في ذلك الوقت رفعت شمس الاصيل يدها ،ولوحت ل صديقتها بحماس وفي نفس الوقت قامت بمناداتها ﺒﺈسمها كي تلحظ وجودها _وفاء ! 

 في ذلك الوقت استدارت وفاء التى كانت تقوم بوضع حقيبتها داخل سيارة الاجرة ، الى شمس التى صارت تقترب منها بخطوات سريعة والتى بمجرد ﺃن وصلت ﺃمامها حضنتها بكل قوة ، وفي نفس الوقت كانت تمرر يدها على ظهرها ، وهي تقول

 _كيف حالك ايتها الهاربة ، لقد اشتقت لك كثيرا وحتى البنات لا ينفكون ﯾﺴﺄلون عنك ! 

 لحظات من العناق الدافئ ،جعلت وفاء تبتسم وتشعر ببعض الراحة ،وهي التى ظنت بأنها قد صارت طي النسيان ، ثواني اخرى ابتعدتا الفتاتان عن بعضهما البعض ،وبينما كانت وفاء ستسأل صديقتها عن حالها ، ﺃوقفها سؤال شمس الاصيل عن هوية المتسبب لها بتلك الكدمات الزرقاء والبنفسجية الموزعة على وجهها ،والتى كانت وفاء تحاول اخفائها ببعض مساحيق التجميل والطرحة وبعض خصلات الشعر التى كانت متناثرة على وجهها 

 _ من الذي تسبب لك بهذه الكدمات !هل هو سليمان اخبريني وفاء ! 

 مررت وفاء لسانها فوق شفتيها ، بماذا ستبدأ يا ترى ، هل ستبدأ بكونها قد ﺃجبرت على الزواج من رجل لا يحبها ، يشتمها ويهينها بدون ﺃي سبب ، ﺃم بوالدتها التى لم تقف الى جانبها حتى في محنة كهذه ،لم ترغب وفاء فتح دفاتر الماضي و لهذا غيرت الموضوع تماما 

 _ﺃنا بخير وأنت كيف حالك ! حتى ﺃنا اشتقت لكن كثيرا واشتقت الى المدرسة ! 

 في تلك اللحظة ﺃدركت شمس ﺒﺄن المتسبب لصديقتها بهذه الكدمات هو زوجها ، وطبعا عليها التحمل من اجل ﺃولادها ولكي لا يخرب بيتها ،لتجيب شمس الاصيل ببرود 

 _انا بخير ! 

 وبينما كانت الفتاتين تتجاذبا اطراف الحديث ،فتحت سعاد والدة وفاء الباب صدفة ،لتصدم بوقوف ابنتها رفقة شمس الاصيل ،كانت سعاد ستتعرض لنوبة قلبية في تلك اللحظة ، ﻓﺂخر ما تحتاجه اﻵن هو محاضرة من دودة الكتب المدعوة بشمس ،في ذلك الوقت اقتربت من ﺇبنتها وجذبتها من يدها وصارت تقوم بجرها مثل عنزة صغيرة وفي نفس الوقت تودع شمس 

 _الى اللقاء شمس الاصيل !

 بقيت شمس تحدق بسعاد التى كانت تقوم بتعديل طرحة وفاء ،خشية من ﺃن يلحظ احدا تلك الكدمات ، و بعدما انتهت من ذلك فتحت باب سيارة الاجرة ودفعت بها الى الداخل مثل قشة وعادت لإغلاقه مجددا ، وما هي إلا لحظات حتى انطلقت المركبة بعيدا . ﺃليس من المفروض ﺃن تحمي الام ابنتها ، وألم يكن من المفروض ﺃن تمنعها هي من العودة الى ذلك الوحش مجددا ، ولكنها للأسف عوضا عن ذلك ،قامت بإعادتها اليه ربما لكي ينهي ما بدءه سابقا ،اخذت شمس الاصيل نفسا عميقا ثم فتحت باب المنزل ودلفت الى الداخل ، وبينما كانت تهم بخلع حذائها القديم والذي لم تغيره منذ سنتين ،

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now