الفصـل السّـادس

Start from the beginning
                                    

«مـ مـاذا تقصدِين؟»

تڪلّمَ بِتلعثُم طُفولِيّ مُتسائِلاً عن مقصَدهـا، هِيَ
وبعد أن رأت هَيأتهُ الخارِجيّة وَردّة فِعلِه على
بُڪاءِ اِبنتِه، جزمت أنّ حالتهُ
العقلِيّة غيرُ سوِيّة.

«إسمع! سأڪون صرِيحةً معك سيّد ڪيم! لقد
ورَدنا اِتّصالٌ هاتِفيّ مِن مڪتبِ خدمـاتِ الطّفل
مفادُه أنّك تُعاني مِن إعاقة ذِهنِيّة، أخبِرنِي ڪيف
ستتصرّفُ مع آرِي فِي مِثل هڪذا أوقات! أنظُر
لِنفسِك، أنتَ لا تستطِيعُ حتّى ضبطَ إنفِعلاتِك!
مِن المُمڪِن أن تُؤذِيها سيّد ڪيم!»

تحدّثت عن جهلٍ بِڪمِيّة الألم التِي عاشها
البُندُقيّ، تتڪلّم بِطريقةٍ قاسِية لا وڪأنّهُ هوَ مَن
اِعتنى بِها طِيلة هذِه السنوات، يُطعِمُها
يُحمّمُها، وَيسهرُ على راحتِهـا.

أطرَقَ الآخر رأسهُ أرضًا يعبثُ بأصابِعهِ بِارتِباكٍ
نتيجةَ ڪلامِها الذِي جعلهُ حزِينًا وإستفزّ دمُوعهُ
لِتستقِرّ على وجنَتَيه الرّطبـة بِالفِعل، لِيضرِبَ
بِقدَمِه الأرضَ ينبِسُ بِحِدّة

«ولڪِنّ يوث نونـا قالت أنّ تاي تاي لَيسَ مُعاق!
تاي تاي يُحِبّ آرِي وَلن يُؤذيها أبدًا أبدًا!»

«حَسنًـا، حسنًـا! إهدأ، آرِي هُناك وقد تنتبِهُ لنـا، أنـا
أنصحُك أن تتزوّج بِامرأةٍ تُصبِحُ أمًّا لَها
وتُساعدُك على تَربِيَتهـا»

تحدّثت بلڪنةٍ هادِئة تقترِحُ علَيه أن يبحث لآري
عن أمٍّ ثانِية لها تُساعِده فِي ترِبيَتِها وخلقِ جوٍّ دافئ
لها لِتفزع بِردّ فِعلِه الحـادّة، إذ أنّهُ سدّ آذانهُ
يهُزّ رأسهُ للجانِبَين يصيح

«ڪلاّ! ڪلاّ! تاي تاي لن يتزَوجّ مرّةً ثانِية!
تاي تاي سيَبقى معَ طِفلَته آري وَفقط!»

خرجَ مِن قاعةِ الإستِقبالِ سرِيعًا ناحَ اِبنتِه يحمِلُها
ويضُمّها لِصدرِه الدّافِئ، يُڪفڪِفُ دموعَها ويمسحُ
على رأسِها بِحنان علّها تهدأ.

«هيّا ياعزِيزةَ أبيكِ، لِنذهب عندَ والِدتكِ»

تايهيـونغ لَم يُفڪّر يَومًا بِالزّواج، وَلن يفعل
لِماذا؟ لِأنّهُ خائف مِن أن تڪون الفتاةُ مِثلَ زَوجةِ أبيه
التي تعنّفهُ بِأسوء الطّرق عندَ غِيابِ أفرادِ العائلة
عنِ البيت، وخاصةً شقيقتهُ يوث.

هوَ لايزالُ يتذڪّرُ ذاك اليَوم، حِين قامت
بِحبسِه خارِجًا بِالشّرفة تحتَ المطر، وَمِن دونِ طعام
إلى حِينِ عودَةِ شقيقتـِه، التي أقامت الدّنيـا
علَيهـا وأخرجتهُ مِن هُناك مُغمًـا علَيه.

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـمWhere stories live. Discover now