الفصل السادس والعشرون

2.6K 126 15
                                    

استيقظت فادية بعدما علقت لها الممرضة التي أحضرها عمرو إلى المنزل المحلول المغذي في ذراعها، ونظرت إلى ابنها الذي جلس على طرف السرير هاتفا بقلق تملك منه بعدما رأى والدته تسقط أرضا بسبب الصدمة التي تعرضت لها:

-''طمنيني عليكِ يا ماما، أنتِ حاسة أنك كويسة دلوقتي؟"

أومأت فادية هامسة بصوت خافت بسبب حالة الوهن التي سيطرت عليها بعدما أخبرها عمرو بحقيقة مقتل ياسين على يد آية التي كانت تظنها فتاة بريئة تحب الخير للجميع:

-"أنا مش مصدقة أن البني آدمة اللي كنت بعتبرها زي بنتي طلعت هي اللي قتلت ابني الكبير وحرقت قلبي عليه!!"

حمحمت مروة وتحدثت بهدوء وهي تخفض رأسها أرضا فهي لا تريد أن تتلاقى نظراتها بنظرات فادية التي من الممكن أن تعتقد أنها تشمت بها بسبب سوء تعاملها معها في الماضي:

-"حمد الله على السلامة يا ماما، ربنا ميحرمناش منك أبدا".

تدخلت الممرضة في الحديث ونظرت إلى عمرو قائلة بشفقة على وضع فادية التي كانت تظن أنها فقدت ابنها البِكر بسبب تعرضه لنوبة قلبية مفاجأة ولكنها اكتشفت أنه مات مقتولا على يد زوجته التي كان يعشقها:

-"المفروض يا أستاذ عمرو أنك تكون حريص الفترة الجاية على أن مدام فادية متتعرضش لأي ضغط عشان وضعها الصحي يتحسن''.

شكر عمرو الممرضة التي حضرت على الفور بعدما اتصلت بها زوجته وأخبرتها بحاجتهم الماسة لوجودها من أجل الاعتناء بفادية.

رافقت مروة الممرضة إلى الخارج ولم يتبقَ في الغرفة سوى عمرو ووالدته التي همست بصوت مقهور وهي تشعر بألم شديد في قلبها الذي كان يحمل مشاعر الحب تجاه قاتلة ياسين:

-"أنا نفسي أعرف هي ليه عملت فينا كده؟! ياسين أخوك كان بيحبها أوي وعلى طول كان بيحاول يرضيها بأي شكل من الأشكال وأنا كمان اعتبرتها بنتي وحبيتها جدا''.

أمسك عمرو بكفي والدته وطبع قبلة على كل منهما قائلا بأسى فهو لم يكن يريد أن يراها أبدا بمثل هذه الحالة:

-"آية تبقى نموذج بشري للحية اللي مهما عطفتي عليها وساعدتيها وقدمتِ ليها حاجات حلوة فهي برضه هتنكر الجميل وهتلدغك في النهاية لأن ده طبعها وأسلوبها اللي عايشة عليه".

طلبت فادية من ابنها أن يخرج من الغرفة ويتركها بمفردها فاعترض عمرو على هذا الأمر ولكنه امتثل في النهاية لرغبتها بسبب إصرارها على البقاء وحدها في هذه اللحظة.

انتظرت فادية خروج عمرو من الغرفة ثم أمسكت بصورة ياسين وأخذت تبكي بحرقة لأنها كانت تتعامل مع قاتلته بمنتهى الوِد والمحبة ظنا منها أن هذا الأمر سوف يسعده ويجعل روحه ترتاح ولم تكن تعلم أن نظرات اللوم التي كانت تراها على وجهه كلما زارها في أحلامها كانت بسبب حبها الشديد للمرأة التي غدرت به وأزهقت روحه بدم بارد.

منقذي الزائفWhere stories live. Discover now