الفصل التاسع والثلاثون "صداقة بنكهة الموت"

Start from the beginning
                                    

كنت اعلم ان افروديت ستفعل كارثة وان انتقامها سيكون بشع للغاية وهذا الصراخ اكبر دليل علي صحة كلامي...

استمر الصراخ لفترة ليست بالقصيرة ولكن فجأة سكن كل شئ.. وثواني ورأيت رجالي يخرجون من القصر بالتناوب واحداً تلو الآخر وهم يتجهون للسيارات التي تنتظرهم في خارج القصر.

مددت يدي أمسك بكوب القهوة خاصتي وانا ارتشف منها في هدوء منتظرة أن تُنهي افروديت عملها بالداخل.

لم يمر الكثير من الوقت وانا ارى اضاءة قوية تنبعث من داخل القصر.. لم اكن اعلم مصدرها ولكني استطيع التخمين.. وثواني ورأيت النيران تخرج من النوافذ وبدأت ترتفع في الهواء لدرجة انها وصلت لأعلى القصر من الخارج...

ما اللعنة التي تقوم بها افروديت في الداخل الي الان؟؟ هل تريد الموت محترقة؟؟

سحقت كوب القهوة الورقي بين اصابع يدي في غضب وانا افتح باب سيارتي للنزول منها لأعلم ما لعنة افروديت!

ولكن بمجرد أن وضعت قدمي ارضاً خارج السيارة لمحت أحدهم يخرج من القصر والذي اتضح أنه لم يكن سوى افروديت ورجل آخر أعلم من هو.. إنه سانتوس، رجل يبدو في عقده الرابع من العمر... بوجه قاسٍ وعيون زرقاء وشعر أسود بخصلات بيضاء لم تزده إلا وسامة... من يراه يقسم أنه في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من عمره... جسم رياضي وعضلي ضخم به العديد من الأوشام التي تظهر بوضوح من أزرار قميصه المفتوحة التي تظهر صدره الموشوم بسخاء... هو رجل ضخم، صلب مثل الجحيم... يتمتع بلياقة بدنية جميلة وقوية، ويمكن القول إنه نموذج حقيقي يمكنه جذب النساء دون أي جهد على الإطلاق.... ولكن مع كل هذه الصفات هو يظل أقل جاذبية من ألكساندر بالنسبة ليّ..

آه ألكساندر.. لقد إشتقت له حد اللعنة.. أشتقت لعيناه الجميلة التي تنظر نحوي وكأني نجمة من السماء.. اشتقت للمسة يده، اشتقت لدفئ احضانه واشتقت ايضاً لانحرافه وملمس شفتيه على شفتاي وهو يقبلني وكأن حياته تعتمد علي تقبيلي..

لقد غادرت منذ ساعات قليلة ولكني لا يمكنني التوقف عن الاشتياق له والتفكير به في كل لحظة من يومي.. أنا حقاً أفتقد وجوده معي.. بجواري..

أتمنى فقط أن أعود إليه ولكني لا اعلم ماذا سأفعل مع أبي ولا كيف سأقنعه بعودتي.. أنا أعلم أن ما أقوم به الآن ما هو إلا تأجيل التفكير في حل للمشكلة، ولكن الوقت بدأ ينفذ والان مر اول يوم ليّ من المهلة التي أعطاني ألكساندر إياها...

تبقي أربعة أيام فقط.. يجب ان اجد فريا في اسرع وقت ثم بعدها سأفكر في كيفية إقناع والدي بأمر سفري للندن.. المهم الآن هو إيجاد فريا تحت أي ظرف من الظروف!

تنهدت مُغلقة باب السيارة في هدوء عكس عاصفة المشاعر الهائجة بداخلي واتكأت عليه من الخارج منتظرة أن يصلوا إليّ.

عودة  فايناWhere stories live. Discover now