الفصل الثامن

491 42 6
                                    

#الفصل_الثامن

تتسلل أشعة الشمس الذهبية التي تشرق كل صباح من جديد، معلنة بداية يوم جديد مليء أمل وتفاؤل ونشاط وحيوية، تتقلب في فراشها تحاول ابعاد الشمس عن عينها، لتستيقظ ألين وهي تفرق إحدى عينيها بنعاس، ليدلف إليها بارق وهو يهتف مسرعاً قائلاً:
- ايتها الاميره، لماذا لم تستيقظي مبكرا، هل نسيتِ أمر ذلك البشري.
قفزت ألين من فراشها مسرعه لتهتف قائلة:
- ماذا.. لقد نسيت بالفعل، اين هو الآن...؟!
- في غرفته، ارتدي ملابسك اولا، و سأذهب إليه حتى اجعله يستعد.
اومئت ألين رأسها إيجابيا، ليخرج بارق بينما ترتدي ألين ملابسها مسرعه.
كان بارق ذهب إلى غرفة أنس ليقف أمام الباب، ثم طرقه حتى سمح له أنس بالدخول، ليهتف أنس قائلا:
- هل استيقظت ألين..؟!
- نعم، وجعلتني اخبرك بأن تستعد الان، لا تنسى إحضار الفراشه الثلجيه معك.
اومئ أنس رأسه إيجابيا، وكان بارق على وشك الخروج حتى استوقفه صوت أنس وهو يتحدث بتردد بعض الشيء قائلا:
- بارق.. اريد ان افهم شيء واحد هنا هل تسمح..؟!
اومىء بارق رأسه إيجابيا ليهتف قائلا:
- نعم، تحدث.
تحدث أنس وهو يحك رأسه من الخلف بإحراج قائلاً:
- لماذا دائما تبقى بجانب ألين، حتى انك احيانا تنام في غرفتها، أليس من الوقاحه أن تتشارك مع امرأة غرفتها..؟!
نظر له بارق من أعلى إلى أسفل بابتسامه ظاهره على وجه، ليتحدث محاولا استفزاز أنس قائلا:
- امممم، اعتقد أن هذا الشيء...
صمت لثوان، حتى هتف قبل أن يخرج وهو يبتسم قائلا:
- ليس له علاقة بك.
كان أنس ينتظر بصبر اجابت بارق على هذا السؤال، لينصدم بإجابته التي جعلته يشعر بالغضب، ليكتم غيظه و يهتف بصوت منخفض كاد أن يُسمع بعد مغادرة بارق قائلاً:
- إن شاء الله تولعوا انتو الاتنين مع بعض.
ثم ذهب نحو الفراشه الثلجيه ليخرجها من الصندوق، ليقوم بوضعها على يده، حتى تحدث إليها وهو يبتسم بسخرية قائلاً:
- تخيلي يا ست فراشه انك هتبقي انسان وزي زيك بالظبط، حقيقي ماشوفتش اهانه اكتر من كده.

(داخل غرفة الاميره لارا)

كانت أسيل تقوم بجمع اغراض لارا، وما تحتاجه من طعام وشراب وملبس، لتضعهم في صندوق متوسط الحجم، فضي اللون، حتى هتفت وهي تضع به اخر شيء قائله:
- أيتها الاميره، هل هناك شيء تريدي أخذه معك في العزل.
نظرت لارا إلى الحقيبة التي أمامها، لتنصدم من تلك الأشياء الكثيره بها، حتى هتفت بصدمه قائلة:
- أسيل، ما كل هذا..؟!
تحدثت اسيل قائله:
- هذه الأشياء التي يمكنك استخدامها بمفردك، خاصة عندما لا اكون معك، وهناك دواء فعال للغاية، وضعته لانكِ تصابي دائما خلال التدريب.
ابتسمت لها لارا قائله:
- حسنا، شكرا لكي، سأذهب الآن، واجعلي أحد يأتي بهذا الصندوق الي غرفة العزل الخاصه بي.
اومئت اسيل رأسها إيجابيا، بينما ذهبت لارا إلى غرفتها السريه التي خلف القصر مباشرةً.

***

(داخل الفناء الخلفي)

كان أنس قد انتهى من تغير ملابسه، ليأخذ الفراشه الثلجيه التي وضعها على الطاوله، ثم فتح الباب ليجد ألين أمامه مباشرة وهي تبتسم له قائله:
- لقد تأخرت كثيرا ايها البشري، كنت على وشك طرق بابك.
نظر لها أنس من أعلى إلى أسفل ثم نظر إلى بارق الذي يقف خلفها ويبتسم له أيضا، حتى هتف بضجر قائلاً:
- أحب أن دائماً أن أكون الاخير، هل لديكِ اعتراض..؟!
نظرت له ألين مستغربه، ثم نظرت إلى بارق قائله:
- ماذا به اليوم..؟!
ابتسم لها بارق قائلاً وهو يهمس في اذنها، بينما يتابع أنس ذلك الحديث قائلا وهو مازال يبتسم:
- سأخبرك لاحقاً.
تحدث أنس بضجر مرة أخرى قائلاً:
- متى سنبدأ بالتدريب..؟!
- الان، تعالى معى.
ثم هتفت قبل أن تذهب موجه حديثها إلى بارق قائلا:
- بارق، عندما ننتهي من التدريب ستكون قد أحضرت لنا طعاماً لذيذ.
اومئ بارق رأسه إيجابيا ليذهب، بينما ذهبت ألين وانس وسط الفناء الخلفي؛ ليقف أنس وألين مقابله له، حولهم الكثير من الأشجار الورديه، لتهتف ألين قائله:
- اليوم سأعلمك كيف تغذي حيوانك الروحي، افعل كما اقول لك.
اومئ أنس رأسه إيجابيا لتهتف ألين قائله:
- افتح هذا الصندوق.
فعل أنس ذلك لتخرج الفراشه الثلجيه من الصندوق، وهي ترفرف باجنحتها أمام أنس وألين لتهتف ألين قائله:
- حسنا، اترك هذا الصندوق، ثم افعل مثلما افعل تماماً.
كانت ألين وضعت يدها الاثنان على بعضهم البعض، ثم قامت بفرقهم معا، لتقوم بوضع يدها اليمنى فوق اليد اليسرى وهي تاخذ شهيق عميق، ثم رفعت يدها اليمني عن اليد اليسرى فقط بعض السنتيميترات، لتهتف مسرعه، وهي تبعد يدها وتقربها نحو الفراشه الثلجيه قائله:
- رينيرفيت.
خرج بعض الهواء الازرق من فهما، لتقترب نحو الفراشه لتنقل لها بعض القوي السحريه الخاصه بها.
كان أنس يتابع ذلك المشهد بذهول ليهتف قائلاً:
- هذا ليس حقيقي، أو أنه وهم، لا يمكننا اخراج هواء من فمنا إطلاقاً، هذا يحدث في القصص والروايات فقط، غير ذلك لا اصدق بتلك الخرافات.
ابتسمت له ألين لتهتف قائلة:
- خرافات...، إذا كان هذا خرافات مثلما تقول، فكيف أنا فعلتها..؟
نظر لها أنس وهو صامتا لتهتف ألين مرة أخرى قائله:
- هيا افعلها، حينها ستعلم أنها ليست خرافه ولكنه سحرنا الخاص.
تردد أنس بضع ثوان؛ حتى بدأ في فعل ما فعلته ألين تماما ثم هتف قائلا وهو يوجه يده نحو الفراشه:
- رينيرزفت.
حينما سمعت ألين ما هتف به الآن، لم تستطيع أن تكتم ضحكاتها، لتهتف وهي تضحك بشده قائلة:
- توقف.. توقف، ماذا قلت للتو.
نظر لها أنس ليهتف قائلاً:
- رينيرزفت.
ضحكت ألين مرة أخرى بشده، ليغضب أنس قائلا:
- هل يمكنني معرفة لماذا تضحكين هكذا..؟!
تحاول ألين التوقف عن الضحك لتهتف قائلة:
- لأنها تدعى رينيرفيت وليست رينيرزفت.
ثم ضحكت مرة أخري، ليهتف أنس وهي يشعر بإحراج قائلاً:
- حسنا، توقفي الآن، قولي ماذا تدعى تلك الكلمة.
- رينيرفيت.
صمت أنس لتعيد ألين نطقها عدة مرات، حتى استطاع أنس نطقها قائلا:
- رينيرفيت.
هتفت ألين بحماس قائله:
- نعم، انها هي.. هيا افعل الخطوات التي فعلتها ثم قل هذه الكلمة.
فعل أنس ما كانت تفعله ألين، ثم هتف وهو يضع يده على الفراشه قائلاً:
- رينيرفيت.
لم يخرج اي هواء منه، ليقوم بنطق الكلمه مرة أخري، ولكن لم يستطيع فعلها أيضا.
تحدث أنس مستهزاء قائلاً:
- أخبرتك بأنها خرافه لا اكثر.
- أنها ليست خرافه ولكنك لا تستطيع فعلها، وهذا لانك مشتت العقل، اذا تريد فعلها حقا عليك الا تفكر بأي شيء، يجب عليك أن يكون ذهنك صافي.
حاول أنس أن يفعلها عدة مرات، ولكنه يفشل، ليفعلها مرة أخرى بهدوء تام، ثم وضع بالقرب من الفراشه قائلاً:
- رينيرفيت.
بالفعل خرج هواء من فمه، ليقترب تلقائيا من الفراشه الثلجيه ليعطي لها بعض القوه الروحيه، ثم توقف عما يفعله وهو يشعر بالكثير من الصدمه عما حدث الان، لتهتف ألين بحماس قائله:
- وأخيرا فعلتها، يمكننا الان إلى الخطوه التاليه، لكن لا تنسى أن تتدرب عليها كثيرا.
تحدث أنس قائلاً:
- خطوه تاليه، اي خطوه، لا يمكنني أن استيقظ من تلك الصدمه، هل تريدي أن أشعر بصدمه مرة أخرى.
- هذا طبيعي لانها المره الاولى، لكنك بعد ذلك ستتعود على هذا، لا تقلق، الخطوة التالية هي التدرب بالسيف، لانك لست ثعلب لا يمكنك أن تحارب بطرقنا، اخبرت بارق بصنع لك واحد، ولكن هذا لا يمنع أن تستخدم سحرنا، وتتعلم التعاويذ.
ما إن أنهت حديثها حتى جاء بارق من خلفها قائلاً:
- ايتها الاميره، هذا السيف أنه جاهز الان.
أخذته ألين منه ليذهب هو، ثم وجهت حديثها إلى أنس قائله:
- انظر الآن ماذا افعل، ثم افعل مثلي.
كانت ألين تمسك السيف بطريقه احترافيه، لتفعل بعض الحركات التي لم يفهم أنس منها اي شيء، وهو ينظر إليها ويفتح فمه ببلاهه، حيث أنه رأى ألين وهي تجيد الكونغ فو الخاص بالسيف، حتى هتف ببلاهه بعد أن توقفت ألين قائلاً:
- ألين، كيف يمكنني أن أتعلم كل هذا...؟!
اخرجت كتاب صغير من جيبها، لتعطيه الي أنس قائله:
- هذا الكتاب به كل الاشياء التي فعلتها الآن، يمكنك أن تقرأها وتفعل مثل ما يقول لك الكتاب، ثم ستستغرق الكثير حتى تتقن الكونغ فو الخاص بالسيف.
صمتت لثواني وهي تعطيه السيف قائله:
- خذ هذا، ولديك الكتاب، هيا اقراء وافعل ما يقول لك.
مد أنس يده ليمسك بالسيف، ليسقط السيف منه أرضا ليهتف أنس بصدمه قائلا:
- ما هذا، كيف يمكنك حمله، إنه ثقيل للغايه.
نظرت إليه ألين صادمه، لم تستيقظ سوا على ضحكات بارق من خلفها قائلاً:
- ماذا، لم تستطيع أن تمسك بسيف مثل هذا..؟!
هتف أنس بغضب قائلاً:
- كيف تظهر مسرعا هكذا..؟!
كانت ألين تحاول أن تكتم ضحكها لتهتف وهي تبتسم إلى أنس قائلة:
- حسنا، أنها ليست مشكله كبيره.
ثم هتفت وهي توجه حديثها الي بارق قائله:
- بارق، احضر الكثير من غصن الشجر القوي.
اومئ بارق رأسه إيجابيا ليهتف أنس قائلاً:
- ماذا سأفعل به..؟!
- انتظر وسترى..!
بعد قليل جاء إليهم بارق بعربه بها الكثير من غصن الأشجار ومعه اداه حاده، لينظر لها أنس بصدمه فهي تشبه هرم خوفو بالنسبه له، حتى هتف قائلا:
- ما كل هذا..؟!
هتفت ألين إليه قائله قبل أن تذهب:
- لم نبدأ اي تدريب سوا غدا، اريد ان ارى كل تلك الأغصان ما هي إلا قطع صغيره تشبه الارز.
كان أنس يتحدث ولكن غادرت ألين، حتى هتف بارق وهو ينظر إليه قبل أن يذهب أيضا قائلا:
- حظا سعيدا ايها الضعيف.
كان أنس على وشك الحديث، ليجد بأن بارق قد ذهب أيضا، لينظر الي تلك الأغصان التي أمامه حتى ابتسم بذهول لتتحول الابتسامه إلى ضحك هستيري.

***
ظل أنس يقوم بتقطيع تلك الأغصان، وكانت تراقبه ألين عن بعد، جاء الصباح الباكر ومازال أنس يقوم بتقطيع القطعه الاخيره من الأغصان، حتى توقف وهو يلهث بشده ويتصبب عرقا، ثم نظر إلي يده الإثنان ليجد بهم بعض الشقوق وبعض الدماء يسيل منها، ليلقى المطرقه أرضا بغضب، ثم ذهب الى غرفته مسرعاً، بينما كانت ألين تراقبه فهى لم تنم أيضا، لتذهب مسرعه خلفه، ليجلس أنس على فراشه وهو ينظر إلي يده حتى وجد أن تلك الشوق أزالت من تلقاء نفسها واختفت الدماء أيضا، وعاد الي حالته الطبيعية، لم يبدوا عليه كشحض مستيقظ طوال الليل ويبذل الكثير من الجهود، افاق من شروده على صوت ألين وهى تدق باب الغرفه قبل أن تدخل قائله:
- هل يمكنني الدخول..؟!
نظر لها أنس من أعلى إلى أسفل قائلاً مستهزئاً:
- أنتِ دخلتي بالفعل.
ابتسمت ألين وهي تتفحص جسده، حتى لاحظ أنس ذلك ويحاول أن يخفى يده الاثنان عنها، لتهتف ألين قائله:
- أنس.. ألم تصاب بجروح..؟!
صمت أنس وهو يشعر بأن أطراف أصابعه أصبحت كالثلج، لتشعر ألين به، لتركض إليه ثم امسكت يده، فلم تجد اثار الجروح، لتهتف مرة أخرى قائله:
- ك... كيف يمكنك الا تصاب بجروح حتى لو كانت طفيفة..؟!
تحدث أنس محاولا تغير مجري الحديث قائلا:
- هكذا أنا عندما كنت صغيرا، لا أصاب بجروح إلا نادراً.
كانت ألين على وشك الحديث حتى قاطعها مجيء بارق إليهم قائلاً:
- أيتها الاميره، لماذا لم يبدأ التدرب على السيف حتى الآن، لقد أمرني الملك بإخبارك أنه يريد منافسة هذا البشري بعد الثلاثة أشهر.
هتف كلا من ألين وانس في آن واحد:
- ماذا...؟!
تحدث بارق بقلق:
- أظن أن الملك يريد انهاء حياتك ايها البشري.
وقفت ألين لتأخذ أنس من يده حتى ذهب معه خارج الغرفه ومعهم بارق، لتهتف ألين وهي تبتسم قائله:
- سأجعلك تغلب الملك أيها الغبي.
ثم نظرت إلي بارق قائلة:
- بارق، اتركنا الآن.
ذهب بارق، لتقوم ألين بالقاء تعويذة سريه حتى خرج من كف يدها شعاع ازرق اللون وتوجه كف يدها نحو السيف ليأتي السيف إليها، لم يتسغرب أنس مما حدث للتو، فهو كان متوقع اي شيء يصدر منهم، لتهتف ألين:
- امسك هذا.
امسك أنس بالسيف، لتقف ألين خلفه، على الرغم من أن أنس اطول منها ليس كثيرا، إلا أن كانت ألين تستطيع أن تتحكم فيه.
وقفت ألين خلف أنس، لتمسك بيده وهو ممسك بالسيف، وتقرب شفتيها الي أذنه، تهمس به ببعض التعاويذ أن يرددها معاها، في ذلك الوقت أيضا كانت تقوم بوضعيات السيف، حيث وجهت يدها من اليمين تاره ثم إلى اليسار تاره أخري، لتلتف ومعاها أنس حول أنفسهم، ثم تركته ليقوم بفعل تلك التحركات التي فعلتها ألين معه مرارا وتكرارا.

                                يُتبع...

الاميره ذات الذيول التسعه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن