و هل هذا الكمان لك ؟
لم ينطق بأي كلمة فعلى ما يبدو أن هذا الرجل يعرف ما الذي جرى بأنه هو من قتل صاحب الكمان ، بدأ يفكر بطريقة للخروج من هذا المأزق ، و وجد صعوبة في إيجاد طريقة يقنعه بها أنه لم يقتله عمداً و أنه أضعف من أن يقتل أحد ، الصمت في تلك الثواني كان قاتلاً يمزق الأعصاب و يتلف الدماغ يجعله يغلي على نار متأجج ، توقف التنفس ، و تجمد الدم في العروق ، و زاغ البصر ، ثم كاد أن يصاب بالجنون حين ما انفجر من فم العجوز ضحكة كادت تثقب طبلة أذنه ، ثم قال
· يا أيها الفقير الوغد لست مجرد فقير أيضاً سارق
أضطر أن يثبت على نفسه أنه سرقه بابتسامة مصطنعة و إلا سيدخل في الف سؤال و قد يعرف أنه من قتل عازف المقهى ، ثم سأله سؤال أخر
· هل تعرف العزف عليه
تردد قليلاً ثم بلع ريقه و جهز نفسه لتحدث
· لا لم أجرب من قبل ، لماذا تسأل ؟
· سوف أعلمك إذا كنت ترغب في ذلك
· لا بأس ، و هل سيبقى الشارع منزلي ؟ أم سأعيش معك هنا ؟
تبسم العجوز بخبث و كأن انتصاراته بدأت تتالى هناك شيء يدور في رأسه و الخطة تسير على ما يرام فقال و هو يبتسم و نصف أسنانه ليست في فمه قال له
· بالطبع ستكون هذه الغرفة الفاخرة بيتاً لنا الإثنين
· لن أنسى لك هذا المعروف ، لكن من أنت و ما هو أسمك
· العجوز إيدن كنت عازف كمان
فتح العجوز باب الغرفة و أشار إلى الحمام و قال له " أدخل استحم و في الداخل ملابس نظيفة ارتديها و بعد قليل سأحضر الطعام "
من شدة الفرحة لم يتدارك ماذا يفعل دخل إلى الحمام الماء بارد لكنه يتمتع بالماء كأنه يأخذ حمام ساخن فبرد الشوارع في الشتاء ليس أرحم من الماء البارد ، الصابون كان صلباً كالحجارة لكن لم يهتم ، حتى أنه يشعر مثل من يتطيب بقطعة من المسك و الثياب كانت ممزقة و مرتوقة و لم يلقي لها أي اهتمام فهي أجمل من ثيابه الفاضحة لجسده و لحمه ، و بعد دقائق قليلة من خروجه من الحمام حضر الطعام كان صحنين صغيرين من الأرز نظر لطعام بسعادة سعادته لا توصف ، طعام طازج و حضر الطعام خصيصاً له .
سوف يبيت في تلك الليلة في بيت العجوز ، سينام بين جدران و تحت سقف ، و المكان هنا أدفأ من الخارج و المكان أكثر أماناً .
لوكس الفقير لم ينم جيداً و هو يتأمل جمال المكان البسيط ، بسيط جداً لدرجة أن كلمة بسيط ترفع الكثير من شأن هذا المسكن ، و لو عرضت على أحد المارة في الشارع المبيت فيه سيرفض ، حيث أن المكان تفوح منه رائحة الرطوبة و قطرات الماء المتدلية من السقف ستسقط على رأسه في أي لحظة ، و الجرذان تركض في أرجاء الغرفة بين اللحظة و الأخرى ، ما إن يضع رأسه على الوسادة الصلبة سيستيقظ من صوت الجرذان و هي تركض ، و عندما تقرض الخزانة يحسها تقرض أجزاء من خلايا عقله .
YOU ARE READING
روشان عازفة الكمان
Actionرواية فريدة من نوعها متعددة المواضيع ، تعيش في كل فصل إحساسا مختلف تشعر بين الحب و الرومانسيه و الكراهية و تشويق و الرعب و مشوقة للغاية في حال بدأت بها لن تستطيع التوقف و تنقلك إلى حقبة الستينات إلى أيام الدوقات و الماركيز