"لما لم ننجح؟ ألم نقدم أفضل ما عندنا!" صوت ضائع خائف من المجهول، ماذا سيحدث لهن؟ أسيحملن حقائبهن و يغادرن كما لو لم يكن هنا من قبل؟

"بلى!" اجابها بإختصار كعادته، وعاد لإغلاق عينيه بينما يستند على الشجرة المعتادة، هي تجلس القرفصاء على العشب، تحاول عدم ذرف الدموع، لا تريده أن يراها تبكي!

"أهناك خطب ما، بخصوص الإختبار الثاني؟" ها هي ذي تسأل مجددا، تسعى جاهدة لسحب الكلمات من ثغره الذي يأبى إخراج الحروف، يجيد التلاعب بالكلمات ستجاريه فقط!

"لا!" لم تكن هذه الإجابة التي تريدها لذا سألت مجددا "لما لم يتم كتابة أسمائنا في اللوح؟" رفعت نظرها له و قد إلتقت صفراويه مع ذهبيتيها، توقف الزمن للحظة، لا شيء يتحرك و لا يستطيعون سماع شيء سوى دقات قلوبهم المتزامنة التي تخطت النبض الإعتيادي تعمل كقلب واحد بالضبط!

"لأنني طلبت ذلك!" حصلت على نصف ما تريد، إجاباته لا تكفي لإشباع فضولها "لما؟" وقفت تنفض العشب عن تنورتها وتعيد بعضا من شعرها إلى خلف أذنها، تفعل هذا عندما تشعر بالحرج أو التوتر!

"كي لا يتم تسليط الأضواء عليكن!" بدى ان هذا آخر ما سيخبرها به، لا يمكنها السؤال عن المزيد، فإنعقاد حاجبيه كاف لها ان تعلم انه لا يريد الحديث بهذا الموضوع مطولا، شيء آخر إكتشفته عنه، لا يحب الحديث في شيء معين لأطول من خمس دقائق!

"ماذا عن الإختبار الثالث؟" إقتربت منه خطوة، لا تعلم ما الذي تريد فعله، تريد منه أن يحتضنها؟ لا أظن ذلك، هي فقط تريد حديثا لائقا، حوارا ملائما!

"ملائم لكِ!" إعتدل في وقفته مستعد للمغادرة، إلتفت لها، رؤية ملامحها المشتتة و الدموع المتجمعة في مقلتيها جعلت منه يرتجف، الطريقة التي تنظر بها إليه زعزعت من روحه، لم يكن عليها الكلام فذهبيتيها تحكي الكثير، عن مدى خوفها و فقدان صبرها، يأسها و حزنها هناك الكثير و الكثير.

عاد إليها مجددا سحبها إلى حضنه، لا يجيد التحدث و لا المواساة، ظن أن منحها عناقا سيخفف عنها، لكنها إنفجرت بالبكاء على حين غرة تمسكت بقميصه الأسود، تسند رأسها على صدره العريض، حاوطها بذراعيه العضلتين، يريد تخبأتها بين أضلعه، يريد وضعها حيث تنتمي، بجانب وتينه!

"أنا هنا!" طمأن، بينما يمسح على خصلاتها البيضاء بحنان يريد أن يشعرها بالقوة، ولو بالبعض منها، يريد أن يخبرها انه بجانبها، لن يرحل عنها، ألم في قلبه يعتصره، لم يكن له بل لها!

ليته يستطيع البوح عما بداخله لكن مشكلته أنه ليس من النوع المتحدث، يجيد دور المستمع أكثر، ليته يستطيع البوح عما بداخله، لكن ذلك صعب، صعب جدا بالنسبة له، يتعرقل في البحث عن الحروف و الكلمات المناسبة، كما أن صوته يتأخر دائما و يعمل بمواعيد، أي انه لا يستطيع التحدث إلا في مواقف محددة!

أكاديمة إيزيل || Ezel AcademyWhere stories live. Discover now