ابتسم تايهيونج ليجلس بجوارها متأملًا ذاك الحقل الذي يذكره بالكثير من الذكريات القابعة بداخل قلبه، ليغلق عيناه سابحًا داخل عقله وقد استغلت هي الأمر متأملة له ومازالت الدموع عالقة بعينيها.

نظر نحوها فجأة لتعود بسرعة بنظرها نحو الأسفل، ولكن فات الاوان فقد لاحظ ذبول عيناها.

«لا تحاولي اخفاء وجهك فقد رأيته بالفعل.»

كانت تعلم ذلك و لكنها كانت تأمل ألا يتحدث معها عن ذلك، رفعت رأسها ناظرة نحوه باستسلام بينما هو قد أخرج منديلًا باللون الاخضر الفاتح مطرز عليه زهرتا هندباء واحدة كبيرة و الأخرى اصغر منها حجمًا، مده نحوها لتأخذه منه متمتمة بكلمة شكرًا لتبدأ بمسح دموعها و عيناها.

«لِمَ البكاء نارا؟»

سأل ولم و لن تستطيع الرد على سؤاله لتكتفي بالصمت.

«صدقيني لا شيء يستحق دموعك الغالية.»

ابتسمت له برفق ليبتسم لها أيضًا، فكرت هي بكم هو لطيف ليهتم لها وهو لم يراها سوى مرات معدودة.

«اشعر بالضعف، لا يمكنني الاستمرار هكذا، أشعر بالرغبة في أن تنتهي حياتي سريعًا فما عدت احتمل ذلك.»

قالت زافرة أنفاسها بإستسلام و انكسار، كان هو ينظر نحوها و قد شعر بالألم لأجلها، هو حتى ليس بيده فعل شيء من أجلها.

«الحياة لا تقف على أحد أو شيء، لذا لا يمكنك إيقافها، فقط ستجدين الجميع يتحرك، يتخطى، يعيش، انت الوحيدة التي ستكون واقفة تراقب بأرجل كُبلت بالارض تحتها، لذا لا تسمحي بذلك، انت لست ضعيفة، ستكونين قوية وستستمرين في طريقك فلا أحد يمكنه إكماله مكانك، أيضًا لا ضرر من ذرف الدموع في بعض الأحيان ولكن ليس دائمًا، عيناكِ لا تستحق ذلك الإرهاق نارا.»

قال ما في جعبته محاولًا التخفيف عنها ولو قليلًا، لا يريد منها الاستسلام، الاستسلام ليس حلًا هو يعلم ذلك جيدًا، لا يريدها أن تصبح مثله يومًا، فالعودة لن تكون سهلة أبدًا.

شعرت هي ببعض الراحة و السعادة تدب بداخلها لكلماته لتبتسم بخفة ناظره بداخل عيناه البنيه فابتسم مبادلًا لها ليفتح فاهه نابسًا:

«لا تجعلي دموعك تتساقط مجددًا، فلا يليق بها الحزن.»

«حسنًا، اعدك سأكون قوية قدر الإمكان.»

كانت قد احمرت خجلًا من كلماته فلم تملك سوى هذا الوعد لترد به على تلك الكلمات.

«شكرًا لك تايهيونج.»

شكرته بذات الابتسامة التي زينت وجهها بعد صمت دام لبضع ثوانٍ، هي بالفعل ممتنه أنه بجانبها الان، ممتنة لكل كلمة خرجت منه لها، قطعت وعدًا على نفسها انها ستبذل جهدها في أن تنفذ كلامه، لا يجب أن تستسلم فهو على حق، الاستسلام ليس حلًا.

«لا شكر على واجب، فقط كوني بخير.»

تبادلا بعض النظرات بصمت حتى قطعها هو ناظرًا نحو الحقل مرة أخرى، كما فعلت هي.




.

.

عادت من مكانها الأمن بين ذكرياتها و كل ما يحتل تفكيرها الان انها تريد الاعتذار له، فهي ليست قوية بما فيه الكفاية للتحمل، تتمنى لو يتوقف الزمن الان فما عادت تستطيع أخذ أنفاسها بحرية بدون ذاك الحائط الذي يسحقها أكثر فأكثر.

مسحت ما تبقى من دموعها بذاك المنديل الذي لاتزال تحتفظ به للان، فهو فاللقاء الثالث لهم رفض أخذه منها قائلًا بابتسامة دافئة:

«ابقيه معكِ، إذا زرفت عيناكِ الدموع فليكن هو معكِ بدلًا عني.»

«متى ستعود تايهيونج، لِمَ تركتني وحدي.»

قالت بانكسار بينما تقترب من الحقل قاطفة زهرة من وسط الزهور برفق، أغلقت عيناها مستحضرة صورته بخيالها.

«اتمنى أن تعود مجددًا في اسرع وقت.»

ما أن أنهت جملتها حتى نفثت ما جمعته من هواء في رئتيها باتجاه الزهرة، لتتناثر فورًا حباتها البيضاء متطايرة في الهواء نحو المجهول.

------------------------------------------

اراءكم؟

السرد؟

حد راح قبل كدا حقل من الزهور ايًا كان نوعها؟!

لو رحت كان ايه شعورك؟

انا مرحتش و بتمنى اروح حقيقي -دموع- ✨

المهم
اشوفكم البارت القادم 💜

دُمتم بخير ✨

dandelions || KTHWo Geschichten leben. Entdecke jetzt