الفصـل التّـاسِع

ابدأ من البداية
                                    

«أبِي! أنـا هنـا، أنـا آسِفـة!»

نطقت مُغمغِمـةً بَينَ أحضـانِه فِي حِين إڪتَفى
التّوأمُ بِإحاطتِهـا والتّربيتِ على رأسِهـا مُلقِينَ أعذبَ
الڪلمـاتِ المُؤنِسة والمُطمئِنة.

«آرِي! طِفلـتِي»

فـاهَ تايهيـونغ بِلكنـةٍ خافِتة بحّـة يستعِيدُ وَعيـه،
ذِراعُه اِرتقَت فحطّت على رأسِهـا تُداعِبُ خصلاتِها
بِحنّيّـة جعلتهَا تجفلُ لِبُرهـةٍ مِن الزّمن لاتُصدّقُ أنّهُ
إستفاقَ وَهوَ يُحادِثُها ويمسحُ على رأسهـا.

«أبِي!»

«عزِيزة أبيكِ!»

إلتحمت أجسادُهما فِي عِناقٍ عمِيق، وسُدّت آذانُهما
عن المُحيط الغـائم حَولهم وڪأن لا أحد هُناك
غَيرُهما، لطالما ڪانت تِلك لحظتهُما فِي ڪلّ
مرّة يبتعِدانِ فيها عَن بعضِهمـا.

طرقٌ على البـابِ إقتحمَ سڪينتهُم فجـأة، وَما
ڪان الفـاعِلُ إِلاّ السيّدة الثلاثِينِيّة، جيـون لِيناري، والتّي أتت للإطمِئنانِ علَى حالِ البُندُقِيّ، بعدَ أن وصلَها خَبـر تعرّضِ أحدِ أولِياء التّلامِيذ لحادِث،
بِصِفتهَا مُشرِفة المدرسـة.

«آسِفة للمُقاطعـة! ڪيف حالُ المـريض؟»

نطَقت المُشرِفة تسألُ التّوأمَ اللّذان قابلاهـا فَور
دُخولِها؛ حتّى لا تُقاطِع خُلوة الأبِ بِابنتِه. وَعلى الرّغم
مِن أنّ السّيّدة جيون على عِلمٍ مُسبق بِحالتِهِ، إلاّ أنّها
أرَادت التّأڪّد مِن بعضِ الشّڪوكِ التٌي تُساوِرها.
فوَضعُه العقلِيّ يُذڪّرُها بِشخصٍ تعرِفه،
ولڪن بِالإسم فقط!

«بِخَيـر سيّدتِي، شڪرًا لِلسّؤال»

أجابَ سوجيـن بِابتِسامة واسِعة لِفرحتِه العـارِمة
بِإستِيقاظِ البُندُقِيّ، إلاّ أنّ شقيقهُ التّوأم سوبيـن بقِيَ
يشزُرها بِنظَراتٍ مُرتابـة غَير مُرتاحٍ لهـا، وَ قد اِزدَادَ
شعُورُه بالرّيبة فَورَ أن أضافَت تسألُ بِفضُول
وَلازالت تُطالِع هَيئـة البُندُقيّ بِدقّة.

«هـل الطّالِبـة ڪيم آرِي تڪونُ اِبنتـه؟»

«أجـل!»

«مـاذا عن وَالِدتِهـا؟ أيـن هيَ؟»

«وَالِدتُهـا تُوُفّيت عَقبَ وِلادتِهـا مُبـاشرةً، وَ قد تـ..»

أمسـكَ سوبيـن گمّ قمِيصِ الأصغر يُوقفُه
بِنظراتٍ مُحذّرة عنِ التّحدّث بِڪلّ ما حصَل وهوَ
حاصِل للأخرى التِي اِتّسعت عينـاها بِصدمة لِمـا
سمِعـتهُ وطابقَ تَوقّعـاتِها، فبـاتت نظراتُها
تتقَهقـرُ بَين الأبِ وابنتِه الصّغيـرة.

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن