الفصل التاسع

784 58 1
                                    

الفصل التاسع

لم يغمض لها جفن منذ ما حدث... لا تصدق ان زوجها ضرب ابنه الوحيد بهذا العمر بعد ان تخطى الثلاثين واصبح ظابط تفتخر به في كل مكان... ولماذا!!! لماذا كل هذا الصراع!!! لاجل المال والأرض!!!
لا... هي تعلم جيدا ان محسن غير مهتم بالارض او قيمتها لكنه منذ سنوات وسنوات لا يحب عاطف لانه كان الوحيد القادر على الوقوف امامه عندما يظلمها او يهينها... كان يقيم الدنيا من حوله... يكلم والده واخيه حتى يتفقوا سويا لاجباره على ما تريده هي.
كان هو صاحب فكرة الانتقال لبيت عائلي يضمهم جميعا حتى تكون في حمايتهم من افعال زوجها الغير مؤتمن.
الان وبعد كل ما حدث هل ستظل على ضعفها وخوفها!!! ماذا ان طلقها!!!
منذ ايام كانت المقارنة بين اخيها وزوجها ورجحت كفة زوجها خوفا من الطلاق لاجل ابنائها.
اليوم الكفة اختلفت فوحيدها دخل المعادلة... فان تحملت كل هذا بالسابق فكان من اجل ابنتيها وابنها لكن الآن لن تضحي بسعادة ابنها وكرامته من اجل ارضاء زوجها.
الشقة ملكها وورثها من ابيها يكفيها و يزيد وان احتاجت لن يتخلى عنها ابنها.
اذن مما تخاف!!!
من ردة فعل بناتها ام من ردة فعل ازواجهما... تخشى ان يعاير كل منهما زوجته بطلاق امها بهذا العمر.
وضعت يدها على رأسها عاجزة عن اتخاذ قرار سليم.
قامت من مكانها بهدوء بعد سماع اذان الفجر وذهبت كي تتوضأ و تصلي لعل الله يهديها للصواب.

*****
استيقظ مبكرا كما عادته هذه الايام فهو يعاني من ارق مزمن منذ فشل محاولاته في حل مشكلة الارض.
انهى صلاته و صنع لنفسه عدة شطائر مع كوب من الشاي.
امسك هاتفة و ارسل لها تحية الصباح كي تراها بمجرد استيقاظها ليكون هو وكلماته اول من تبدأ به يومها.
فوجئ برنين هاتفه... فتحه سريعا ليجد رسالة منها : صباح الورد و جوارها عدة قلوب حمراء
ارسل سريعا : وحشتيني آوي ونفسي اشوفك
لم يتأخر ردها : وانت كمان وحشتني... ممكن نتقابل انهاردة بعد الشغل!!!
ارتفع حاجبيه وكتب : انتِ هنادي!!! ولا فرح سرقت التليفون!!!
انتِ كويسة!!!
ضحكت وارسلت له وجوه ضاحكة و كتبت : خلاص انت الخسران.
ارسل سريعا : لا والله كلمتك متنزلش الارض ابدا هستناكي بعد الشغل واحلى اسكرين شوت عشان لو رجعتي في كلامك اهددك بيها و اوريها لعمي.
ضحكت بشدة و ارسلت بصوتها الضاحك : انا غلطانة اني وافقت... مهما اعمل مش عاجب.
ارسل بصوته : لا انا بس مستغرب لكن كلك على بعضك عجباني.
تنحنحت وكتبت : محتاجة أتكلم معاك شوية في موضوع يخص صاحبتي... محتاجة رأي راجل مش بنت.
كتب يسال : مشكلة عاطفية!!!
اجابت : اه حاجة زي كده.
كتب : عيوني و فكريني ابعت جواب شكر لصاحبتك عشان هي السبب اللي خليتك توافقي تشوفيني.
ارسلت وجه يغطي عينيه بكفيه
سألها : حد اعرفه!!! اقصد هبة او هيا.
نفت سريعا فهي لا تريده ان يعلم ما قد يجرح هبة : لا زميلتي بالشغل.
اجاب بحماس : تمام يا حبيبتي معادنا 6 عند الشغل عندكم ان شاء الله.
اغلقت معه وهي تفكر بسبب طلبها لرؤيته.. لن تنكر انها تريد بالفعل الحديث معه لي مشكلة هبة لكن ليس السبب الرئيسي... ببساطة لقد اشتاقت له... لرؤيته... للحديث معه... للانتماء له.
برغم تعنتها ظاهريا لكنها تتفتت من الحزن... حمزة ليس مجرد حبيب و خطيب ومشروع زواج.
حمزة هو الماضي والحاضر والمستقبل.
هي له منذ نعومة أظافرها... قلبها لم يدق الا له وعينيها لم ترى الا هو ومشاعرها لم تنضج الا على يديه.
لا تتخيل غيره حبيب ولا تعرف غيره اب لابنائها.
رفعت يدها وكلها ثقة في الله وقالت : يارب افرجها من عندك يارب.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن