الفصل الرابع عشر والأخير

985 61 0
                                    

الفصل الرابع عشر والاخير

يوم الخميس

تجلس في حالة ترقب برغم مظهرها اللامبالي وثباتها الانفعالي بطريقة تحسد عليها... اما هو يحاول أن يكون هادئ ومتزن لمعرفته بأن مهمته ليست هينة.
لكنه بعد تفكيره بكلام اخته ادرك انه تسرع بقراره و كان من الممكن ان يناقش معها الامر بدون اللجوء لسياسة الامر الواقع فهو اكثر من يعرف شخصيتها... هيا برغم شخصيتها العملية لكنها بالنهاية انثى يستطيع التأثير عليها من خلال مشاعرها لا من خلال الاوامر و القرارات الفجائية.
بكل الاحوال هو ادرك انه يفكر بطريقة خاطئة و مقارنة هيا بوالدته مقارنة ظالمة لهيا لهذا هو هنا اليوم ليتكلما بكل صراحة و وضوح لذا بدأ كلامه وقال : هيا انا بعتذر ليكي عن الموقف اللي حصل مني من كام يوم... عايزك تنسي كل الكلام اللي انا قلته يومها.
نظرت له وقالت بثقة : مش هاقدر انساه يا اسعد... مش هاقدر ادوس على زرار جوايا انسى الوجع والقلق اللي شوفته الايام اللي فاتت.
ممكن تكون طبيعية شخصيتي العملية مش بتوضح اني بتأثر وبزعل لكن الحقيقة اني بالاخر انسانة بحس و بزعل و بقلق.
قاطعها قائلا : انا اتسرعت في كلامي... انا...
قاطعته وقالت : المرة اللي فاتت سيبتك تقول كل اللي جواك... المرة دي من حقي اتكلم... من حقي اكلمك عم مخاوفي وقلقي زي ما انت بقالك شهور بتتكلم عن مخاوفك مني وقلقك من شغلي.
انا بحبك يا اسعد و مش متخيلة اني في يوم مكنش ليك... لكن حبي ده مش هيخليني الغي عقلي او اتنازل عن طموحي واحلامي... طموحي واحلامي اللي انت شريك فيهم من اول يوم اتعرفنا فيه على بعض.
مامتك من زمان وهي شخصية عملية وشغلها اول اهتمامتها وده مش جديد... الجديد فيك انت... انت عمرك ما كنت متخوف مني او من طموحي... عمرك ما قارنتني بوالدتك او فكرت اني ممكن اكون نسخة منها... الغريب ان ده يحصل دلوقتي قبل جوازنا بشهر ونص... وده يخليني اسأل ليه دلوقتي بالذات فكرت كده!!!
كان يستمع لها بتركيز ويفكر بكل كلمة تقولها و يتسأل مثلها بنفس السؤال ليقول أخيرا : مش هانكر ان كلامك صح... أنا فعلا عمال افكر ليه دلوقتي بس مخاوفي زادت!!!
هل دي فوبيا او قلق زايد!!!
يمكن وجود سما معايا كان بيهون عليا و بيلهي تفكيري عن سلبيات كتير شايفها... يمكن لاني مبقتش متحمل تصرفاتهم اللي زادات مع ولادة سما... يمكن لانك كنتي لسه بتدرسي ومكنتش بدأت افكر في شكل حياتنا بعد ما تقرري تشتغلي... صدقيني مش عارف.
قالت بجدية : عارف لو مش عرفاك كويس كنت فكرت انك بتغير من نجاحي وخايف اتفوق عليك... لكن متأكدة من ثقتك بنفسك ومتأكدة اكتر من انك لا يمكن تكرهه نجاحي.
نفى سريعا : لا طبعا يا هيا انا نفسي بجد اشوفك ناجحة ومحققة كل اللي بتحلمي بيه بس...
قالت : ايوة المشكلة كلها في بس دي يا اسعد... اسعد انا مش مامتك وعمري ما هاكون مامتك... اه نفسي انجح بس مش على حساب بيتي و ولادي... انا متربية في بيئة متوازنة اب بيحترم مراته وشغلها... ام بتشتغل عشان تساعد انها تبني بيت ومستقبل بيتها و ولادها.
يعني الشغل بالنسبة ليا اسلوب حياة مش بشتغل عشان عقدة نقص جوايا او خوف منك وعدم شعور بالأمان فببني مستقبلي واستقل ماديا عنك عشان غدر الايام والزمن... لا خالص.
زي ما فيه ستات مش بتعرف تنزل تشتغل فيه ستات مش بتقدر تقعد في البيت... دي طبيعة شخصية... ودي شخصيتي اللي كانت واضحة و صريحة قصادك من اول يوم.
قال : انا عمري ما اتهتمك انك خدعتيني بالعكس اكتر حاجة بحبها فيكي الوضوح و الصراحة.
صارحته بلهجة متعبة : أنا فعلا تعبت... اخر شهور كانت اصعب شهور بعلاقتي بيك... دايما حاسة إني متراقبة... كل كلمة وكل رأي لازم افكر فيهم كويس عشان ميكنش ليهم مدلول عكسي عندك.
كل تصرف بعمله بعفوية الاقيك بتحلل وتفكر اقصد من وراه اية.
كل محاولة اني اهونها عليك بتشوفها دفاع عن اهلك وبالتالي اني موافقة على طريقتهم.
مبقتش عارفة اتكلم معاك او اتصرف معاك بطبيعتي زي ما انا متعودة أكون معاك.
هل فعل كل هذا بها!!! هل كان يتعامل بدون شعور لما يفعله بها!!! هل سيخسرها بغباءه و أفكاره المتطرفه!!!
رفع نظره لها و قال : انا بعترف بغلطتي بعترف اني ظلمتك الفترة اللي فاتت بافكاري السخيفة وشكوكي المرضية... اديني فرصة اصلح اللي عملته ونحاول من جديد.
انا مش هاكدب عليكي واقولك افكاري اتغيرت ومخاوفي اختفت... اعتقد انتي اذكى من انك تصدقي الكلام ده
لكن هاقولك اني فكرت... ليه اضيعك من ايدي لمجرب حبة مخاوف نسبتها لا تتعدى ال 25٪... اعتقد ده يبقى غباء مني لما أضيع سعادتي بأيدي لمجرد عقد عندي... انتِ مش طرف فيها او ليكي اي علاقة بيها.
قالت متشككة من كلامه : طيب وانا اية يضمنلي انك بعد الجواز مش هتقرر تفرض رأيك عليا!!!
اية يضمنلي إنك مش هتغير رأيك وكلامك اللي بتقوله دلوقتي!!!
احساسي بالامان معاك للاسف بقى مشكوك فيه.
قال سريعا : اي ضمان تطلبيه انا موافق عليه... بكل الاحوال انا عمري ما هاقدر اجبرك على حاجة انتِ مش عيزاها لا ده طبعي ولا شخصيتك هترضى بكده.
زفرت بضيق وهي تفكر ان الامر كله بلا اي ضمان... الزواج بحد ذاتة مغامرة تطلب الشجاعة و الرغبة بالنجاح ولا يخضع لاي معايير ثابتة وسمعت العديد من القصص التي تحكي عن اشخاص قبل الزواج كانوا بقمة الحب وانقلب الحب لخلافات كبيرة وقصص اخرى عن زواج كان يشوبه المشاكل في فترة الخطبة و نجح نجاح باهر لوعي الزوجان وتحديهما لكل المشاكل التي تواجههما.
نظرت له بعد عدة دقائق من التفكير وقالت : تمام يا اسعد للاسف مفيش قدامي حل غير اني اصدقك مش لاني خايفة من قرار البعد او مش قده بس لان حبنا يستاهل المجازفة.
ابتسم و مد يده يتمسك بيدها وقال : وانا اوعدك إنك مش هتندمي... اكيد بعد جوازنا حاجات كتير جوايا هتتغير وانتِ بنفسك هتلاحظي التغيير ده.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن