28

2.5K 141 2
                                    

مريم : ايه المكان ده أنا خايفة ، لاء روحينى لو سمحتى
" ولله ما هتندمى ، المكتبة دى فيها كمية كتب رهيبة ... ادينا وصلنا "
مريم : لاء متقوليش .. هى دى المكتبة
" ايوة "
مريم : دى مكتبة و لا مقبرة
" الأشياء ليست كما تبدو "
مريم : ما هى المشكلة إن مقاييس الجمال عندك مختلفة و الموضوع بيقلب قصة رعب فى الآخر و مش بعيد الاقى عمو الشبح قاعد جوا بالعباية السودة بتاعته
" عفريت بعباية سودا .. فى عفريت بيلبس عباية سودا و بعدين العفريت هيعمل ايه فى المكتبة يعنى بيثقف نفسه "
مريم : و ماله ما يمكن يطلع عفريت مثقف
" مريم ادخلى و بطلى هبل "
مريم : ادخل مين لاء تدخلى انتى الأول
" لدرجة دى خايفة "
مريم : لاء بس عارفة دماغك من أول جريمة القصر الملعون لحد اقتليه و اهربى

ضحكت جامد رغم إن اللى قالته ميستحقش الضحك ده كله بس ضحكت
دخلت و هى ورايا ماسكة فى الخمار و كم من مرةِ كانت هتوقعنى من على السلم

" السلام عليكم "
قام رجل عجوز جميل بابتسامة حلوة .. من الناس اللى وشوشهم بتريح و تطمن و قال : و عليكم السلام يا ابنتى
" مش ناسينى صح "
ابتسم و قال : لاء يا ست إيمان و ادى روايتك

مريم قربت من ودنى و قالت : انتى صاحبتى الرجل العجوز كمان ولله لأقول لأبوكى إنك مصاحبة واحد قد أبوه
" اخرسى يا بلوة و بطلى خفة دم أم اللى جابت حضرتك "

عم على خد باله من الوشوشة بتاعتنا و ابتسم و هو بيحط الرواية على المكتب قدامه
" أنا حرة ! "
عم على : رواية حلوة جدا
" قديمة اوى "
ابتسم و قال : و هو القديم وحش
" لاء بس مألوفة و معروفة و أحيانا بنبقى محتاجين حاجات غريبة و جديدة "

مريم خبطتنى فى دراعى و قالت بصوت واطى : بطلى أم العمق بتاعك ده و ارحمينا

عم على : لاء سبيها يا بنتى قليل لما نلاقى حد عميق

مريم بصت فى الأرض .. مكنتش متوقعة إنه يسمعها و أنا ابتسمت
مريم : بس دى رخمة يا عمو و قرفانى
عم على : شكلكوا صحاب اوى

ضحكنا و بعدين مريم اختارت رواية و دخلنا علشان نقعد و نقرا
المكان كان هادى و فاضى و دى أحلى حاجة بس شكلى كنت غلطانة
مريم : ولله كنت حاسة
" ها هترغى يبقى ابعدى عنى علشان اعرف اركز "
مريم : لاء بصى كدة
" ابص على ايه ؟ "
مريم : بصى وراكى بس

بصيت و أنا مش عارفة ايه الحاجة المهمة اوى دى ، لقيت شاب ملتحى بيقرا كتاب .. معرفش المكان ده من كتير بس دى اول مرة أشوف الشخص ده أو بالأصح دى أول مرة أخد بالى إن  فى حد هنا
كانت بيقرا بطريقة غريبة اوى .. فى العادة الإنسان لما بيقرا بيندمج و ملامحه بتتكيف مع اللى بيقراه و بتتغير مع كل سطر تحت تأثير القراءة بس ده ملامحه كانت ثابتة تماما حتى الرمش ثابت
كان متعمق جدا لدرجة حسيته فى عالم تانى بس الغريبة إن حتى العالم التانى ده ملوش تأثير عليه و هو بيقرا .. معقول يكون قاطع الصلة بين العالمين ؟
شكله بيقرا كتير و على عهد قديم بالقراءة و لو كدة فدى أول مرة أعرف إن القراية ممكن توصل بحد للمرحلة دى

اسكربتات إيمان أحمد Where stories live. Discover now