-أتملكين رفيقا؟

-لم أجده بعد، وأنتِ؟

-وجدته فور وصولي للأكاديمية، لو ترين كم هو وسيم!

-مباركٌ لكِ!

بدى صوتي غير سعيد نوعا ما "أرى أنك غير متشوقة للقاء رفيقك!" اومئت لكن لا يمكنها رؤيتي "أجل، مسألة الرفقاء تغيضني نوعا ما!" إعتدلت في جلستها و قد أشعلت دائرة ضوئية في الغرفة، ربما هي إحدى تعاويذها "لما؟" لا ازال مستلقية انظر للسقف "ألا ترين أنهم اجبروكِ على ان تحبي شخصا لا تعرفينه؟" أمالت رأسها للجانب "لكنه ما كان مقدرا لي!" جلست بإعتدال بدوري انظر لها ولتلؤلؤ عينيها الذهبيتين "لنلقِ نظرة على حياة البشر مثلا، هم يختارون شريك حياتهم بلا أي رابط، ومن حيث السعادة هم يفوقوننا، اما نحن فنمضي خُمُسَ حياتنا نبحث عن شخص لا نعرفه، والذي يكون مكتبا لنا منذ ولادتنا، بدل أن نمضي ذلك الخُمُس في التعرف على ذلك الشخص الذي نحبه بقلبنا لا بحواسنا، هنا الإختلاف!" لم ازح نظري عنها وقد كانت تعابير وجهها تتغير للحزن شيئا فشيئا.

"رفيقكِ الذي وجدته، لو لم يكن رفيقكِ اكنتِ ستشعرين بوجوده في الأكاديمية؟ طبعا لا، ولن تلمحي ظله حتى، لكن الرابط أجبركِ على رؤيته وحبه، لو فكرتِ جيدا فلن تجدي أنه المناسب لكِ، بل تم إجباركِ على قبوله، الذي بينكِ وبينه ليس حبا مع إعتذاراتي!" واصلت صمتها لكنها سألتني "ألا تؤمنين بالحب من أول نظرة؟" نفيت "بلا أؤمن بكل أشكال الحب، ما عدا ذلك الذي بين الرفقاء!" همهمت لتسأل مجددا "أخبريني عن الحب الحقيقي من فضلكِ!" عيناها كانتا مشعتان على نحو غريب.

-الحب، هو نكهة الحياة، الحب هو أن تلتقي بشخص ستظن أنك ستحب الجميع غيره، لكن يزرع شيئ بداخلك يجعلك ترى ذلك الشخص السيء مثاليا، يقال ان الحب اعمى، يفسره البعض على أنك ربما تحب شخصا بشعا تحت عنوان الحب أعمى، لكنني ارى أن العمى في الحب هو من حيث الصفات، عندما نأخد شخصان محبان، سنجد أنهما كالقطبين الموجب والسالب، لا يتشاركان في أي صفة مختلفان كل الإختلاف، لكنهما يحبان بعضهما بجنون، فهما لا يريان بعضهما بالعيون، بل بالقلب، هو يراها بقلبه وهي كذلك.

-تكون بين الأحباء، جميع أنواع الروابط، الصداقة، العائلة، الأخوة، الرفيق، حبُك له، يجعلك لا ترى سواه، على عكس الرفقاء سياتيك شخص من العدم يتشارك معك رابط لا نعلم ما هو اساسه، يعميك ولن تراه إلا هو، هو اشبه بلعنة، سترتبط به إلى الأبد، ولن يسعك التعرف على عيوبه لتحبها، ستراه مثاليا من الوهلة الأولى، أهذا جيد؟ طبعا لا، حلمي هو ان أقضي على ما يسمى بلعنة الرفيق، سأبحث عن شخص أحبه، سأختاره بنفسي، وسأرفض رفيقي، لأنني لست مجبرة على البقاء معه، أنا حرة في إختيار شريك حياتي!

"هذا فلسفي نوعا ما لكنه مقنع إلى حد كبير!" اومئت لها "لا اخبركِ ان ترفضي رفيقكِ أنت حرة بالنهاية!" إبتسمت بخفوت "لن ارفضه حتى وإن اخبرتني، فقد خضعت للرابط مسبقا، لكنني ادعمك في العثور على شريك ملائم لكِ!" إبتسمت بإتساع، هي لطيفة!

أكاديمة إيزيل || Ezel Academyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن