Part 2

4.3K 155 57
                                    

      شكراً لمتابعتكم الرواية
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

  جلست بيول تفكر في صباح الأمس.. في مثل هذا الوقت كان والدها حيٌ يرزق.
مجرد التفكير بالأمر جعلها تختنق بالبكاء بينما من يجلس أمامها يراقبها صامتًا لا يدري ماذا يفعل.

وضعت شوكتها على الطاولة وتحدثت فجأة
_ هل تعتقد أن والدي في مكان أفضل؟

قال بمواساة
_بالطبع.

_ هل تعلم؟ لم يفترض بأبي مغادرة المنزل أمس،
لقد عدت ثملة ليلة السبت أو صباح الأحد، لا أذكر الوقت بالتحديد لذلك لم استطع الذهاب للعمل صباحًا
طلبت منه الذهاب وافتتاح المحل بدلاً عني وصادف وجود ذلك اللص في المتجر، ليتني كنت أنا، ليتني مِت بدلاً عنه.
أنا إبنة سيئة..

امتلأت عيناها بالدموع مجددًا مما أزعج جيون بشدة، شئ ما يرغمه على الإهتمام بها
هل ربما لأنها وحيدة جدًا ؟

_ هل تؤمنين بالقدر؟

رفعت عيناها نحوه
_ أعتقد ذلك، نعم.

_ كان هذا قدره. أن يموت في تلك اللحظة وذلك المكان، لم يكن خطأك صدقيني.

ردت بنبرة حزينة
_ أجل

_ هل نرحل الآن؟

_ أجل

خرجا من المقهى نحو الرصيف بحثًا عن سيارة أجرة تأخذهما لمنزلها، أوقفت السيارة وصعدت فيها تخبر السائق بموقع منزلها.
عندما التفتت إليه تودعه لم تجده

" لقد رحل " فكرت بحزن

في الواقع كان جالسًا بجوارها تمامًا لكنه أخفى هيئته

لماذا؟ حتى يتمكن من التأكد أنها ستعود لمنزلها وليس الجسر.. خوفاً من السيد مين طبعًا وليس كأنه يهتم لها.

ما أن وصلت بيول إلى منزلها وأغلقت الباب خلفها حتى جلست على الأرض منهارة
بكت كما لم تبك من قبل
مرت كل ذكرياتها مع أبيها بعقلها
كم كان لطيفًا ومراعيًا لها
كم أحبها
عدد المرات التي فضلها هي وراحتها على نفسه
حتى الآن مات بدلًا عنها
بكت حتى نامت على الارض

كل هذا وجيون يقف خارج الباب يصغي
لم يستطع الإبتعاد وتركها لنفسها حتى وإن كان لا يستطيع مساعدتها

                                 ********

استيقظت بيول من نومها متألمة، كانت الخامسة عصرًا
توجهت نحو الثلاجة لكن منظر الطعام كان مقززًا بالنسبة لها، تناولت قارورة الماء واتجهت إلى غرفة والدها
إحتضنت الوسادة الممتلئة بعبقه وعادت للبكاء .
قضت الثلاثة أيام التالية على نفس المنوال حتى خرجت صباح اليوم الرابع راغبة بالتجول قليلًا
قادتها قدماها إلى الجسر مجددًا دون أن تشعر
جلست على الأرض تبكي لقرابة الساعة حتى أحست بظلٍ يقف فوقها
رفعت عينيها نحو الشخص الذي ينظر إليها

My Black Angelحيث تعيش القصص. اكتشف الآن