وقف يمسح دموعي عني ويناولني كوبا من الماء، هو من حمله وجعل تلك القطرات تدخل إلى فمي المجوف، لتبلل ريقي كي يعود صوتي إلى ما كان عليه!

بدأ التشنج في عضلاتي يزول شيئا فشيئا، يبدو ان قدرة الشفاء لدي بدأت تعمل توا "سأستغل كوني وريثا للأكاديمية وأتجنب مسألة الطرد!" همهمت "أريد المشي!" طلبت منه نفى "حالتك يرثى لها، بطنك لم يلتئم بعد، ورقبتك لم تعد لمكانها!" هذا سبب وجود هذه الجبيرة إذا، ذلك الوغد كان سيقتلني!

"كيف هي فارلا؟" سألني بعد صمت مربك "ناقمة أكثر منك!" إبتسم وتجمعت حوله هالة للتعطش للدماء "سأبيد جماعة الليكان أقسم!" إتسعت عيناي بخوف هو ليس جادا صحيح؟

"لقد مات زعيمهم وهذا يكفي!" قلت أحاول تهدأته لكنه هاج أكثر "اتسامحينهم؟ كدتِ تموتين؟ ماذا لو عادوا للإنتقام؟ علي القضاء عليهم كي لا يؤذوك مجددا!" صمت ينظر لوجهي الخائف وضع يده على خدي بحنان "لا داعي للخوف، فسأقتل كل من آذاكِ ويفكر في أذيتك بكل الأشكال، حتى لو بكلمة!" بلعت ريقي، هذا مبالغ فيه نوعا ما.

"ش..ش..شكرا!" تلعثمت في شكره ليبتسم بهدوء ويعود لمقعده، طرق على الباب تلاه دخول تيانا بزيها المدرسي القميص الأبيض والتنورة الرمادية المخططة "منرفا!! إستيقظتِ!" إرتمت علي تعانقني لأتأوه بألم إبتعدت بعدها وقالت "حمدا لله على سلامتك، كنت قلقة عليكِ جدا!" إبتسمت لها بهدوء، لما؟ كم مر علي وأنا مستلقية هنا؟

"كم لبثت؟" سألت "أسبوعان!" أجابتني، مدة طويلة، يا للعار، إستطاع كلب مغفل أن يطيح بي، أنا لبؤة؟

تبا لضعفي!

خرج إيزيل بعد مدة وتركنا بمفردنا نناقش امورا مختلفة.

بدأت تيانا بالثرثرة حول امور شتى كرفيقها المجنح، ومسألة أن إرتباطها به محرم بالنسبة لبني جنسه والذي يدعى سيدريك بالمناسبة، وكم هو وسيم وشفتاه طريتان وحلوتان، وتقبيله هو أفضل شيء قامت به طوال حياتها.

امور تخص الرفقاء!

كنت جالسة فقط أستمع لها بإبتسامة، واحدة من واجبات الصداقة الإستماع للطرف الآخر وإن كان يتحدث كثيرا!

"عندما أمال برأسه نحوي كي يقبلني، شعرت بانفاسي تسلب مني، والقشعريرة تسري في عمودي الفقري، عندما لامست شفتاه خاصتي، إنفجار حدث، تيارات كهربائية سرت في جميع اوردتي وفراشات تلاعبت ببطني هنا وهناك، شعرت وكأنني تذوقت النعيم!" قهقهت بصخب حتى آلمتني رقبتني عندما تخليت المشهد "هذا رومانسي جدا!" علقت لتبتسم بهدوء ولا زالت وجنتاها محمرتان.

باتت تداهمني افكار مختلفة حول الأكاديمية، أنها تدنس كل بريء يتمدرس فيها، مثلي انا على سبيل المثال قدِمت ولم أكن أنوي خدش أحد وإنتهى بي المطاف بقتل طالبين دون أن أرمش، تيانا نقية ونظيفة كورقة رسام لا أريدها أن تدنس، لا أريد رؤيتها مظلمة، خلقت من النور وإلى النور تعود!

أكاديمة إيزيل || Ezel AcademyWhere stories live. Discover now