الليلة الحادي و العشرون

Start from the beginning
                                    

أنا لا أستطيع الخروج من الجناح كوني أخاف رؤيتهم،أشكالهم المرعبة و كيف تنظر لي و كأنني أرنب وسط قطيع ضباع جائعة،

تنهدت بحسرة لأسمع صوت مون تنهد لي، إلتفتت ناحيتها لأجدها بقربي تسأل بقلق:

"هل أنت بخير؟ هالة القلق و الخوف يحيط بك "

"لا ، فقط لم أعتاد بعد على وجودي هنا"

نفيت برأسي لأنظر أمامي بهدوء،لكن انقلبت ملامحي لتساؤل بادر ذهني منذ وقت طويل

"ذلك الشاب الذي أتى للغرفة ذاك اليوم ، ذكريني من هو؟"

رسم على وجه مون حدة نظر مخيفة ، فشعرت بأنها ستمتنع عن الإجابة لكنني أصررت عليها، يجب أن أعلم من يكون و ماذا يريد

"انه شقيق مولاي،يمكنك القول أنه الأمير،لكنه يحقد على مولاي كثيرا،منذ موت الملك حاول أن يعتلي العرش لكن سيدي أراميس قام بتحديه ليبارزه في قتال يحدد مصير العرش،فاز عليه لكن الذي أثار استغرابا هو أنه لم يقتله، اعترض الوزراء كونه يجب أن يموت لكن مولاي رفض الأمر و تركه يعيش و لم يسحب منه منصبه كأمير

مرت عشرة أيام بسرعة البرق ، فقد بدأت أعتاد على وجودي هنا،اسرح شعري ناظرة للمرآة لأرى أراميس في الإنعكاس يخرج من الحمام يرتدي منشفة على خصره ، إلتقت أعيننا لأنزل أناظري بخجل ،قهقه لخجلي ليقترب،وضع طلتا يداه على كتفاي ينظر لي خلال المرآة

"هل اعتدت على المكان؟" سأل مبتسما لأومئ له برأسي مبتسمة

أخد المشط من يدي ليباشر بتسريح شعري
"سوف آخدك بجولة بمملكتي،صدقيني ستحبين المملكة كثيرا "
دق قلبي بخوف ليربت على شعري بحنان،"لا تقلقي ، الشعب في مملكتي يعيشون مثل البشر ، ستشعرين و كأنك في وطنك"
"حسنا ، لكني قلقة قليلا فقط "أردفت بقلق شديد

"سوف تأتي مون لتجهيزك و لا تقلقي طالما أنا بجانبك لن يحدث شيء "

خرج من الجناح بعد ان طمأنني لأنظر ناحية المرآة، قلبي غير مرتاح أبدا لهذه الجولة،أشعر أن شيء ما سيحدث، دعيت من قلبي ألا يحدث شيء، فتح باب الجناح لأجد مون رفقة ثلاث فتيات احداهن تتجه ناحية الخزانة و تسحب فستانا أحمر ، تصميمها الذي يتخد الطابع الفيكتوري ، اما مون فاتجهت نحوي ممتسمة

"حان وقت تجهيزك مولاتي،سنساعدك بارتداء فستانك ، يجب أن نسرع قليلا حتى لا يضطر مولاي بالانتظار كثيرا"

جالسة ذاخل العربة البيضاء بها نقوش ذهبية  ، أشعر و كأنني بالعصور الوسطى،أراميس يمسك بيدي و في فترة و أخرى يقبل يدي و يهمس بكلمات غزل يجعلني أحمر خجلا،

نظرت ناحية النافذة بعد أن وصلنا لبلدته التي يحكمها فأتفاجئ بسكانها فهم يتخدون أشكال البشر ، كلما مرت قرب أحدهم كان ينحني تجاه العربة باحترام

توقفت العربة بعد فترة لأجد بباب العربة يفتح من جهة أراميس،نزل يتجه لجهتي و يفتحها،مد يده لي لأتمسك بها و أنزل من العربة فأرى جمعا من الناس تنظر إلينا

أصابني توتر شديد لأنظر ناحية أراميس ، فطمأنني بابتسامته،

"أردت أن تتعرفي على شعبي،و يتعرف عليك"
فبدأ الناس يرددون "يعيش الملك المبجل،تعيش الملكة المبجلة"

شعور غريب يساورني عندما أراهم ينحنون لي و يحيون باسمي،نظرت ناحية أراميس الذي يرفع كفه ليحييهم كذلك، الأمر جعلني أبتسم كيف يحب الشعب ملكه

لكن بعد لحضات،بدأت أسمع هتافات غاضبة "لا نقبل بأن تكون بشرية فانية حاكمتنا"هتافات هنا و هناك ،جعلني أشعر بالخوف الشديد،شعرت بيد مون تمسك بيدي و تقودني نحو العربة،إلتفتت ناحية أراميس أرى تعابير غاضبة،جسده بدأ يتغير و يصبح أضخم

نهدت مون علي لألتفت لها حتى لا أنظر لذلك المنظر المخيف.  ركبت العربة وركبت ومن بجانبي.انطلقت العربة بعيدا عن الجمع الغفير من الناس . اصابني قلق شديدعلى اراميس كوننا تركناه وحده وسط البلدة يتعامل معهم . لكن مون كانت تطمئنني كون من واجب الملك التعامل مع شعبه

توقفت العربة فجأة بعد فترة لأجد مون تصرخ بصاحب العربة عن سبب توقفه. طلبت مني عدم الخروج من العربة لتنزل عنها و تغلق الباب.انتظرت برهة من الزمن ليفتح باب العربة من جهتي

POV MOON

تفاجأت من ظهور مجموعة من الشعب يعارض امر زواج الملك منها كونهم لم يتقبلو ان تحكمهم بشرية.

قمت بسحبها للعربة كوني استشعرت خطرا عليها . رأيتها تنظر تجاه أراميس و كيف يتخد هيئته الشيطانية فنهدت عليها لتلتفت نحوي حتى لا تشعر بالخوف

جعلتها تركب العربة لأجلس بجانبها . تحركة العربة مبتعدة عن البلدة لنتجه ناحية القصر . مررنا بالغابة للتتوقف العربة فجأة . صرخت بالسائق عن سبب توقفه لكن لم اسمع أية اجابة

دق ناقوس الخطر بعقلي لأخبر الملكة بعدم النزول من العربة . ترجلت من العربة لأرى خمس عفاريت يحيطون العربة من كل اتجاه.

بدأ ثلاثة منهم بمواجهتي لكن هيهات فهم لن يستطيعو هزيمة الجنرال مون . فأنا لم استحق هذا اللقب من دون مجهود

لكن شعوري السيء ظل يراودني. هم لا يتقاتلون بجدية و كأنهم يماطلون. فهمت خطتهم الخبيثة لأعود للعربة لكني لم أجد أي أثر للملكة

صرخت بغضب شديد لألتفت ناحيتهم لأجدهم يحاولون الهرب .استطعت القبض على أحدهم لكن البقية لاذو بالفرار .

ليلاWhere stories live. Discover now