الفصل الرابع والثلاثون "تملك مُخيف"

Start from the beginning
                                    

ثم توجهت بخطوات سريعة وواسعة نحو المصعد لأجد فيكتور ورائي مباشرة لأقول له: لقد أحضرتك إلى هنا بنفسي، من هذه اللحظة أنت لا ترى ولا تسمع ولا تتحدث، مهما كان ما ستراه أو ستسمعه... احتفظ به لنفسك وإلا سيكون وجهي آخر ما تراه في حياتك!

جاء رده المختصر "فهمت" ليعلمني أنه قد فهم لتوه وجود تهديد لحياته.

وصل المصعد أخيراً ودخلته وتبعني فيكتور... ضغطت على زر الطابق الأخير بينما وقفت مستقيمة في هدوء... كانت رحلتي القصيرة في المصعد صامتة مثل رحلتي الجوية لهنا.

فتح المصعد وكشف عن رواق على أقل تقدير تظنه أنه قطعة مسروقة من متحف.

لطالما كان والدي وفلاديمير من عشاق التماثيل والفن، لذا فإن كل مكان يمتلكانه يشبه قطعة من متحف ما.

ذهبت إلى نهاية الممر عند الباب المزين برمز المافيا الروسية واستدرت لمقابلة فيكتور الذي كان على بعد خطوة مني وقلت ببرود: لهنا وتوقف؛ أنتظر هنا ولا تجادلني بالداخل اجتماع مهم مع الزعيم وانت ليس لك مكان، ابقي هنا في انتظاري فأبى لن يبتلعني في الداخل.

لقد وجدته ينظر إليّ بتردد واضح، يعلم جيداً أنه لا يستطيع الدخول في اجتماع مافيا آخري دون دعوة، وفي نفس الوقت كانت أوامر ألكساندر مقدسة بالنسبة له ولم يجرؤ حتى على مناقشتها، فواصلت قائلة: فيكتور من هو بالداخل هو والدي، الرجل الذي يخاف عليّ أكثر من أي أحد أخر، لذلك لا داعي للتردد، ولا تقلق، لن أخبر ألكساندر أنك وقفت خارجاً وحتى لو علم أخبره أن يتحدث معي.

وبهذا وضعت يدي على مقبض الباب لفتحه حتى بدون استأذان؛ دائما ما اخبرني ابي ان ابنته تدخل مكان ما تريد دون ان تستأذن حتى.

وهذا ما فعلته؛ اقتحمت اجتماع والدي مع رجاله الذين وقفوا موجهين أسلحتهم نحوي بمجرد أن فتحت الباب، كل تفكيرهم حول من المجنون الذي سيدخل اجتماع المافيا الروسية بمثل هذه الطريقة ما لم يكن عدواً؟

ولكن مفاجأة انا ابنته ولست عدو!

بمجرد أن رفعت حاجبي ونظرت إليهم بتهكم وجدتهم تعرفوا عليّ وعلى الفور أنزلوا أسلحتهم للجلوس مرة أخرى بسلام بينما كان والدي الوحيد الذي لم يرف له جفناً حيث ظل ينظر إلي بهدوء.

لقد تخطيت الجميع للتوجه نحوه حتى وصلت إليه لأنحني ممسكةً بيده وأقبلها ثم أقبل جبهته بكل احترام وتقدير.

لأجده لا يزال صامتاً ينظر إليّ بنظرات غامضة جعلتني ابتلع لعابي ببطء حتى وجدته يستقيم ساحباً مقعده مشيراً إليّ للجلوس لأنه لم يكن هناك أي مقاعد فارغة.

جلست بهدوء وأنا أعلم أن الاحتجاج لن ينفع، وأنه طالما قرر أن يفعل شيئاً ما فلن أتمكن من تغيير رأيه مهما حاولت جاهدة.

عودة  فايناWhere stories live. Discover now