الفصل الحادي عشر

857 48 1
                                    

الفصل الحادي عشر

بعد عدة ايام

يجلس بغرفته يتحسس انفه المتورمة من قبضة هذه المجنونة الصغيرة.
ابتسم وهو يتذكر رد فعلها بعدما حدث فكأنما ادركت ما فعلته عندما رأت وجهه الذي تحول للاحمر القاني ويده الحرة منقبضة استعداد للكمها كما فعلت و بكل غباء و برغم تأكده من قدرتها على التصدي لضرباته لكنه شعر بتقهقرها وتراجعها... يشعر بها تفكر هل تعتذر ام تتمادى.
راقبها و عينيها تتحرك بحيرة و تقييم الموقف
ثم وجدها تتجهه لسيارتها و تأتي بحقيبتها و تخرج منها كيس من قطن وبعض الشاش و زجاجة كحول... تسائل!!! هل هي معتادة على ضرب كل من يعترضها لذلك تحمل معها الاسعافات الاولية!!!
زفرت بضيق و هي تقترب و بدون اي كلمة ازاحت يده و اخذت تزيل الدماء من على وجهه ثم تحسست انفه و قالت : الحمد لله جات سليمة... مناخيرك متكسرتش.
ثم وضعت كيس القطن بيده و تركته و صعدت لسيارتها و في ثواني عادت بسيارتها للخلف و اختفت كأنها لم تكن هنا.
كل هذا و هو في حالة صدمة مما حدث له منذ دقائق قليلة.
نظر حوله و هو يفكر في سبب عودته لبيت والده و تركه شقته الخاصة... هل زهد الوحدة!!! ام يريد الاطمئنان بوجوده جوارهما!!! لا يعلم كل ما يعلمه انه اتى هنا بعد خروجه من بيت هبة ولا يفكر بالعودة لمنزله بالوقت الحالي.
واثناء تفكيره بكل ما يحدث معه اقتحمت فريدة عليه الغرفة وقالت بغضب : دلوقتي حالا تفهمني اية اللي بيحصل!!! انا من حقي افهم.
قال بصرامة يحاول اخفاض صوته : اتكلمي بأدب و وطي صوتك ماما برة... وازاي تدخلي الأوضة من غير استأذن.
وضعت يدها بخصرها و قالت : طنط اللي قالتلي ادخلك عشان عارفة الجنان اللي انت فيه... هو فيه حد أصلا مش عارف باللي حصل.
قال صارخا بجنون يوازي جنونها : هي بطاقتي انا اللي صلاحيتها خلصت و معرفتش الا قبل كتب الكتاب بيوم.
زمجرت : انا مش بتكلم على ده... انت متغير... بتتهرب مني... وما صدقت حوار البطاقة وقلت نأجل و نستنى شوية... كان ممكن نلاقي لها حل بتليفون صغير من اونكل جمال بس انت.... و تركت جملتها معلقة لانها ببساطة لم تجد ما يقال.
اعادت خصلات شعرها وقالت بجدية تحاول الهدوء : عايزة افهم يا عمرو اية اللي قلب حالك!!!
دلك جبهته وهو يفكر في الدمار الذي اصاب حياته بعدما كانت منظمة كلعبة بازل كل قطعة في مكانها الصحيح.
نظر لها وقال بصدق : مش عارف يا فريدة... بجد مش عارف.. من البداية كنت واضح معاكي الحب مش داخل المعادلة... فيه ارتياح و قبول لكن المشاعر!!!
قاطعته وهي تنهت بعدما بذلت كل طاقتها في الصراخ : و اية اللي شقلب المعادلة يا عمرو!!! اعتقد ان عمري ما طالبتك بأي مشاعر... ومن البداية قررنا انه جواز مبني على العقل مش القلب... اية اللي اتغيير!!!
نظر لها بتيه وجلس على فراشه واحنى رأسه.
فقالت بصراحة : انا اقولك اية اللي غيرها يا بشمهندس... الحب صح!!
انت حبيت البنت اللي كانت معاك في المكتب و ده اللي خلاك بتتهرب مني اخر فترة.
في الوقت المفروض نكون فيه اقرب اتنين لبعض لقيتك بتبعد.
الفكرة ان انت عمرك ما كنت قريب!!!
دايما حاسة بحاجز بينا... مش قصة حب ومشاعر... بس فيه اقصاء ليا من حياتك... قلت ده هيتغيير مع الوقت وللأسف كان بيزيد وفي اخر أسابيع حسيت بسور كبير اوي بينا.
كنت فاكرة ده ضغط شغل او قلق من الجواز
لحد ما شوفتك معاها.
رفع رأسه ينظر لها بخجل يفكر هل مشاعره كانت بهذا الوضوح وهو فقط الغبي الذي لم يفهم مشاعره.
تابعت : انت جمبها كنت حد تاني اول مرة اشوفه... لا انت كلمتها ولا هي كلمتك بس نظرات عينكو كانت بألف كلمة... نظرة عمرك ما بصتهالي يا عمرو.
واتأكدت بعد ما لقيتك ارتحت من اللخبطة اللي حصلت وتأجيل كتب الكتاب.
اخذت نفس عميق و جلست امامه على مقعد خشبي و قالت : انا كمان مقدرش اقول اني حبيتك الحب بتاع الافلام لكن كنت شخص مريح ليا و شايفة فيك مميزات كتير لكن بصراحة انا شايفة نفسي استاهل حد احسن منك بكتير.
رفع رأسه متفاجئ من كلامها فابسمت بتهكم و قالت : اية فاكر مفيش حد احسن منك!!! مش شرط اقصد مواصفاتك المادية و الشخصية اقصد شخص احسن منك في علاقته معايا... حد يحبني... عايزني لشخصي انا مش لان ابوه و ابويا بينهم مصالح مشتركة فنتجوز ونقوي العلاقات.
جلست بتعب ثم اضافت بصوت حزين : اكيد انا فيا عيوب بس بالاخر استاهل حد يبصلي نفس النظرة اللي بصتها انت ليها... نفس الرعب والخوف اللي كان في عيونك عليها... نفس اللهفة اللي على وشك لما مشيت و سابتك.
نهضت و هي تدور بالغرفة و تقول : عارف... انت متستاهلش انك تكون معاها واني اسيبلك الطريق فاضي ومفروش ورد عشان توصلها بس انا كرامتي عندي اهم من اني اعاقبك على الوقت اللي ضيعته معاك.
نظر لها بامتنان لا يعلم ماذا يقول لها فقالت تشرح له الموقف الذي وضعها فيه : عارف يعني اية جوازة تبوظ قبل كتب الكتاب بكام ساعة... كم القيل والقال عليا هيكون اية!!! الحكايات والقصص اللي هتتألف على اسباب رفضك هتكون اية!!!
طبعا ماهو المجتمع بتاعنا أي علاقة بتبوظ لازم الست تكون السبب والراجل هو اللي الملاك اللي بجناحات.
برغم كل ده هاكسب سعادتي وكرامتي ولا اني اكمل مع واحد بيحب واحدة غيري.
جذبت حقيبتها وهي تقول : بس بجد انا مشفقة عليها من دلوقتي... لانك هتفضل زي ما انت اناني و مش شايف الا نفسك وراحتك ومشاعرك و بس.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن