الفصـل السّـادس

ابدأ من البداية
                                    

«لِما لَم ترسُمِي وَالِدتكِ أيضًا؟»

فاهت إحدَى صدِيقاتها بِتساؤُلٍ بعدَ
أن اِطّلعت على لَوحتِها، فرفعَت المعنيّة رأسها
تُجيبُها بِعبـوسٍ غَيرِ محمُود

«لَيسَ لديّ واحِدة»

«أهذَا معقُول؟ الجمِيع لدَيهِ أمّ! أنتِ تڪذِبين!»

«لقد قُلتُ لكِ لَيسَ لديّ أُمّ!»

صاحَت آرِي بِوجهِ زمِيلَتِها بِحنق وقد صُعِق
الجمِيع مَذهُولينَ يتوَقّفون عن العمَل، فلطالمـا اِشتُهِرت بِهُدوئِها ومُسالمَتِها مَعهُم، ومَايَرَونهُ
الآن لَم يڪُن سِوى فتاةٍ تبڪِي
بِقهرٍ مڪسورَة الخَاطِر.

وَهاهوَ ذَا تـايهيونغ قد أتَى مُسرِعًا بعدَ أن تمّ
إستِدعاؤه يدلِفُ قاعةَ الإستِقبال التِي تتوَاجُد بها آرِي
الآن، مَاتوَقّعهُ الجمِيع أنّ وَالِد آرِي سيڪونُ عاقِلاً
وسيَجعلِها تهدَأ، لڪنّ الأشقـر قد حطّ بِسقفِ
توَقّعاتِهم أرضًا حِين أجهشَ بِالبُڪاءِ علَى
طِفلتِه لاَ يعلمُ مَاهوَ بِفاعِل!

وَبدلَ أن تُحلّ الأمُور، تعقّدت أڪثر! هُم
لا يعلمُون أنّهُ يخافُ علَيها حدّ الجُنون، يتوَتّرُ بِشدّةٍ ما إذا مَسّها سوءٌ، يَڪسرُ قلبهُ حزنُها أو حتّى
تعبُـها، فما بالُك بِبُڪائِها.

«آرِي عزِيزتِي، لا تبكِي، هذا يُؤلِمُ تاي تاي»

نَطقَ مِن بينِ دُموعِه التِي يُحاوِلُ
ڪبحهَا، وَهذا جعلَ مِن الصّغرى تزِيدُ تشبُّثًـا بِه
وَتُغرِق وجهها بَين ثنـايـا عُنقِه ذاتِ الرّائحة الطّيّبة
رائِحة التّراب الممزوج بِنڪهةِ المطَر!

«أنا أرِيدُ أمّي، أبِي!»

«أرجوكِ آرِي ڪُفّي عنِ البُڪاء بِهذه الطّريقة
رجاءً! تاي تاي خائِف!»

نبسَ بِنبرة رجـاءٍ يقضِمُ أظافِر أصابِعِه يلتفِتُ
هنا وهُناك مُشتّت النّظر، لـم يسبِق وأن واجهَ حالَتها
هذِه، صحيحٌ أنّها ڪانت تحزنُ عندمَا تتذڪّرُ والِدتها
لڪنّها ڪانت تفرحُ ما أن يُراضِيها، أمّا الآن، فڪأنّها
أقسمت على مُواصلةِ النّحيب، هِي تنضج!

«سيّد ڪيم! يجبُ أن نتحدّث»

فاهَت مُعلّمتُها تُخاطِبُه بِنظرةِ إستِعطاف
فأقبلَ ناحِيتها بِتوَتّر ڪونَهُ لا يُجيدُ التّواصُل ڪثيرًا
مع النّاس، لڪنّه قد أحسّ بالرّاحة قليلًا حِين
اِتّضحَ أنّ المُعلّمة طيّبة ورَقيقة القلب.

«سَيّـد ڪيم، يبدُو أنّ حالةَ آرِي النّفسيّة لَيست
جيّدة، هِيَ لا تَستطيعُ ضبط إنفِعالاتِها، وأعتقِدُ أنّي أعرِفُ مِمّن وَرِثت ذلك!»

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن