٩

2.1K 34 3
                                    

بين اوراقه وملفاته واشغاله انجز اعمال كثيره رغم تراكمها وصعوبتها اغلق اخر ملف بتعب وحنى ظهره من المه ادخل يده بين خصلات شعره المبعثره
تنهد ورفع هاتفه بهدوء ضغط على الرقم وانزل راسه على المكتب ينتظر الرد
وصله صوتها الناعس والظاهر انها ردت من غير ماتنتبه للرقم وهمست : هلا ؟
تنهد ولا تكلم لتكرر مره ثاني : هلا. ؟
يوسف : ياوريدي
عقدت حاجبها بحيره وتنهدت : صار شيء ؟
يوسف : ايوة
قامت من سريرها ويدها بشعرها تسدله وبحيرة : ايش ؟
يوسف : بين اوراقي واقلامي بين عمايري وهندساتي
بين البيوت التي شيدتها والبيوت التي نسيت تشيدها
بين حرماني ورصاصاتي وبعثراتي ولهيبي وناري
بين غرقي ونجاتي وبحري وسفني واشرعتي
خطر لي وجهك الصغير الانقاء من سماءنا
الابهاء من بحارنا
عيناك سبحان المعبود
وشفتيك المرسومة كالعنقود
وضحكتك انغام وورود
وشعرك الغجري المسافر في الدنيا
يا احلى امرأة بدنيا يهواك القلب أنتِ الدنيا
سكتت وهي تتذكر كلامه عند نورة انكساره وجرحه
تنهدت ومازال الصمت يسكنها
اكمل : قلت انك جهلتي ملامحي سماري الذي احببته شعري الذي طالما داعبته اما ان تجهلي كلماتي فانت هنا تقتليني مرتين مره لجهلي ومرة لمعرفتي
رويدة  بحيرة : بطلب منك شيء
يوسف : امُري ؟
رويدة : لو جاء يوم من الأيام وعرفت الشيء الي حاولت احميك من معرفته وتغيرت صورتك اتجاه شخص ما
او حتى انتهت مشاعرك نحوي
اترجاك لا تتعب ! لا تنهد ! لا تحزن !
لا تتخبط ببحري وامواجي لا تموت خنقاً باعشابي
لا تتوه في عمق البحر وتبتلعك حيتاني
لا تسجن ظلماً بسببي
لا تأذيني فيك ارجوك
رفع راسه واخذ شهيق وزفير بصوت مرتفع : انا جاهل كل كلمة قلتيها غير شيء واحد ، او حتى انتهت مشاعرك نحوي ! تدرين متى بتنتهي مشاعري نحوك
يوم ينتهي قلبي ونبضه ويفارقه لوريد
سكتت وسرعان ماكملت : فينك الحين ؟
يوسف : في مكتبي مع اشغالي وتعبي
رويدة : شكثر رغبت اشوفك وانت بهالمنظر
  ارفع شعرك المنسدل على جبينك الاسمر
ابتسم بهدوء : انشري ريح البخور من ليلك الاسود
تنهدت ليكمل : لساتنا على موعدنا ؟
رويدة : على الموعد
اغمض عينه بتعب : وريدي
رويدة : ياقلب الوريد !
يوسف : ولاشيء اشتقت اناديك
ابتسمت بحزن واقفلت الخط وفي رأسها
يا ينتهي يا ينعدم ..

بحيرة تناظر للفستانين : هذا ولا هذا !
رويدة بابتسامة اشرت على احد الفستانين : هذا لايق اكثر عليك
وصلت ليلى واردفت : تأخرت ؟
رويدة : مو كثير
تأملت رويدة حالها بهدوء واكملت : فيك شيء ؟ وجهك شاحب !
ليلى بكذب : لا يمكن علشان الحمل وكذا
ابتسمت رويدة وحضنتها من جنب
خرجت ريم بابتسامة وجمال فريد لا مثيل له
ضحكت رويدة بصدمة : يالله !
ضحكت ريم وهي تمشي بهدوء والابتسامة مافارقتها
حضنتها رويدة وهي تهمس : نياله نياله
ريم ناظرت لليلى : تذكرتك
ليلى بتعب : ليتني تراجعت
رويدة : عن ايش !
سكتت ليلى لتكمل : عن الفستان ذاك
ريم : كان حلو !
ليلى : ماحبيته كثير ، وابتسمت وهي تمشي لها : صرتي اعجوبة والله بتاخذي الباقي من عقله
ابتسمت ريم وهي تلتفت للمرايا وتتأمل الفستان الي ماتوقعت بيوم تلبسه والحب الي ماظنت انها بتجربة
وتغيرات الحياة الحلوه .
وضعت الفستان امامها وهي تصوره وترسله له تنتظر رأيه وطلعت مع البنات تكمل اغراضها
سرعان ماوصلها رسالته :
ولما التقينا ضمّنا الحُب ضمّة
بها كل ما في مهجتينا من الحُب
وشد الهوى صدراً لصدر كأنما
يريد الهوى إنقاذ قلب إلى قلب
ولما التقينا وفي قلبي كدر
رأيت عيناك وزال الهم عني
رأيت فيك حُلم العمر والسنين
وها أنا اتأمل ثوباً غداً أنتِ بداخله
وغداً أقول : من قال ان الثياب تجمل !
ان حبيبتي جملت الثياب .

‏ من أبهتَ النُور العظيمَ وأظلمهْ؟Where stories live. Discover now