الفصل الخامس والثلاثون "كـارثـة!"

Comenzar desde el principio
                                    

اتسعت عيناي للحظة قبل ان اتمالك صدمتي بكوني افشيت احد اسراري الان في لحظة انفعال... لطالما كنت احافظ علي انفعالاتي ولكن في موقف مثل هذا وامام ابي تنهار كل دفاعاتي... انا... انا اعترفت للتو بأني مازلت اعاني من الكوابيس التي اقنعتهم جميعاً انها لم تعد تراودني... لقد كشفت كذبتي بنفسي الان...

تباً! الوضع لم يكن بحاجة لأن يسوء اكثر مما هو سيئ!

ظللت صامتة اطالع وجه ابي الذي مازال علي وضعه بينما اعاد سؤاله بحدة: عندما اوجه لكي سؤالاً فأنا انتظر جواباً يا فتاتي الصغيرة... والان لنبدأ من جديد؛ هل مازلتي تعانين من الكوابيس؟

زفرت ببطء وانا اشيح بنظري بعيداً عنه ناظرة للطاولة بين يداي قبل ان اردف بصوت خافت: نعم.

"لم اسمع... علي صوتك!" رده كان حاداً قاطعاً به تحذير ان اكف عن المماطلة لذا هذه المرة اجبت بصوت مرتفع واضح ومازلت لا انظر نحوه ليس خوفاً من نظراته بل بسبب شعوري بالخزي لكذبي علي ابي... الرجل الذي رباني وجعلني ما انا عليه اليوم... الرجل الذي لولا حمايته ورعايته لي طوال هذه السنوات لكنت مت منذ زمن: نعم... نعم مازلت اعاني من الكوابيس... نعم، مازلت كلما اغلقت عيني اراني محاطة برائحة الدماء واصوات الصراخ تتردد في اذني... لم اتخطي ما حدث يوماً... تلك الليلة ما زالت تطاردني، بغض النظر عن عدد المرات التي أحاول فيها ان انساها واتخطي الامر؛ الا انها مازالت حية في ذهني؛ الأفكار، اللمسة، الإحساس، الرائحة، كل شيء لا يزال على قيد الحياة بداخلي ويقتلني كل ليلة عندما اغلق عيناي!

رفعت نظراتي نحوه بمجرد ان انهيت حديثي لاجده يحدق بي بهذه الطريقة التي تجعلك تشعر بعدم الارتياح، كما لو كان بإمكانه أن يخبرك بكل شيء عنك إذا أراد ذلك...

ولكن صمته هذا لم يدوم حيث انه قام بسحق السيجارة بين اصابعه قبل ان يصفع الطاولة بكف يده لدرجة أن الزجاج قد شُرخ أسفل يده وهو يقول بحدة عندما لاحظ نظراتي التي تركزت على الزجاج عند يده.

"انظري هنا!" صرخ في وجهي "لقد قلتي دائماً أنكي بخير وأنكي لستي بحاجة إلى التحدث مع أحد أو الذهاب إلى المستشفى ..." توقف للحظة وهو ينظر إلي في انتظار رد فعلي... لم أقل شيئاً مرة أخرى ولم أكن أتوقع أي شيء أيضاً... لقد انتظرت للتو كلماته التالية لأجده يتابع قائلاً: وأنا أخبرتك العديد من المرات أنه من الطبيعي تماماً أن تحصلي على كوابيس... ما مررتي به لم يكن بهين... وما اضطررتي لفعله ليس بسهلاً علي طفلة ذات عشرة سنوات! واخبرتك اننا جميعنا هنا معك وحولك... سألتك أكثر من مرة عن كوابيسك وظللتي تخبريني نفس الاجابة انها لم تعد تراودك!

وعندما ظننت ان غضبه قد اندثر وجدته يتقدم نحوي واقفاً امامي مباشرةً يهيمن عليّ بطوله الفارع ونظراته الثاقبة بينما تحدث بانفعال جليّ: لقد كنت انام مرتاحاً وابنتي تعاني!... كنت اظن اني ساعدتك ولكني كنت بلا فائدة لابنتي الوحيدة! كيف تجرأتي علي الكذب عليّ فاينا! لم اربيكي علي الكذب ابداً!

عودة  فايناDonde viven las historias. Descúbrelo ahora