part 4| الحادثة

36 2 0
                                    

أستيقظت من الحادثة بعد ساعتين لأجد نفسي في غرفة المشفى مستلقي على السرير بجانب النافذة، نظرت للغرفة بتمعن وسمعت اصوات لشخصين خلف الباب.
الشرطي :" نعم هي بخير الان لا داعي للقلق...سوف اسألك بضعة اسأله أتمانع ؟ "
الرجل : "شكرًا لكل شيء...بالتاكيد لا أمانع."
الشرطي : " العفو..أذا ماذا تعرف عنها هل هي من اقاربك ؟ "
الرجل : "لا كنت بالطريق ورأيت سيارتها تبطيء لذالك توقفت لرؤية اذا كان مابداخل السيارة بخير. "
الشرطي : " همم اذا هكذا كان الأمر...يمكنك الرحيل الان اذا أردت."
.
سمعت الاصوات تتوقف وبعد دقائق فُتح الباب ورأيت الشخص نفسه الذي انقذته من القطار.
..
الرجل "استيقظتي...اعتذر ان اخفتك كنت عائدًا للمدينة ورأيت سيارتك بجانب الطريق ذلك اثار استغرابي لذلك قررت الوقوف والتأكد انكِ بخير."

إيفان " لم أتوقع أنني سوف اراك مجددًا..على أي حال شكرًا لمساعدتك، رديت لي معروفي مثل ماأردت."

أبتسم الرجل وهز رأسه وهو يقول
الرجل "نعم أظن انني رديت معروفك، بالمناسبه ما أسمك؟"
:"ايفان "
الرجل "تشرفت بك إيفان..انا أديم..."
إيفان "أسمك جميل ياأديم، يذكرني ب البياض الساطع في النهار وظلمات الليل."
أديم "كيف يمكنك معرفة هذا من مجرد أسم ؟ انتِ فعلًا غريبة أطوار."
أبتسمت وأزحت نظري وفكرت بما حدث مما أخفى ابتسامتي
وزفرت بأرهاق...
أديم "حسناً أعتقد انني اكتفيت من الجلوس هُنا...هذا رقمي أن كنتي تريدين أي شيء، وداعًا إيفان.."
.
خرج أديم بعدما ودعته وشكرته، أغلقت عيناي وسمعت صوت ضربات المطر من خارج زجاج النافذة، أحنيت رأسي على الزجاج وسمعتُ صوتَ دقات قلبي وشعرت بكل جزء بجسدي، بعد جزء من الوقت التفت للباب ورأيتها تقف خلفهْ، ركضت إلي وقبلتني..
التقطت انفاسي كُلُها وابتعدت قليلًا لرؤية عيناي،
كانت تبتسم والدموع بعيناها.
فيرا "ماذا حدث لك؟ ولماذا لم تتصلي وتخبريني...حمقاء كنتِ ستتعرضين للأذى دون ان أعلم."
نظرت إليها وابتسمت
: "أشتقتي إلي كثيرًا اليس كذالك ؟"
.
أبعدت نظرها عني وهي تبتسم واستلقت بجانبي وهي تجري يديها بشعري وقالت "تعلمين انني أحبُك جدًا ولا يمكنني الابتعاد عنك ولو للحظة. "
إيفان "دائما عيناك ماتجعلني أنظر للاسفل، اريد نسيانك ولكني أراقبك دومًا، انحبستْ مشاعرك داخل قفص صدري، أنتِ حنونٌه بما يكفي لإذابة قسوة العالم، وأنا معتاد على القسوة بما يجعلني في حالة ذعر مستمر من حنانك."
فيرا "لازلتِ كاتبة توقعت أن تفقدي ذلك."
إيفان "وما تقصدي بذلك ؟!"
فيرا "لا شيء! اذا سوف نخرج غدا يمكنك النوم الان وسوف أوقضك."
أبتسمت وقلت "حسنًا ياملاكي."
تشابكت يدي بيدها وأغمضت عيني..

فتاة وقعت في حب فتاة أخرى
وقعت في حب الطريقة التي فعلت بها شعرها
لون عينيها، ملابسها الجميلة.
وقعت في حب اضحاكها، والطريقة التي جعلتها تشعر بها على قيد الحياة، وابتسامتها المثالية.
أعتقد أنني كنت مخطئا.
على الأقل هذا ما قاله لي الناس.
لقد شعرت بالمرارة سرا على القسوة
كلمات رافضة و يحدق بها الآخرين.
لقد وجدت الراحة من خلال الشعور
عندما تتشابك يدي مع يديها.
شعرت وكأنني في المنزل بلمسة من شفتيها.
.
توقفت عن الكتابة وحضنتني من الخلف وهي تبتسم وتقول
"مارأيك ان تتوقفي وتأتي لنشرب معاً ؟"
إيفان : "حسناً أسبقيني وسوف أتي إليك"
جمعت أشيائي ووضعتها باماكنها. توجهت لغرفة الجلوس ورأيتها تميل جسدها على موسيقى وعيناها مغلقة، تقربت منها ولمست خصرها، أبتسمتْ وفتحت عيناها وهي تقول " أتيتي.."
جلبت لي كأس وجلست على الأريكة بجوارها.
..
فيرا " أذا هل تريدي أخباري عما حدث لكِ بالأمس ؟ يبدو أن ماحدثَ قِصة"
إيفان "سوف أخبرك الآن ولكن لا ترفعي أمالك كثيرًا.."
..
بدأت بسرد ماحدث من بداية وجودي أمام منزلي القديم والقطار إلى أن وصلت الى المشفى وحتى حالة الطقس حينها.
..
فيرا وهي منبهرة "كل هذا حدثَ معكِ الليله كُلها ؟"
إيفان "نعم...أديم أيضا رد لي معروفي فعلًا."

فيرا "هو الشخص نفسُهْ الذي أتصل لاخباري..لم أكن أعرف أسمهُ حينها مجرد ما أخبرني هرعت من مكاني واتيت إليك."

إيفان "غريب...وجودك في المشفى اثار استغرابي...توقعت أنكِ ملاك نزل من السماء؟"

فيرا وهي تعتدل في جلستها "ومن قال لكِ أنني لم أنزل من السماء ؟"

ضحك الاثنان وعم الصمت لثواني بعدما قاطعت الصمت فيرا وهي تقول.
: "...لدى مريضي موعد غدًا وسيكون آخر موعدًا له وبعدها سوف أتوقف عن العمل."

إيفان "حقاً ؟ ولماذا تريدين التوقف أليس ذلك ماأردتيه..ان تستمري"

فيرا وهي تزفر"بدا العمل يتعبني، سأتوقف لاشهر وعندها سأفكر ما أن اردت الرجوع ام لا"

إيفان "حسنا..."

أستلقت فيرا تشاهد التلفاز وبعد قليلًا من الوقت إشتد عليها النعاس ونامت بالفور بينما كنت أشاهد ، أنتبهت لفيرا وهي نائمه وذهبت لرفعها
والذهاب بها للسرير...
..
بعدما أنزلت فيرا على السرير: " اتريدين النوم ؟"

فيرا بصوت خافت " نعم هل يمكنك النوم معي الان..أشعر بالخوف ."
إيفان : "حقًا ؟منذ متى وانتِ تخافين ؟"
فيرا :  "هاها مضحك جدًا."
إيفان : "حسنا انتظريني قليلًا سأذهب لاطفئ التلفاز."
..
أقفلت التلفاز ولمحت قطة تمشي على نافذة منزلي ولفتت أنتباهي، توجهت اليها وحينما وصلت هربت بعيدًا، لم ارى شكل القطة جيدًا وتناسيت الموقف وقررت الرجوع لفيرا.
: "سمعتُ صوتًا..ماهو ؟"
إيفان " رأيت شيء غريب عند النافذة وهرب للفور"
فيرا " هل تمزحي؟! "
إيفان " نعم كانت مجرد قطة"
فيرا " كفِي عن فعل ذلك إيفان انتِ ترعبيني"
إيفان وهي تضحك بصوت عالي " ليتكِ ترين ملامح وجهك قبل قليل"
" آه كان ذلك مضحكاً..فيرا...فيرا..هل نمتِ ؟"
...
بعد فترة من الوقت أستيقظت بأنفاس لاهثة وجسد ثقيل، سحبت جسدي للاعلى وتنهدت بينما كنت انظر لفيرا وهي غارقة في النوم، نهضت من السرير وتوجهت الى دورة المياة، ولأول مرة نظرت إلى المرآة وأصبحت قادرة على تحمل ما رأيته،  شاحب الوجه بهالة حمراء،
نحيل الجسم باهتًا ومهزولاً من أثر الحياة، قلت لنفسي
متى سينتهي كل هذا العناء.
to be continued

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عندما يتعانق الحب والموت | when love and death embraceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن