الفصل الرابع الجزء الثاني

ابدأ من البداية
                                    

ابتلع جاسر لعابه قلقا من الطريقة التي يىحدث بها رعد ، تنفس بعمق يحادثه بنبرة هادئة مترفقة :
-قوم يلا عشان نروح الشركة وإن كان على اللي حصل أنا هعتذرلك قدام الشركة كلها
وعلى عكس ما توقع أن يحدث ، ابتسم رعد في سخرية قام من الفراش ينفض الغطاء عنه يقف على الجانب الآخر منه يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما :
-لاء شكرا مش عايز منك إعتذار ، مش عايز منك حاجة خالص ، كفاية إهانة فيا أوي لحد كدة ، لولا بس ماما وأخواتي أنا ما كنتش رجعت بيتك تاني ، أنا خلاص اكتفيت من الذُل

ذل ؟!! كلمة سيئة وشعور قمئ للغاية لم يكن يتصور في أسوء الاحتمالات أن يشعر رعد بالذل بسببه ، هل أذاه لتلك الدرجة دون أن يشعر ؟! تحرك رعد صوب المرحاض ليقف جاسر سريعا وقف أمامه يمنعه من التحرك جعد جبينه يغمغم مدهوشا :
-  ذل ، أنت حاسس بالذل بسببي أنا ؟! ، ليه ؟!
عملتلك ايه؟!
هنا توسعت عيني رعد في دهشة قبل أن يضحك ساخرا يردد منفعلا :
-عملت ايه ؟! بجد بتسأل ، أنت ناقص ايه ما عملتوش عشان تهين وتذل فيا ، لحد هنا وكفاية أوي يا جاسر باشا أنا استحملت كتير مش مستعد ولا قادر اتحمل تاني ، أنا مستقيل من كل حاجة من شغلك ومن حياتك اعتبرني ميت ، أنت نفسك من زمان اني أموت وأنا بحققلك أمنيتك

شخصت عيني جاسر والغضب يتحرك يعثو في روحه فسادا يدفعه لأن يفعل ما سيندم عليه ، مد يده يقبض على ذراع رعد يصرخ فيه غاضبا:
-بطل هلفطة ، أنا هتمنى موتك ، هتمنى موت إبني ، مش عايز اسمع الهبل دا تاني
نزع رعد ذراعه من ذراع جاسر يعد خطوتين للخلف ابتسم يغمغم ساخرا بطريقة خافها جاسر كثيرا :
-لا تاني ولا تالت كل حاجة خلصت خلاص يا باشا ، كفاية عليا أوي كدة .. عن إذنك
وتجاوزه متوجها للمرحاض يغلق الباب خلفه بعنف ،وقف جاسر مكانه ينظر للاشئ تقريبا عينيه مضطربة نظراته قلقة ، لما بات رعد يتحدث بتلك الطريقة ؟! ، يبدو أن طريقته القاسية لم تنفع في الحفاظ عليه بل دفعته ليكون ما خاف طوال الوقت !! ابتلع لعابه يشعر بالخوف .. تحرك يخرج من غرفة رعد ليجد رؤى تقف بالخارج يبدو أنها استمعت لما حدث بالداخل اقتربت منه تربت على ذراعه تهمس بهدوء :
- سيبه يهدا وأنا هكلمه ، بس الأهم أنك ما ترجعش لطريقتك دي معاه تاني ، بالله عليك عوضه عن اللي فات
اومأ برأسه سريعا خائفا ما رآه في الداخل هو الخوف الذي حاول تجنبه طوال ستة عشر عاما ! ، نزل لأسفل ليجد أولاده جميعا بالأسفل ، اقترب يجلس معهم على طاولة الطعام يغمغم :
-صباح الخير ، ما بتاكلوش ليه ، يلا عشان كل واحد يشوف وراه
تبادلوا جميعا النظرات فصوت رعد كان حقا مرتفع ، عدا سليم وياسين الذي بدآ في الأكل منذ البداية يلطخون أيديهم ووجهوهم بالطعام ، بدأوا في تناول الطعام جميعا عدا يوسف الذي ظل شاردا ينظر للفراغ يبتلع لعابه قلقا بين الحين والآخر ، أجفل على صوت أبيه يحادثه :
-يوسف ما بتاكلش وسرحان في اي أنت كويس
حرك رأسه بالإيجاب سريعا يحمحم مرتبكا يحاول إيجاد كذبة مقنعة :
-أبدا يا بابا أنا بس تعبان من المذاكرة والدروس ، هاكل أهو
ربت جاسر على كتفه يحادثه مترفقا :
-ما تشدش على نفسك زيادة على اللزوم أنت ومريم اعملوا اللي عليكوا وسيبوها على الله وأنا واثق انكوا هتجيبوا مجاميع كبيرة

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن