0 | البدايّة

515 64 39
                                    




« على قارِعة الطَّرِيق...  وجدتُ نفسِي أقِف مذهولًا  أَمَام أسوار ذَلِك  القَصر  اَلْفِضِّيّ  أو  كمَا  يُسمى "القَلعة اَلزُّجَاجِيَّة"  بثقلٍ  قَد  انزَاح  وأخيرا  مِن  عَلى  كتِفاي  رُبما قَد  تُخدَع  عينَاك  بِلَون  اَلْبَيَاض  الذي  قد  تلونَ  بزهوٍ عَلَى  جُدرانِها  شاهِقةَ  العلُو  لتُجمل  مَظْهَرهَا  الخَارجِي زَخارف  من  ذهبٍ  خالص  رَغْم  كل  هَذَا  لنْ  تُخفي  أبدًا حَقِيقَة  انها  تَحمِل  بِداخِلها  الكثِير  مِن  اَلْأَسْرَار  وكَأنهَا مَنْفَذ  أو  مُكعب  مغناطيسيّ  يقُوم  بِجَذْب  جمِيع اَلسَّوَاد  فِي  هَذا  العَالم  لتندثِر  بِداخِله  وَتُقْفَل  عَلَيْهِ الأبواب  للأبَد،  أو  لعله  يُخَيَّل  لِيَ  كُل ذلك...  مَن يدرِي؟
ها  أنا  مُجددًا  على  مشارِف  تحقِيق  هدفِي  والإحتفَال باِنتِصَاري،  تَخلِيدًا  لِنهَايات مأسَاتي  وليالِي  عُمْري  التِي لطالمَا  كانت  مَليئةً  بالشتِاء  الدائِم،  ولكِن!  في  أثنَاء خوضِي  بمعارِكي  الخاصَة  والتِي  تُعد  مَلحّميةً  على  قَلبِي الفارِغ  تمَامًا  مِن  تِلك  اَلْمَشَاعِر  المُترفة،  لمْ  يُخبِرني  أحدا أن  النبَات  اَلسَّام  قَدْ  يَحْوِي  على  أزهار  جميلةً  قد تَأسر  قلّبك  البَارد  وتُلامسه  بلُطف  لتمحُو  بِجمالهَا جميع  اللَّيالِي  المَطيرةَ  التِي  قَد  مَرت  عليه  بلمحِ  البصَر، تخليتُ  عَن  حَذَري  وحَاولتُ  لمّسها  بِدون  أنْ  أُدرك  حَتَى قّد شَكَتْ اَلْأَشْوَاك طريقَهَا فِي راحةِ يَدَيَّ رُغم ذلكْ...
لَمْ تُؤلِمُني قَط، ولكننِي أظُن بِأنَني... قَد زِدُت مِن ألَمِها  »

"الَم يكُنّ مِن المُفتَرضِ انَكَ ستَحّمِيني؟"

"تَعينَّ عليَّ ان اُنقِذَ نَفسِي اولًا".

ماهيتي | What am I Where stories live. Discover now