133

2.5K 113 4
                                    

- هتفضلي قاعدة مكانك مش هتتحركي يعني!
" أنا قولتلك من الأول مش عايزة أجي، فمسلمتش منك، خلاص بقى سبيني في حالي، مش هتحركيني بالعافية يعني! أقولك أنا هقعد في البلكونة "
- إيمان..
" خلاص يا مريم بقى "
- بس...
" روحي شوفي صحابك و متشغليش بالك بيا "
أوحش إحساس في الدنيا إنك تبقى عارف إن اللي حواليك قلقانين عليك و مضايقهم زعلك بس مش عارفين يراضوك، مش عارفين يخفوا الزعل ده، بيقولولك جمل هتقولها الناس الغريبة، معلش و ربنا ييسر و اللي عايزه ربنا هيكون، متزعليش و هكذا
عارفين كلام الناس الغريبة اللي بتجاملك أو بتتعاطف معاك بس لما يبقى طالع من حد قريب و قريب جدًا كمان، دول حتى مكسلين يطبطوا، مجاش على بالهم يطبطوا عليا مرة
شايفاهم بيحاولوا و شايفة القلق في عينيهم بس مينفعش أقولهم يعملوا ايه، أنا مش محتاجة كل كلامهم ده و مش محتاجة حتى الطبطبة، أنا محتاجة بس أحس إن في حد بيحبني كفاية، حد فعلاً شاغله زعلي، حد بيطبطب عليا بعينيه قبل كلامه مش حد بيحاول و خلاص و في الأخر ما إنتي اللي مبتتكلميش، ما إنتي اللي مبتحكيش، ما إنتي اللي بعدنا عنك
إنتوا مطمنتونيش كفاية عشان أحكيلكم و مفيش حاجة اسمها بعدنا عنك، اكسروا البعض ده، احضنوني غصب عني، اثبتولي و لو مرة، مرة واحدة بس إن في حد بيحبني و بيهتم بيا و متمسك بيا بكل حالاتي، أنا كل اللي محتاجاه إني أحس الإحساس ده و يمكن ده سبب كل الضيق و الزعل اللي أنا فيه، يمكن عشان بمر بفترة مهمة في حياتي و خايفة و متوترة و محتاجة حد جمبي، حد يفهمني و يطبطب عليا و يدعمني بس مفيش، كل المهمين في حياتي و القريبين مش عارفين يوفرولي الحاجة دي بالرغم إن ده أبسط حقوقي
بصيت للسما، جزيت على سناني، مينفعش أعيط، مش وقته و لا مكانه خالص بس مقدرتش، أنا كان عندي الشخص ده، كان عندي و لما كان موجود مكنش فارقلي حد و مكنتش مستنية حاجة من حد، الدنيا و علاقاتي كانت بسيطة لإنه كان كفاية
كان في بابا اللي اكتشفت بعد ما مات إنه كان موفرلي حاجات كتير غير الأكل و الشرب و السكن و اللبس، بابا كان بيطمني، كان مديني كفايتي من الحب و الاهتمام، بابا كان بيفهمني و بيعرف يراضيني، كان بيعرف يتعامل معايا في كل حالاتي، بابا كان أكتر إنسان بيحبني من غير ما يقول و للأسف معرفتش ده غير بعد ما مات، كنت زيي زي أي عيلة هبلة فاكرة إن الحب في كلمة بحبك و إنها طالما متقالتش يبقى مفيش حب بس طلع إن الحب في مجمله كل اللي فات و كلمة بحبك دي مهياش أكتر من الزينة اللي على وش التورتة
- آمين
مسحت دموعي بسرعة و بصيت جمبي: نعم!
ابتسم: أيًا كان اللي بتطلبيه، فآمين
" مش فاهمة "
وقف جمبي و بص للسما: مش كنتي بتدعي
جاملته بابتسامة، ما أكيد مش هقوله لاء كنت بعيط و بابا واحشني
جيت امشي، فوقف قدامي، بصتله باستغراب و قبل ما اتكلم قال: استني بس
" استنى ايه!؟ "
- هو إنتي مين أنا أول مرة أشوفك!؟
كنا في عيد ميلاد واحدة صاحبة مريم من الشغل، فطبيعي يعني مش كل الناس هنا هتبقى عارفة بعضها و طبيعي بردو إنه سؤال غبي
" ليه خير؟ هو إنت عارف كل الموجودين هنا! "
- أكيد لاء بس شوفتهم مرة على الأقل، إنتي بقى مشوفتكيش قبل كدة
" و إنت حافظ يعني كل اللي شوفتهم! "
- لاء بس عمري ما أنسي العينين الجميلة دي لو شوفتها قبل كدة
" اه قولتلي، وسع يا عسل "
زقيته بس ما شاء الله عليه، زقتي الصغننة دي مش هتحركه من مكانه و لو سنة صغيرة
بصتله بعصبية: ينفع توسع
معرفش بيضحك على ايه ده كمان بس الحمدلله اتحرك، خرجت بس قبل ما أخرج همس جمب ودني: بس أنا مغلطتش علفكرة، عينيكي حلوين فعلاً
طلعت و مردتش عليه عشان مش ناقصة، اللي فيا مكفيني أصلاً، بدأت ادور على مريم عشان أمشي، أنا قولتلها من الأول مش عايزة أخرج بس هى متخيلة إني لما أخرج هغير جو و أروق
- بردو صاحية لحد الصبح، يا بنتي ده منظر!
" صباح النور يا ماما "
- يا بنتي حرام عليكي، كل اللي كاتبه ربنا حلو و لو مش عجباكي المستشفى ابقى غيريها محدش هيمنعك
" يا ماما ال....
افتكرت إني هعيد نفس الكلام تاني و إن كل اللي قالق ماما هو إني مباكلش و مش بنام كويس و إن بالنسبالها طالما الإنسان بيصحى يلاقي الأكل جاهز و المواعين مغسولة فيزعل ليه و ايه اللي هيزعله! و عشان كدة
" حاضر يا ماما "
الفترة دي ما بخرجش خالص، من ساعة ما سبت المستشفى اللي كنت بدرب فيها و أنا في البيت و حاسة إن المود اللي أنا فيه ده كله تراكمات، فقررت إني انزل اغير جو شوية و بالفعل لبست و جهزت و طلعت قعدت في البلكونة و ماما بتبصلي بخيبة أمل، معرفش مالي، نفسي في الحاجة و مجرد ما أجهز لها مبقاش عايزاها
قعدت ألعب في التيلفون كالعادة لحد ما فتحت الفيس و لاقيت طلب صداقة، أحلى حاجة في اكونتات الولاد إن أغلبهم بيحط و لو صورة واحدة ليه، فما بالك بقى باللي حاطت عشروميت صورة، عرفته من صورته طبعًا بس الغريب إن كان في بينا أصدقاء مشتركين و الغريب أكتر إن مريم منهم بس ممكن يكون زميلها في الشركة بما إنه كان في العيد ميلاد و واضح من كلامه إنه يعرف أغلب الموجودين، دخلت على الأكونت و المفاجئة إنه خريج تجارة و بيشتغل في بنك و بنك كبير كمان و ... شكله حلو في البدلة، أكبر مني ب 4 سنين و ما شاء الله الريتش عنده عالي
سيبته متعلق و قررت اسأل مريم عنه من باب الفضول و كمان عشان افهم عنده في الفريندز ليه و هما مش نفس المكان و لا السن و لا حتى نفس البلد
- اهااا ده أحمد
" ده زي ده هاني يعني و لا ايه مش فاهمة! "
بصتلي و هى بتعمل القهوة و قالت: يا بنتي أحمد أخو ضحى
اتفاجئت و فهمت، طلع فعلاً يعرف كل الموجودين ما البيت بيته و صاحبة عيد الميلاد أخته
" و إنتي عنده في الفريندز ليه بقى!؟ "
جابت الفنجان و شدت الكرسي و قعدت: عادي يا إيمان
" ولله! لما يبقى أكبر مننا بأربع سنين يبقى مش عادي يا مريم إ...
- الله الله و إنتي عرفتي منين إنه أكبر مننا بأربع سنين
اتوترت شوية و بس هتوتر ليه: من الأكونت
غمزتلي: و كمان فتشتي في الأكونت، بصراحة هو قمر و مش في الشكل بس، في كل حاجة
" والله! عادي جدًا علفكرة و بعدين ايه فتشتي دي هو سر حربي يعني! "
اتفزعت و لا اللي قرصها تعبان و قالت: عادي! إنتي شكل كتر القعدة في البيت نسيتك الرجالة، بقى ده عادي!؟
" متأفوريش "
مريم: و إنتي متستعبطيش و بعدين ثانية هو إنتي تعرفي أحمد منين عشان يبعتلك أدد!؟
" يعني مش هو اللي يعرفني منين؟ تؤتؤ، إنتي اللي تعرفيه منين! يا بنتي إنتي حولة ما هو اللي بعتلي أدد "
مريم باستغراب: ما أحمد مش من الشباب اللي بيخشوا يبعتوا أدد لأي واحدة و اللي تجي بقى و بعدين حتى لو فرضنا إنه كدة و هو مش كدة علفكرة بس جاب الأكونت بتاعك منين بردو، ضحى قافلة الفريندز و إنتي حتى مكتبتلهاش كل سنة و إنتي طيبة!
" اممم غريب فعلاً، أصل ضحى بس اللي بيني و بينه، مفيش مريم مثلاً"
مريم بعد ما فكرت شوية: تصدقي بس بردو جابك من عندي ازاي، إنتي متوحدة و مبتحطليش اللايك الأزرق حتى
" بس بعملك لاف على صورة الأكونت "
مريم: كتر خيرك ولله بس دي كانت حتة صورة يتيمة و بعدين هو يعني قعد يفتش في الريأكتات و ساب كل البنات اللي موجودة و بعتلك إنتي تحديدًا! كدة الموضوع بقى أغرب
اتنهدت: ما أنا شوفت البيه اللي محصلش خالص اللي بتتكلمي عنه ده امبارح و مش محتاجة أقولك قد ايه كان محترم
مريم: بتهزري، و سايباني أكلم نفسي من الصبح!
مردتش، فكملت: وه و قعد يدور على الاكونت بتاعك طول الليل، وه وه وه، يا جامد إنت
ابتسمت غصب عني بس من ريأكشناتها والله، خدت القهوة من إيديها و شربت منها
مريم: يا بنتي كفاية، بقيتي مدمنة قهوة الفترة دي و بعدين أنا عاملاها لنفسي أصلاً بس سيبيك قوليلي حصل ايه امبارح مع أحمد عشان تعلقي معاه للدرجادي
" ولا حاجة واحد كان بيستظرف و عامل فيها الشاب الروش اللي مفيش منه، فسيبته و مشيت "
مريم: بغض النظر إنه مش عامل فيها
" عامل و لا مش عامل، مش هناسبه أنا "
قفلت على الحوار ده و اتكلمنا في حاجات كتير أغلبها عن مشاكل مريم في الشغل و زمايلها و كدة
يومي فاضي بطريقة مملة، مفيش حاجة مهمة فيه و كل يوم شبه التاني، أنا حتى مبقتش عارفة إحنا في يوم ايه و لا بقيت اركز من كتر ما هما شبه بعض، حاولت أشغل نفسي بحاجات تنفعني بس مفيش فايدة و مفيش طاقة لأي حاجة، بدأت أدرس شوية حاجات خاصة بشغلي و اراجع على حاجات بس مش بانتظام بردو، قاعدة طول اليوم في اوضتي و لو خرجت بيبقى عند مريم اللي ساكنة على أخر الشارع يعني متعتبرش خروجة
جالي اشعار برسالة على الماسنجر، ففتحتها، قال يعني دماغي ناقصها صداع، فسي أحمد قال يكمله
بعتلي: هفضل مستني كدة كتير!
أنا تلقائيًا مفكرتش في الجرأة اللي بيتكلم بيها و لا إنه كمان دخل على الأذر و لا ايه حاجة و استغربت بس و رديت زي الهبلة: تستنى ايه!؟
رد في نفس اللحظة و لا اللي بايت في الشات: تقبلي الأدد
أخدت نفسي و رميت التيلفون جمبي، مش مصدقة إن الحركة دي دخلت عليا و قال ايه مريم بتقول عليه محترم، ما شاء الله عليه شكله متعود على الحوارات دي و للأسف أنا بمر حاليًا بفترة صعبة و معنديش خلق و لا طاقة للعبط بتاعه ده، فعملتله بلوك
" مريم الله يكرمك سيبيني في حالي "
مريم: حرام عليكي نفسك والله و أمك اللي هتتجنن عليكي دي
" يا ستي أنا مشتكتلكوش من حاجة، أنا كويسة، هقول ميت مرة إني كويسة "
كان نفسي أقولهم إني مش كويسة بس أنا حاولت كتير و هما مساعدونيش، مفهمونيش، حاسين بإني تعبانة و متغيرة و مش قادرين حتى يطمنوني، يا فرحتي بمعرفتهم، عارفين و مكتفيين بالمعرفة، محدش بيحاول، فاكرين إنهم بالكلمتين اللي بيقولهم دي أنا كدة هبقى كويسة و الزعل و الخوف اللي جوايا هيروحوا، محدش حاسس إني محتاجة اطمن و لو حاسوا مش هيعرفوا يطمنوني بردو
قالوا الزمن بيداوي و بينسي طب ليه أنا كل ما تعدي الأيام بفتقد بابا أكتر!؟
مريم: ده منظر واحدة كويسة بذمتك!؟
" يا مريم سيبيني و بعدين أنا هعمل ايه وسط صحابك! "
مريم: يا بنتي ما إنتي عارفهم و بيحبوكي على فكرة، ده حتى ضحى مأكدة عليا تبقى معانا في الخروجة دي، ف يلا بقى يا إيمان، طب و غلاوة عمو الله يرحمه عندك
آه، آه من وقع الله يرحمه دي على قلبي
لبست و خرجت معاها و أنا لا رايقة و لا حابة و لا عايزة بس تقريبًا ربنا كان بيطبطب عليا، مش هينفع يرجعلي بابا بس يقدر يديني اللي يفكرني بيه
- ها يا إيمي و إنتي عاملة ايه بقى، استلمتي و لا لسة؟
يادي أم السؤال اللي أمة لا إله إلا الله بتسألوه
" كويسة، لسة بس هانت "
و على فكرة مبحبش إيمي دي أوي
كنت مستمعة طول القعدة بس مش مهتمة بأي حاجة بيقولوها لحد ما ضحى أقترحت نروح النادي و كلهم وافقوا و طبعًا أنا معنديش الحرية الكافية للرفض و إلا مكنش زماني هنا أصلا
وصلنا النادي اللي ضحى مشتركة فيه و كام واحدة كمان، هما كانوا خمسة تقريبًا و بدأنا بقى في اللقطات التي لا تستهويني خالص، التنس، فجأة مريم صاحبتي و جارتي و صديقة طفولتي اللي أعرفها طول عمري تقريبًا بقت تلعب تنس و قال ايه طول عمرها بتحب التنس و كان نفسها تجرب جدًا
المكان كان حلو و الجو جميل، فسيبتهم و قررت اتمشى شوية، ابتسمت للأطفال اللي بتلعب و شوفت العائلات اللي قاعدين مع بعض و حاولت مركزش كتير مع البنات اللي بتلعب مع أبهاتها لحد ما وقفت عند مشهد جميل جدًا خلاني ابتسم و أعيط في نفس الوقت و من غير ما أحس كمان، بنوتة حلوة بتاع 12 سنة و لا حاجة بتلعب كورة مع باباها و ازاي بيجروا ورا بعض و ازاي سايبها تفوز عليه و ازاي بيمثل دور الخسران بشطارة تقريبًا دي واحدة من المهارات المقتصرة على الآباء بس، افتكرت لما بابا كان بيجي يرخم عليا و أنا بذاكر عشان بس يطلعني من مود المذاكرة شوية و ازاي كان بيخطف الكتاب أو يوقعه و يطلع يجري و أنا أفضل أجري وراه في الشقة كلها و في الشارع كمان، ازاي كنا بنقعد نلعب أنا و هو سوا و بردو كان بيمثل عليا دور الخسران كويس أوي
- أحم أحم
بصيتله بتلقائية و اتفاجئت لما شوفته و بعدين أدركت الدموع اللي على خدي، محستش إني عيطت للدرجادي، لفيت و مسحت وشي كله بعصبية و بعدين بصتله و قولت: إنت تاني!
حاول يتكلم بس متدوش فرصة: هو أنا كل ما التفت ألاقيك جمبي! إنت عايز ايه مني، خليك في حالك لو سمحت و على فكرة الحركات بتاعتك دي مش هتاكل معايا و لا هتفرقلي، فمتتعبش نفسك
صوتي بدأ يعلي و معرفش ليه قعدت ازعقله و هزأته جامد رغم إنه ملوش زمن بس لوهلة معرفش ايه اللي حصلي، فقدت أعصابي خالص و مبقتش عارفة أعمل حاجة غير إني أزعق لحد ما الناس بدأت تتلم و مريم جت و حاولت تهديني و خدتني و مشيت
دخلت على أوضتي علطول و أنا مش عارفة أبطل عياط و مش فاهمة ايه اللي بيحصلي و لا ايه اللي حصل لكل ده، ده هو حتى منطقش رغم كل اللي قولتهوله، كان واقف ساكت و باصصلي، باصص جوا عينيا و بيسمعني و لا كإني بحكيله حدوتة مش بهزأه، مقالش حاجة و ده حسسني بالذنب أكتر، أنا عمري ما زعلت حد و لا عدى عليا موقف زي ده، أنا ازاي عملت كدة و اصلاً أنا مش فاكرة حتى قولتله ايه بالظبط، كأن كنت بتكلم و خلاص، بهذي زي ما بيقولوا، و وسط كل الأفكار و الدوشة دي ربنا رحمني و نمت أخيرًا، نمت كتير أوي، يجي أكتر من 16 ساعة، قومت تاني يوم المغرب و طبعًا ماما قلقانة جدًا و زعلانة عليا و مش عارفة تعملي ايه و أنا مقدرة ده جدًا و عشان كدة أنا هبقى كويسة، أنا بس محتاجة أفكر مع نفسي و أرتب نفسي و هبقى كويسة إن شاء الله، أكيد هبقى كويسة
أكلت و حاولت اتكلم معاها بهزار و اضحكها بس كان واضح إنها بتسايرني و القلق لسة في عينيها و شوية و لاقيت مريم قدامي، قولتلهم إني معرفش عملت كدة ازاي امبارح و إني مكنتش أقصد و إني مكنتش عايزة أخرج و ضغط مريم عليا يمكن هو اللي وصلني لكدة عشان أخفف قلقهم و ارحمني من اسئلتهم و محاولة شرحي ليهم اللي بتفشل دايمًا و دايمًا بأندم إني اتكلمت معاهم في حاجة من كتر ما هما مبيفهمونيش و لو فهموا مبيهتموش كفاية و أنا مش عايزة اتعبهم و لا اتعبني أكتر
دخلت أوضتي بعد ما مشيت مريم عشان تلحق تنام و تصحى بدري لشغلها، عملت فنجان قهوة و قعدت في البلكونة، اتفرج على الناس شوية و أقلب في تيلفوني شوية لحد ما لاقيت ضحى بعتالي مسدج بتقول فيها إنها عايزة تقابلني ضروري لو ينفع، استغربت طبعًا و بعدين افتكرت إن أحمد أخوها و أكيد عايزة تهزأني و حقها طبعًا و معرفش الشجاعة دي جاتلي منين بس وافقت أقابلها في محاولة مني لإسكات ضميري و الاعتذار عشان مهما كان أخوها رخم و بيظهر في أوقات غريبة إلا إنه مكنش يستحق كل اللي قولته و عملته ده
لاقتني داخلة على الاكونت بتاعه من المسدج بس طبعًا عملاله بلوك، فمنفعش، حطيت التيلفون جمبي، ايه الهبل اللي بعمله ده!
" ماما، أنا نازلة "
خرجت من المطبخ مصدومة: نازلة!
" أيوة بس هرجع علطول متقلقيش "
ماما: لا براحتك
ضحكت يالهووي هي وصلت للدرجادي
ماما: رايحة لمريم؟
" لاء، هقابل واحدة أعرفها، كانت عايزاني في حاجة مهمة "
ماما و عينيها كلها فضول: طيب يا حبيبتي
نزلت و مقولتش لمريم و طبعًا هتهزأني لو ضحى قالتلها بس خليني متمسكة بشجاعتي للأخر، قابلت ضحى في كافتيريا قريبة من النادي و سلمت عليها و أنا محروجة جدًا و قبل ما تتكلم قولتلها: أنا والله محروجة منك جدًا و عارفة إن اللي حصل إمبارح مكنش كويس و مكنش ينفع بس أنا مكنتش أقص...
قاطعتني و هنا خدت بالي إنها متوترة و قاعدة مش على بعضها: أنا والله اللي محروجة منك جدًا و والله أنا عمري ما عملت حاجة زي دي أبدًا بس حكم القوي بقى
" مش فاهمة! "
فجأة لاقيت أحمد بيسحب كرسي و بيقعد جمبها: أنا اللي طلبت منها تكلمك عشان أنا اللي عايز أكلمك
ارتبكت و اتكسفت معرفش ليه و اتعصبت شوية و كنت هقوم أقف و أزعق تاني بس افتكرت الكارثة بتاعة أول امبارح و أفتكرت إني غلطانة و حاولت اثبت في دماغي إني غلطانة و إنه من حقه إني اعتذرله
- عن إذنكم
لا كدة كتير و الوضع بقى مريب و ده وضع أنا كإيمان اللي أعرفها عمري ما كنت هقبل بيه بس أحمد أفندي مدنيش فرصة اصلاً و لا كان في الموقف الزفت اللي أنا فيه ده أوبشن إني أعترض خصوصًا و هو بيتكلم برقي و أدب كدة و أنا كنت في منتهى قلة الأدب و الذوق معاه
ضحي شاورتلي من أخر الكافتيريا إنها يعني موجودة و مش هتمشي و أسفة و كدة، بصيت لأخوها، فقال: مش هأخرك و عارف إن اللي بعمله مينفعش بس...
" كويس إنك عارف "
- بس إنتي مسبتليش حل تاني، أنا...
" بص أنا مش هأوح و مش هتكلم كتير في اللي حصل بس أنا أسفة تمام، مكنش قصدي كل اللي قولتله و حقيقي أنا معرفش ده كله حصل ازاي بس تقدر تقول كان غصب عني "
- أنا بس كنت عاي...
" و بلاش نطول في الحوار ده و نديله أكبر من حجمه، أنا يعني غلطت و اعتذرت و خلاص الموضوع خلص، عن إذنك "
مسك إيدي قبل ما أقوم و بصلي: هو ايه ده! أقعدي، أنا عايز اتكلم
بصيت لإيده و كنت مش مستوعبة و تقريبًا الدنيا واقفة معايا عند اللقطة دي، سحب إيده و قال بكل أدب و احترام بيتناسب عكسيًا مع نظراته و تصرفاته: ممكن تقعدي، لو سمحتى؟
قعدت تاني و أنا منكمشة على نفسي في الكرسي، هو ايه اللي حصل من شوية ده! يعني ده كان بجد يعني!؟
بصتله و معرفش هو ليه بيبصلي كدة، يعني ده هو حتى بيبصلي كدة و هو مش واخد باله، عينيه فيها نظرة غريبة مخلية عيني مش عارفة تثبت قدام عينيه، عمالة تهرب في كل حتة المهم متقفش قصاد عينيه
" اتفضل "
- أنا كل اللي عايز أقوله و بحاول أقوله، متزعليش، أنا مكنش قصدي أضايقك و اتطفل عليكي و لا ازعجك، أنا بس كنت في النادي عادي و لما شوفتك قولت أسلم عليكي و...
" و..؟ "
ابتسم: يعني كنت هتكلم في حوار البلوك بس خلاص، خلاص والله ، اللي يريحك و اللي تشوفيه
افتكرت بابا لما كنا نختلف على حاجة و أزعل، فيجي يصالحني و يقولي خلاص اللي يريحك، فابتسمت بتلقائية و مخدتش بالي غير لما شوفت انعكاس ابتسامتي على شفايفه
" احم، تمام "
- يعني مش زعلانة؟
مهزأه و شتماه و ماسحة بكرامته الأرض و مفرجة أمة لا إله إلا الله عليه و بيقولي مش زعلانة! ايه يا بني ده!؟
هزيت راسي: لا خلاص مش زعلانة
لا و أنا بسوق فيها كمان، طب والله ما عندي دم
روحت البيت و أنا مبسوطة، لأول مرة من فترة طويلة أبقى مبسوطة و مش عايزة أدخل أنام علطول، قعدت مع ماما شوية و بعدين غيرت و رديت على مريم اللي اتصلت كذا مرة و طلعت على البلكونة، هنا كنت بقعد اتكلم أنا و بابا كتير أو بالأصح كنت بقعد أرغي و أرغي و هو يا عيني بيسمعني من غير ما يشتكي و لا يمل، افتكرت أحمد و ابتسامته و كلامه الحلو بس لاء لاء يعني أكيد أنا مبتأثرش بالسرعة دي و مش مراهقة و لا عيلة صغيرة أنا عشان أفرح بكلمتين و ابتسامة!
لغيت البلوك، لغيته عشان عيب يعني، الراجل اعتذر و اتكلم باحترام و مرماش عليا بالكلام رغم إني كنت استحق أي حاجة يقولها و كمان كلف نفسه و جه يراضيني و أنا اللي مزعلاه، فعيب اعمله بلوك بعد ده كله
دخلت الأكونت علطول، لاقيته ناشر صورله من ساعة، تقريبًا اتصورها و إحنا في الكافيتريا و مشير معاها أغنية، ففتحت اللينك من باب الفضول
اتارى المستخبي مستخبي
واتاري الحب شيء مكتوب عليّ
على جبيني هواك مكتوب 
ومين يهرب من المكتوب
حبيت حبيت أنا أنا حبيت

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Jan 01, 2023 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

اسكربتات إيمان أحمد Donde viven las historias. Descúbrelo ahora