يمكن أن أقع في الحب

23 7 0
                                    

روشان عازفة الكمان

 الفصل الثالث

لا يمكنني تفسير ما الذي أشعر به بالضبط ، إلا أنني أشعر بشيء لا ينتابني كثيراً ، أشتاق لها و أنا الذي لم يشتاق لأحد من قبل ، حتى و إن غاب ظلي لن ألاحظ غيابه ، إلا هذه السيدة افتقدها بشكلٍ غير طبيعي ، و كأنني أريد رؤيتها بعد ذهابها مباشرة ، هل ستعود غداً و هل سوف تجلس تحت الشرفة ؟ أسئلة راودتني كلما فكرت في تلك الفتاة .

 لم أفكر من قبل أنني أريد رؤية أحد ، إلا في بعض الأحيان كنت أتمنى لو أرى والداي أمي و أبي أو ربما يكون لي بعض الأخوة كم أتمنى أن أراهم و اللعب معهم و أرمي نفسي في أحضانهم و عن أي أحضان أتكلم ؟ هل أعانق تراباً أم أحفر قبراً بجوارهم يحتضنني  قد أجد في قبورهم زهوراً أجمل من هذا المكان القاحل ، و لربما عثرت على الحياة في الحادهم ، و أنا هنا أموت برداً في منتصف الصيف ، و بعض الأسئلة كانت تخطر على بالي هل أشبه أمي أم أبي لا أجد جواب لسؤالي لكن من المؤكد أنهما كانا في غاية الجمال فمن المستحيل أن يأتي كل هذا الجمال من العدم .

 لقد ابتعدت عن الموضوع الذي بدأت بالحديث عنه أريد رؤيتها و لا أعلم لماذا هل هذا سحر أم ماذا ، سلبتني عقلي ، و صرت أفكر هل ستعود عن ما قريب في ذات الوقت و تجلس تحت شرفتي ، و بدأ يشغل تفكيري كيف سوف أستقبلها ، و كأنني أستعد لاستقبال أحد الشخصيات المهمة ، أود النظر إلى وجهها الجميل حتى أروي ظمأ عيني .

 كان على الطرف الأخر من الشارع حجر يشبه الحجر الذي تحت شرفتي ، لكن لا أعرف كيف أخبرها  أو أقنعها بالجلوس عليه ، و عندما كنت أفكر في الحجة تجعلها تجلس أمامي ، لمعت في مخيلتي خطة و هي أن أحضر كأس من الماء و أسكبه على الحجر فإذا وجدته مبتلاً لن تجلس عليه و تذهب إلى الحجر المقابل . 

استيقظت مبكراً و الخطة ما زالت تدور في رأسي لا مجال لتردد نهضت من فراشي ذهبت أحضرت كوب الماء و انطلقت إلى الشرفة جلست قليلاً بعد دقائق قليلة سوف تحضر بعد تلاشي الشفق الأحمر بعد انتهاء حفلة الرقص التي أقامتها الشمس و الغيوم فوق قمم الجبال ، في وقت اختلاط هدوء الصباح مع زقزقة العصافير لإعلان يوم عمل حافل و جديد  ، بعدما يصحو الناس و قد دفنوا هماً و سعوا نحو أمل جديد .

 لم يلبث الأمر إلا بضع دقائق حتى سمعت صوت حذائها يقرع مستأذناً الدخول ، و هذه النبيلة دخلت قلبي دون أذن ، بسرعة أمسكت بقضبان الشرفة و سحبت نفسي للأعلى و سكبت الماء على الحجر ، اقتربت منه و لاحظت وجود الماء عليه، لم يزعجها الأمر كثيراً نظرت له نظرة سريعة ، ثم بمنديل كان بحوزتها جففت الحجر و جلست عليه ، كاد الأمر يقتلني غيظاً ، لكن ماذا اقول فليس في اليد حيلة ، فصرت أتأفف ما لفت نظرها عادت للخلف ثم نظرت لي و كانت بسمتها الخجول مرسومة على شفاهها ، ضحكت بهدوء و خجل ، ثم عادت تضحك ضحكات هستيرية و كأنها فهمت ما الذي حدث ، ثم بادرت في الحدث فقالت و هي توجه صعوبة في الكلام من كثرة الضحك :

روشان عازفة الكمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن