أما ريوم فكانت تُنصت إليهُم واحداً تلوَ الآخر قصصهُم كانت جَميلة "ايتها الطالبة حانَ دوركِ" نبست المُعلمة الى احدى الطالبات أومأت الأخرى و نَهضت تَحمل ورقة التَعبير معها سارت حتى وقفت أمامَ الطلبة جميعهُم سَتتحدث عما كتبت مِن واقعها

"الموضوع هوَ التعبير عَن واقعنا الذي نَعيشه معَ والداتنا..أنا أدعى هيوني أعيش معَ عائلتي أبي و أمي و اخوتي اثنان أكبر سناً مني في الحقيقة أنا أكره أمي كثيراً و أكره جميعَ عائلتي ليسَ لديَ تعبير جيداً اكتبه عنها أو عنهُم كلَ ما لدي هيَ كلمات سيئة

أنا و بهذا العُمر اتَعرض للضَرب مِن أمي تَقوم بأهانتي أمامَ أي شَخص كذلكَ أبي يَفعل ذاتَ الأمر أنا سئمتُ هَذهِ الحياة ليسَ لديَ مكان أذهبُ إليه لاتخلص منهُم و العالم في الخارج مُخيف جداً لا يسعني العيشَ فيه هَذا كلَ ما لديَ مِن تَعبير كتبته عَن أمي"

خَتمت الطالبة تعبيرها يحلَ الصَمت في الصف جميعه و المُعلمة تُحدق نَحوها شَعرت بالأسف تِجاهها "على الأقل لديكِ أم على الأقل استطعتِ كتابة ولو حتى كلمة واحدة عنها لا يَهم سيئة كانت أم جيدة لقد شاركتي معَ بقية الطلاب و هَذا كافي جداً لكِ"

نبست ريوم تُخاطب زَميلتها و هيَ جالسة في مكانها حَدقَ الجميع نَحوها "ريوم ماذا عنكِ ماذا كتبتِ؟" سألتها المُعلمة فاشاحت ريوم بحدقتيها نَحوها حَركت رأسها بِخفة "ليسَ لديَ أم كبرتُ لوحدي استيقظتُ لوحدي تجهزتُ لوحدي درستُ لوحدي عشتُ وحيدة"

لم تَعيش ريوم تلكَ اللحظات التي عبرَ بِها الطلاب عَن والداتهُم مِن طفولتهُم و حتى بلوغهُم "لا بأسَ ريوم حديثينا عَن أي شَيء يخصَ أمكِ" طَلبت منها المُعلمة بِلُطف و احزنها ما سمعته تُحدق ريوم نَحوها متَرددة لكن تودَ المُشاركة و التَحدث عَن والدتها

نَهضت ريوم أخذت خطواتها حتى وقفت أمامَ زملائها شَدت بيدها على ثَوبها "عشتُ معَ أمي حتى عُمرَ الخامسة لذلكَ أتذكر القليل عنها..أمي..أمي كانت تُحبني كثيراً لقد كانت فقيرة جداً عندما غابَ والدي عنا لذلكَ أصبحت تبيعَ الخُبز لأجلِ أن أعيش

كانَ يَصعب علينا ايجادَ ما نرتدي لذلكَ كانت تحملني على ظَهرها لكي لا تُصابَ قدماي بينما قدماها اُصيبت و نَزفت كثيراً و كانت تبتسم و كأنَ شيئاّ لم يَحدث أخبرتني إنها لا تَشعر بالألم لأنني معها لأنني طفلتها هَذا يَكفيها كانت تَضعني على قَلبها لتهون

أمي كانت تبحث عَن الخُرز في الأرض لكي تَصنع لي اسوارة و تراني سَعيدة لم تَكن تُفارقني للحظة كُنا ننام معاً نستحمَ معاً نأكل و نخرج معاً كانت تبكي لوحدها لكن ضحكنا معاً لأنها لم تَكن تُريدني أن أبكي وجودي معَ أمي كانَ أشبه بفراشات حُرة

ابنة الخباز// PJM KSGWhere stories live. Discover now