الفصل التاسع والأربعون "أساطير الموت وعرش الدماء"

Start from the beginning
                                    

قمت بمسح المحيط بعيناي بينما أتقدم إلى الأمام بحثًا عن أفروديت بينما شعرت بالقلق يطفو في الهواء من حولي.

عقدت حواجبي باستغراب وانا اطالع الجميع واقفين برعب بينما ينظرون نحو مكاناً ما لتنزلق نظراتي نحو هذا المكان الذي يبدو وكأنهم يشاهدون فيلم رعب به من ملامح وجوههم المفزوعة.

ماذا يمكن ان يكونوا يرون ليرتعبوا بهذا الشكل يا ترى؟

قاطع أفكاري صوت فيكتور من خلفي وهو يقول بدهشة أيضًا: ما الذي يحدث هنا؟ لماذا الجميع خائفون بهذا القدر؟

"الآن سنعرف" هذا ما قلته له دون أن أنظر إليه، ولكن بمجرد أن سقطت نظراتي على المكان الذي كانوا ينظرون إليه برعب؛ فهمت سبب رعبهم.. فقد وقع بصري على رجل يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عامًا ذو بشرة قمحية وجسد ضخم، يرتدي إحدى البدلات السوداء التي تكلف عشرات الآلاف، حتى القميص وربطة العنق كانتا باللون الأسود.

عندما اقتربت منه بخطواتي بدأت ملامحه تتضح شيئًا فشيئًا.. رأيت ذو وجهه مستطيل مثل وجوه نجوم هوليوود الوسيمين بلحيته وشاربه وأنفه المستقيم وشفتيه الرفيعتين، كنت استطعت أن أرى بوضوح أن الغضب يحتل عينيه السوداوين مثل لون شعره الطويل الناعم الذي قام بتمشيطه للخلف مع تساقط بعض خصلاته على جبهته.

ماذا قال ليّ والدي منذ فترة بسيطة؟ آه، تذكرت.. قال ليّ ألا أحتك بزافير ساندوفال زعيم المافيا الإسبانية (بطل رواية خدعة الحقيقة).. لكن أبي، ماذا أفعل إذا كان جالسًا أمامي الآن من العدم بينما يحتجز أفروديت بين ذراعيه على ساقه ملصقها به لدرجة الالتحام بينما يواجهها وجهاً إلي وجه!

كلما رأيت هذين الإثنين، أشعر أنني دخلت غرفة نوم ما عن طريق الخطأ.. ولكن ماذا أفعل إذا كانوا يتعاملون مع كل مكان يجتمعون فيه معًا على أنه غرفة نوم؟

يبدو أن أياً ما كان يحدث قبل دخولي إلى هنا لم يسير على ما يرام على الإطلاق بحكم الرعب الذي يغلف الأجواء مع نظرة الموت التي تشغل عينيه وعروقه النافرة من بين وشومه بهالته المظلمة التي شعرت بها بينما الدهشة المرسومة على وجه أفروديت كانت غريبة للغاية ليس لكونها مندهشة.. بل لأن دهشتها تبدو واقعية وليست مصطنعة أو ساخرة كالعادة.. كانت أفروديت متفاجئة حقًا مما جعلني أتساءل ما الذي حدث بينهما حتى تنظر إليه بهذه الطريقة؟

رفعتُ يدي السليمة أعدل تسريحة شعري بينما أحمحم بصوت عالٍ للفت انتباههم نحوي فـ آخر شيء أريد أن أراه هو مشهد إباحي آخر لهما.. ما رأيته في لقاء صباح أمس بالاجتماع كان أكثر من كافي.. فرغم غضبه الواضح وتعبيرات وجهه المميتة؛ لطالما ما كان رجلاً لا يمكن التنبؤ بأفعاله خاصة مع وجود أفروديت بين ذراعيه بمثل هذا الشكل؛ فلن أتفاجأ تمامًا إذا قبلها الآن وصنع السطح الرخامي بجانبهم كفراش لهما كما فعل هو طاولة الاجتماع!

عودة  فايناWhere stories live. Discover now