"ساعديني"

127K 1.9K 193
                                    

كثير ما يظلم فصل الخريف، يتناسون الجمال الذي ترتديه الطبيعة في ذلك الوقت ولا يرون إلا الكآبة واللون الأصفر والسقوط، لا يسمعون إلّا أنين الشجر والأوراق وحشرجات النهاية،حيث تختفي الورود مثل الإنسان تماما،عندما يقترب عمره من الأربعين وتبدأ خيوط الشيب تلعب لعبتها في شعره حتى يشتعل رأسه شيبا وترتجف أوراقه كما ترتجف الورقة الصفراء التي تحاول جاهدة أن تبقى على الغصن.

أشك أن هناك من يحب هذا الفصل مثل ما أفعل أنا،أحبه لأنه يمثل حقيقة البشر ويكشف نواياهم مثل الأوراق بالضبط،بعضها يسقط في أوله ومنها من يبقي مرتبطا بأصله مهما كان الخريف مكابرا.

ستيلا..
استفاقت من شرودها على صوت صديقتها آيلي والتي بمثابة شقيقتها،لتغلق حاسوبها بسرعة وتضعه على الطاولة التي بجانب سريرها.
ما خطبك..؟!،هل أنتي بخير..؟!
تسائلت ستيلا بعد أن انتبهت لملامح آيلي الحزينة،وسرعان ما شهقت الأخرى ببكاء بينما ترتمي على ستيلا تعانقها بقوة.
ستيلا ساعديني..
همست ببكاء بينما تشهق بقوة.
آيلي،ما خطبك لما تبكين هكذا..؟!

بنبرة هادئة سألتها بينما تمسد على ظهرها لعلها تهدأ وتخبرها بالمشكلة التي وقعت فيها.
أبي يريد تزويجي من شخص لا أعرفه من أجل مصلحة الشركة،والأكثر من هذا هو مطلق ويملك توأمين..
تحدثت ببكاء بعد أن فصلت العناق تحدق بستيلا بحزن شديد.
تعلمين أنا لا أحب الأطفال،ولا أريد تضييع شبابي عليهم أرجوك ساعديني في إيجاد حل للتخلص من هذا الزواج..
حدقت بها ستيلا مطولا تفكر في إيجاد حل لهذه المشكلة التي حلت على آيلي.

ومتى هذا الزواج..؟!
تسائلت بهدوء بينما تمسح دموع صديقتها بلطف.
لا أعلم لكن خطوبتنا ستقام الأسبوع القادم..
همست ببكاء لتردف مرة أخرى بترجي.
ساعديني أرجوك،أبي لقد ألغى جميع بطاقاتي لكي لا أهرب،سأموت إن تم هذا الزواج..
تنهدت الأخرى لتعانقها بهدوء بينما تفكر في حل يرضي الجميع.

من جهة أخرى..

أبي..
صرخ ذلك الصغير الذي يدعى ميلو بينما يركض بسرعة إلى مكتب والده،ليدخل دون طرق الباب بينما يلهث بسبب ركضه.
أبي لقد ضربني لويس..
تحدث بصراخ ليرفع الآخر عينيه من الملفات ويحدق بذلك الصغير ذو خمس سنوات.
والسبب..؟!
تحدث بصوته الأجش تزامنا مع دخول لويس ويركض نحو والده بينما يصرخ هو الآخر.
أبي إنه يكذب أنا..
وقبل أن ينهي حديثه هجم عليه ميلو ليصبح شجار بين طفلين أشقاء والأكثر من ذلك يشتمون بعضهم تحت أنظار والدهم.

توقفوا..
صرخ بهم بنفاذ صبر ليفزع الصغيرين من صراخه الحاد،نهض من مكتبه ويتقدم إليهم ليجثو أمامهم.
سبق وأن حذرتكم أن لا تتشاجروا،أنتم إخوة وليس أعداء،هيا اعتذروا لبعضكم..
تحدث بحدة لينزلان رأسهم بعبوس.
أنا أعتذر..
تحدث لويس وميلو في الوقت نفسه بينما يعانقان بعضهم.
جيد، والآن إلى النوم لقد تأخر الوقت..
تحدث بهدوء ليمتثلان إلى أمر والدهم،دلك جبينه بتعب تزامنا مع خروجهم من مكتبه،ليعود أدراجه إلى مقعده ينهي أعماله.

...

يتبع..

...

هذه مجرد بداية للرواية والأحداث المهمة ستبدأ من البارتات القادمة..

رأيكم حول البارت يهمني..

أظن أنني متحمسة لهذه الرواية وبشدة،وأتمنى أن يكون نفس الأمر معكم..

وكالعادة البارت الثاني حسب التفاعل..


'رغـبـة'Where stories live. Discover now