الفصل الثاني الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

شهقت مذعورة حين لف ذراعيه حول خصرها يقرب جسدها منه حتى صار وجهها لا يبعد عن وجهها سوى مقدار بوصات قليلة ليردف متلذذا بخوفها:
-لو فكرتي تروحي للبوليس ، أو تهربي بأختك .. صدقيني هعرف أجيبك وساعتها هبكي عليكِ الحجر أنتِ وأختك يا بنات مختار المهدي
شعرت للحظة أن ذلك الرجل يحمل ضعينة شخصية مع والدها كما يحملها مع والد ذلك الشاب المسكين ، لن تكن السبب في موته ستجد حلا ولكن أي حل ، لا يهم ستصل لواحد أهم شئ الآن هو أن تخرج من ذلك المستنقع 
شعرت بأصابع يده تمتد أسفل ذقنها تحرك وجهها إليه رغما عنها ، نظرت لعينيه ترتجف في حين ابتسم هو ابتسامة واسعة ظهرت على عينيه ليردف متابعا :
-ما تقلقيش أنتِ مش هتروحي تموتيه دلوقتي ، إحنا لسه هنتقابل تاني وتالت وعاشر وهعرفك هتعملي ايه خطوة بخطوة ، دلوقتي هتروحي ترتاحي عشان أكيد عندك نمرة بليل يا راقصة مصر الأولى
وصاح باسم أحد الرجال ليُفتح الباب وقبل أن ترى من دخل كانت حقيبة من القماش الاسود تغطي وجهها تمنعها من الرؤية وتحركت من يد لأخرى إلى سيارة انطلقت بها ، لتقف بعد مدة ليست بالقصيرة ليُنزع عن وجهها الحقيبة وتجد نفسها أمام العمارة التي تسكن بها وسيارة تتحرك بسرعة خلفها لم تلمح سوى غبارها وهو يبتعد ، ارتعشت كل ذرة بها تهرع للداخل تركض على السلم تتمنى لو يكن كابوسا ليس إلا وصلت لباب المنزل لتدق عليه بسرعة ، لهفة ، عنف ... لحظات وسمعت صوت زوجة والدها تسب الطارق لتفتح بعدها ، نظرت إليها من أعلى لأسفل مستهجنة لتغمغم ساخرة :
-الله أنتِ خرجتي من غير تقولي ، كنتي فين بقى زبون مستعجل ما استناش لليل وآخره
لم تعرها انتباها هرعت إلى غرفتها وقفت أمام فراش شقيقتها تتطمئن أنها فقط تتنفس ، تنفست الصعداء حين رأتها كذلك ؛ لتتقدم منها سريعا تندس تحت الغطاء معها تعانفها برفق كي لا يستيقظ تقبل جبينها ، انهمرت دموع عينيها قهرا ، إلا يكفي ما هي فيه إلى الآن ، يريدون تلطيخها بدمِ برئٍ رغما عنها !
_____________
في منزل عمرو روران
لم يعودان يسكان في تلك الشقة الصغيرة منذ سنوات ، والد روان تقاعد بسبب مرضه وكبره في السن وسافر إلى أحد المنتجعات بالخارج وسلم إدارة كل شئ لابنته وزوجها بحكم أنها ورثيته الوحيدة وأن لا أقارب له غير عمرو زوج روان ليتولى مهمة إدارة أمواله ، فباتت الشقة الصغيرة بيت كبيرة من طابقين بحديقة واسعة ومسبح خارجي وآخر داخلي وعائلة تكونت من أربع أفراد عمرو روران والابن الكبير جواد صاحب الثامنية والعشرين عاما والابنة الصغرى والمدللة حد الفساد مرام صاحبة الواحد والعشرون من عمرها
جواد كبير الشبه بأمه وأبيه معا ، شاب طويل القامة يحب الرياضة ركيزة مهمة في حياته أثرت معه إيجابا في بناء جسد متناسق جذاب ، جواد شخصية هادية جافة المشاعر لحد كبير ، عملي بشكل أكبر ، لديه مكتب خاص لتصميمات الديكور شريك فيه هو وزميلته البريطانية اماندا
على طاولة الطعام جلس جواد يتصفح هاتفه يصب تركيزه إلى الرسائل الخاصة به ، حين شعر بها تميل نحوه تطبع قبلة صغيرة على خده تأفف حانقا ليرفع يده يسمح مكان قبلتها رفع عينيه ينظر لوالدته يغمغم متضايقا :
-حضرتك ما ينفعش كدة ، أنا مش عيل صغير
اندثرت ابتسامة روان شيئا فشئ ، جواد لم يسامحها على خطأ مهما حاولت التقرب منه يضع دوما ما حدث سدا بينهما ، اقترب عمرو من الطاولة تغير عن ما مضى ؟ ليس كثيرا فقط شعره الذي عرف الشيب طريقه إليه وملامحه التي باتت أكثر نضجا مما كانت عليه ، اقترب منهم ليلف ذراعه حول كتفي روان يطبع قبلة على خدها ينظر لولده يغمغم ساخرا:
- هو حد يطول أن روان هانم تبوسه يا فقري ، دا أنت مفتوحلك طاقة القدر أن القمر دي أمك وأنت طالع فيك شبه كبير منها
ابتسم جواد ساخرا دون أن يعقب ليجلس عمرو الى الطاولة وروان جواره وجه عمرو حديثه إلى جواد يغمغم :
-أخبار شغل المكتب بتاعك ايه
ارتشف جواد آخر ما تبقى في كوب قهوته يردف بهدوء :
-الحمد لله الشغل ماشي كويس ، بفضل علاقات أماندا كمان مش ملاحقين على الشغل

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now