الفصل الخامس : البقاء لله

98 17 12
                                    


الاسكندرية _ صباح يوم ١١/٢٢ عام ٢٠٢١ 

استيقظت من نومي القلق القصير علي شقشقة الطيور .. تنفست فإذا بي أشعر بهواء فاسد يدخل رئتاي أو هكذا بدا لي .. وضعت يدي إلي جانبي فإذا به فارغ !

لقد كان المكان فارغًا !!

انتفضت من مكاني واعتدلت ونظرت حولي .. إنها غرفتي التي كنت أنام بها منذ ست سنوات ..

في شقة والدتي ..

انقبض قلبي وعبس وجهي بعدما تذكرت كل شئ.. نزفت مقلتاي دموعًا صامتةً كالدم .. مسحتها حتي سمعت أحدهم يطرق الباب ..

بالتأكيد والدتي ومن غيرها ..

أذنت لها بالدخول فدلفت الغرفة .. كانت مبتسمة !

_ يلا قومي كدا وصحصحي يا حبيبتي عارفة مين جه يسأل عليكي ؟

رددت وأنا لا أريد التحدث : مين ؟

_ معتز .

لم أتفاجأ .. فبالطبع والدتي أخبرته بالمصيبة التي وقعت في الواحدة صباحًا .. 

ووالدتي لا تحتاج إلي توصية .. بل إنها تضيف بعض النكهات إلي القصة !

_ ماما .. أنا تعبانة ومش عاوزة أقابل حد .

_ هتطلعي وهتاقبليه فاهمة .. ده أول ما عرف جه علي طول ومهموش اللي حصل قبل كدا.. اسمعي الكلام واعقلي كدا ها ..

تذمرت ولم يكن باليد حيلة .. ساعدتني في ارتداء ملابسي ووضعت الحجاب علي رأسي دون أن تسرحه حتي ..

لقد ساعدتني في ارتداء ملابسي.. بينما علي كان يجعلني أرتديها دون عناء .. 

لم يكن ليترك شعري هكذا ..

فور تذكري عليًا سرت رعشة غريبة في جسدي .. خرجت أمي أمامي وتركتني أدفع عجلات ذلك البائس ..

وحدي ..

سلَّم عليَّ معتز وجلس بجانب والدتي وسأل بقلق : إيه اللي حصل يا طيبة ؟

_ مفيش يا معتز .. لقيت إن حياتي أنا وعلي مش هتكمل فانفصلنا .

_ ليه يا طيبة ليه ؟

_ عادي يا معتز في ناس كتير بتطلق .

أجاب بأسي : كنتم بتحبوا بعض .

_ كنَّا بقا .

إلي متي سيظل هذا الألم في قلبي .. ألم يحن موعد الرحيل بعد !؟

تركت معتزًا مع أمي ودلفت غرفتي مرة أخري .. 

ليس لدي طاقة أو رغبة لأي شئ ..

فصباح اليوم كان أول صباح لي ..

من دون نصفي الآخر ..

منذ خمس سنوات..

______________________________________


( مشرط )

طيبة يا عليWhere stories live. Discover now