الفصل الرابع

10 6 0
                                    

و هل هذا الكمان لك ؟

لم ينطق بأي كلمة فعلى ما يبدو أن هذا الرجل يعرف ما الذي جرى  بأنه هو من قتل صاحب الكمان ، بدأ يفكر بطريقة للخروج من هذا المأزق ، و وجد صعوبة في إيجاد طريقة يقنعه بها أنه لم يقتله عمداً و أنه أضعف من أن يقتل أحد ، الصمت في تلك الثواني كان قاتلاً يمزق الأعصاب و يتلف الدماغ يجعله يغلي على نار متأجج ، توقف التنفس ، و تجمد الدم في العروق ، و زاغ البصر ، ثم كاد أن يصاب بالجنون حين ما انفجر من فم العجوز ضحكة كادت تثقب طبلة أذنه ، ثم قال

·     يا أيها الفقير الوغد لست مجرد فقير أيضاً سارق

أضطر أن يثبت على نفسه أنه سرقه بابتسامة مصطنعة و إلا سيدخل في الف سؤال و قد يعرف أنه من قتل عازف المقهى ، ثم سأله سؤال أخر

·     هل تعرف العزف عليه

تردد قليلاً ثم بلع ريقه و جهز نفسه لتحدث

·     لا لم أجرب من قبل ، لماذا تسأل ؟

·     سوف أعلمك إذا كنت ترغب في ذلك

·     لا بأس ، و هل سيبقى الشارع منزلي ؟ أم سأعيش معك هنا ؟

تبسم العجوز بخبث و كأن انتصاراته بدأت تتالى هناك شيء يدور في رأسه و الخطة تسير على ما يرام فقال و هو يبتسم و نصف أسنانه ليست في فمه قال له

·     بالطبع ستكون هذه الغرفة الفاخرة بيتاً لنا الإثنين

·     لن أنسى لك هذا المعروف ، لكن من أنت و ما هو أسمك

·     العجوز إيدن كنت عازف كمان

فتح العجوز باب الغرفة و أشار إلى الحمام و قال له " أدخل استحم و في الداخل ملابس نظيفة ارتديها و بعد قليل سأحضر الطعام  "

من شدة الفرحة لم يتدارك ماذا يفعل دخل إلى الحمام الماء بارد لكنه يتمتع بالماء كأنه يأخذ حمام ساخن فبرد الشوارع في الشتاء ليس أرحم من الماء البارد ، الصابون كان صلباً كالحجارة لكن لم يهتم ، حتى أنه يشعر مثل من يتطيب بقطعة من المسك و الثياب كانت ممزقة و مرتوقة و لم يلقي لها أي اهتمام فهي أجمل من ثيابه الفاضحة لجسده و لحمه ، و بعد دقائق قليلة من خروجه من الحمام حضر الطعام كان صحنين صغيرين من الأرز نظر لطعام بسعادة سعادته لا توصف ، طعام طازج و حضر الطعام خصيصاً له .

سوف يبيت في تلك الليلة في بيت العجوز ، سينام بين جدران و تحت سقف ، و المكان هنا أدفأ من الخارج و المكان أكثر أماناً .

 لوكس الفقير لم ينم جيداً و هو يتأمل جمال المكان البسيط ، بسيط جداً لدرجة أن كلمة بسيط ترفع الكثير من شأن هذا المسكن ، و لو عرضت على أحد المارة في الشارع المبيت فيه سيرفض ، حيث أن المكان تفوح منه رائحة الرطوبة و قطرات الماء المتدلية من السقف ستسقط على رأسه في أي لحظة ، و الجرذان تركض في أرجاء الغرفة بين اللحظة و الأخرى  ، ما إن يضع رأسه على الوسادة الصلبة سيستيقظ من صوت الجرذان و هي تركض ، و عندما تقرض الخزانة يحسها تقرض أجزاء من خلايا عقله .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 09, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

روشان عازفة الكمان Where stories live. Discover now