرٍ في الديانَة، ولا بمحظورٍ في الشَّريعة..
فـ مينفعش لأي سَبب مِن الأسباب وأي علّة مِن العِلل إنك تكون عارف إن أخوك بيجاهد في خِطبته في أمر زي ده، وتيجي تكلّمه عَن مشاعر العَقد والسَكن والمودّة والأُلفة والرّحمة اللي بتحدُث بعد أن يجمع الله النِصفين في رباط الزواج!
أو تكون أُختك لازالت عزباء ولَم يرزقها الله هذا الرزق بَعد وتيجي تحكي ليها الأخ عَمل كذا وكذا !
بتيجي لينا شكوى كتير في النّقطة دي !
بنات كتير بتقع بسبب الحَكاوي والحكايات وتمنّيها تعيش ده مَع اللي حبّيته ، وده أمر طبيعي مَا دام مش بتتمنِّى حاجة وحشة لحدّ يبقىٰ مش مرض قَلبِي..
وأوقات كتير بوستات الغزل والحُب اللي بتنزل بتضيّق عليهُم الجهاد وبتُخنقهم!
مُعظم الأخوات بقت محور بوستاتهم كلها عَن الحُب!
الضوَابِط شاقّة لوحدها ، وبتأخُذ مِن عقل الإنسان وتفكيره ومِن قلبهِ وربّ الكعبة، رأيت الكثير والكثير مِن المُلتزمات بل ومِن والمُعلّمات .. ووالله لَم أرىٰ أحد قطّ لَم يشتكي مِنها !
بل وأعلم فتاة كانت تُقلِّل مِن مشقّة هذا الأمر وابتلاها الله بصعوبة الضوابط عليها فأصبحت تبكي مِنها..
فَـ بلاش تشُقّوا على اخواتكُم..
قُلتها سابقًا وسأقولها ألف مرّة ومرّة .. ما تفعلونهُ ليس بأمرٍ جيّد، كثرة حكاويكُم ليسَت مِن المروءة وكما علّمني أ.قصي،
إن أحببتَ لا تشرح تفاصيلك..
واكتُم عن النّاس لحظتك، وخذ بيده عالمًا لا نراه، واختَر بذرةً في المحبوب تغرسها وتسقيها، ولا تنتظر قطرةً مِن أحد، عِش بساطة أيامك وقسوة تجاربك وكثير اختلافك، قلّل نصائح النّاس ، واقطع كلام من يُسقِط عليك قصّته..
لا تقصص حكاويك على أحد!
إن أحببت [لا تنشُر] تفاصيلك فتشقُّ بها على ما لم يُرزق بَعد، وتفقد لذّة الكِتمان!
قلت يومًا:
يبقى المُحبّان يتدرّبان على المودة، تحبيبًا وتأديبًا وتهذيبًا، حتّى يجمع الله بينهما فيعيشانِ تحتّ ظلِّ رحمته، فيَرحَمُا ويُرحَما، وتُطوى الأيام فيهِما، بين شَدٍّ ورخاء، وفقرٍ وسخاء
ويبقى الودّ ما بَقَوا، ويَثبُتَ الحُبُّ ما سَقَوا، فيَصقِل الله قلبيهما قلبًا واحدًا..فيكتملان.
[مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً].
رزق الله كُل مَن لَم يُرزق بَعد، وجَمع اللّٰهم مَن وهنَ فؤادُه مِن انتظار حبيبهِ وصلاً سماويًا بغيرِ فراقِ ..
-منقول
الحلقة القادمة بعنوان
المسلمة المتدينة
