𝗵𝗼𝘄 𝘁𝗼 𝘀𝘁𝗲𝗮𝗹 𝗮 𝗽𝗿𝗶𝗻𝗰𝗲! "متوقفة مؤقتاً"

mama tae

200 comments👍
......

"اجعَل الجميع يرتدي الزي الرسمي للمملكة، لا الوان داكنة، لا روائح مستوردة، كل شيء محلي!" الملك الوردي يهتف بصوت ثابت وآمر فيما يسير بتبختر عبر الرواق الملكي لقصره، كعبه الشبه عالي يطرق حتى يكاد يتردد في صدى، السروال الحريري الابيض المنتفخ يغطي منتصف ساقيه ثم القميص طويل الاكمام بذات التصميم، الشرائط تتدلى من مرفقيه وحزام قماشي وردي ضيق يربط خصره النحيل ثم ينعقد في الخلف على شكل فراشة.

الرداء من الحرير الزهري الطويل جداً ينسدل من اكتافه الى الارض وراءه، وجذع حذائه الابيض كان عبارة عن مجموعة من الخيوط المزينة بالفراشات تلتف حول ساقيه، كل ذلك كان لا شيء مقارنة بشعره الذي جعله اشعثاً يغطي حواجبه ونصف عينيه، مع مرطب شفاه وردي خفيف بالامكان اشتمام رائحة التوت التي تنبعث منه على بعد نصف مترٍ ربما.

"سيدي، لقد ارتدى الشعب ما امرت، كل شيء ابيض وزهري ايضا، هناك تلك السيدات اللاتي طلبن السماح بارتداء القليل من الاحمر والفضي ولم يكن بيدي سوى الموافقة" يقول مرافق الملك الطويل والضخم الذي يسير بثبات جنبٍ الى جنب معه.

تايهيُونغ يهمهم بعدم ممانعة وتتأكد يده من ازرار قميصه المغلقة. "و ماذا عن المائدة؟ لا اريد شيئا ناقصا"،، "جلالتك انت تعلم ان الطعام والمآدب هي اكثر ما يبرع فيه طهاتنا، لقد تم تحضير اجود انواع العصائر والخمور، حساء الصنوبر يكاد يجهز، ارسلت روزي فرقة الكشافة الصغار الخاصة بها لقطف الفواكه من الغابة" سكت قليلاً يعقد حاجبيه لتذكر الباقي. "ثم انت اشرفت على الباقي بنفسك، جلالتك"

"جيد جداً كريستوفر" يرد الملك ويعض شفتيه لإخفاء حماسه، ثم يقف فجأة يجعل الرجل الطويل الى جانبه يتوقف بظهر منتصب ويستدير اليه، لكنه يرمش ويحس بالدم يُضخ قويا من قلبه حتى تنتشر الحمرة في خديه حين يضع تايهيُونغ يده على صدره وهو ينظر باتجاهه. "اليوم مهم جداً، السيدة مايلي ستتوقع الافضل من مملكتنا ولا اريد حقا رؤية الخيبة في وجهها." الملك الوردي يهمس بهدوء ثم يمسح بكفه النحيفة على صدر مرافقه. "لا اريد شيئا ناقصاً" يكرر.

الرجل يقف متصنما لبعض الوقت قبل ان يفيق عقله وينزل انظاره المتوترة لاسفل، يتحمحم. "كُن مطمئنا جلالتك" وفقط يمكنه الاحساس بضحكة الملك تنتشر وبتربيتة على صدره، ثم يفقد انفه رائحة التوت والبطيخ الباردة فيرفع حاجبيه للخروج من فقاعته.

كريستوفر يتنهد وهو يرى لوسي المصاصة تقف على مقربة منه وتبتسم بغباء، فيرفع رأسه بتعالي ويستدير مكملا سيره الثابت كـ جبل، تابعاً ملكه.

انها الذكرى السنوية المليون وواحد لنشوء المملكة، لقد صنع الشعب وعلى مرور الاجيال عيداً خاصا بهم يُقام في هذا اليوم، يحتفل الجميع خلال الاربع وعشرون ساعة كاملة، تُقام المآدب في حديقة القصر ويُوزع الطعام مجاناً بجميع انواعه.