حلمي الأول و الأخير..

104 15 18
                                    


الواحد و الثلاثون من ديسمبر سنة ألفين و ستة و عشرون
الساعة السابعة و النصف مساءً

اليوم الموعود لموت سنة و ولادة سنة جديدة كما يقول، أشجار الكريسماس تملأ الطرقات و الثلج لم يتوقف عن الهطول منظر بديع شاهده مرارا و تكرارا رفقتهم في مسكنهم الخاص حول المدفأة، بين أيديهم أكوابا من الشوكولاتة الساخنة؛ تكتسح الطاولة كل ما تحبه دواخلهم...

يتضاحكون، يرقصون، و يتمنون الأمنيات معا، العديد منها... لكن هذا اليوم مختلف؛ لم يجلس جوار المدفأة و لم يرتشف الشوكولاتة الساخنة و لم يتذوق ما يحبه، بل غادر منزله منذ السابعة مساء يتمشى على طول نهر الهان الذي جمع أحاديثم معا... يوما ما.

شعر بانقباض في صدره، رعشة شفتيه، و أمتلأ حدقيتيه بالدموع، لكنه فشل في ردعها فتناثرت كما الثلوج تغطي خديه الحمراوتين، رفع وشاحه الأحمر حتى أنفه بعد أن لفح الهواء البارد وجهه ثم مسح دمعه و أكمل سيره.

دس يديه داخله معطفه الصوفي ثم طأطأ رأسه للأسفل، ما عادت رغبته في رؤية الثلوج و سماع تضاحيك الأطفال حوله بعد أن تفرقوا، هو قال سابقا أنهم سوف يبقون معا؛ لكنهم لم يدركوا أن الوعود أحيانا لا تبقى وعودا حين تموت...

رفع نظره حين شعر بأحد ما يلكزه و نظر إليه، كان طفل متوسط الطول، ذا بسمة بشوش، بدا له كالبطريق بسبب كثافة الملابس التي يرتديها فضحك، فرد الضحكة إليه و قال "أأنت بارك چيسونغ؟" أومأ للصغير فأكمل بابتسامة أوسع "هل يمكنني التقاط صورة معك؟"

"حسنا" قال و قرب جسد الطفل نحوه ثم ابتسم، التقط الصورة و ابتعد ببطء ثم حدق في وجه چيسونغ و قال "هل ستعود دريم السنة القادمة؟" سكت الطفل و لايزال ينظر اتجاه من تجعدت ملامحه في آسى و اشاح بنظره عنه سامحا لدموع عينيه بالهروب...

الطفل ينتظر و چيسونغ لم تعد لديه القدرة على الرد لذلك طبطب على كتف الفتى ثم أنحنى و قبل جبينه و هم مغادرا، العديد من الهموم تملأ عقله و قلبه معا؛ أسئلة لا جواب لها تحوم حول رأسه منذ تم الإعلان عن تفكك الفرقة،

ليست دريم و حدها بل كل الوحدات، الحالة التي لازمت الأعضاء بعد الخبر كان كالصاعقة، لم يتوقع أي فرد منهم قدوم هذا اليوم و بشكل خاص الوحدة الأصغر 'دريم'..

عينيه أبت التوقف عن ذرف الدموع و عقله أصبح مشوشا أكثر، تمايل في سيره بسبب شعوره بالغباشة ثم حاول الاتكاء على السور الذي يفصل بين نهر الهان و بينه، أخفض رأسه للأسفل و شهقة صغيرة هربت من ثغره تلاها العديد..

أحكم قبضته ضد السور و شد الحكم على جفنيه يهز رأسه يمنى و يسرى، يطالب الآن باعتذار من الجميع، منهم، من السيد لي، من المعجبين، من عائلته، حتى من نفسه؛ يريد الأعتذار أيضا للجميع لأنه خذلهم، جعل ابتساماتهم تزيف رفقته.

حلم عيد الميلاد! ✓Where stories live. Discover now