الفصل العاشر

832 48 1
                                    

الفصل العاشر

دخل غرفته ليجد زوجته بالداخل تكاد تطير من الفرح بعدما استمعت من خلف الباب لما حدث و قالت وهي تهرول عليه : مش كنت خلتني اطلع احضر الكلام ده و املى الدنيا زغاريط عشان ربنا نصرك و اظهر الحق... بالله عليك خليني ازغرط يا عاطف.
كانت هنادي تبكي في صمت من فرحتها بما حدث بينما قال هو بسعادة ناقصة : قعدة اخوات يا سامية ومكنتش هاسمح لحد فيهم يقولك كلمة تضايقك و يقولك اية اللي مقعدك وسط الاخوات.
قبلت كتفه بحب و هي تزيح هنادي وتسنده حتى جلس على المقعد المخصص له بحجرة نومهما... بينما تقول بسعادة : كنت نادرة يوم ما تبان الحقيقة ادبح خروف و اوزعه لله... بكرة يا حج توديني لحمدي الجزار نختار خروف حلو كده و يدبحه ومنرجعش البيت الا واحنا موزعين لحمته كلها.
استند على ظهر المقعد وقال بابتسامة هادئة : خروفين يا سامية مش خروف واحد ربنا اكرمنا ولازم نفرح الناس معانا.
لم تستطيع سامية السكوت اكثر من هذا فرفعت يدها وضعتها على فمها لتنطلق زغرودة عالية طويلة ثم ختمتها بقول : الف حمد وشكر ليك يارب.
ضحكت هنادي وهي تمسح دموعها و تقول : انا هاروح الحق فرح قبل ما تصحى على صوت الزغروطة وتطلع وهي مش عارفة ان فيه ضيوف برة.
شهقت سامية ثم قالت : نسيت الجماعة برة هاطلع اسلم عليهم واضايفهم ميصحش برضو دول في بيتنا ولا اية يا عاطف!!!
أومأ موافقا و جلس يحمد الله و يشكره.
بينما خرجت هنادي ومن بعدها سامية... بينما هو جلس سفكر في الايام القادمة و كيفية التعامل مع اخوته.

****

بالخارج فكان عزت وسعاد على رؤسهما الطير.
كل منهما ينظر للاخر بندم و حزن و عتاب.
ندم لتصديقهما ان اخوهما كذب و لعدم ثقتهما فيه.
و حزن لمعرفتهما انه لن يسامحهما بسهولة
وعتاب كل منهما للاخر لان كل منهما لم يرد الاخر عن ظنونهما السيئة بعاطف.
لكن وبكل اسف فات اوان الندم والان كل ما عليهما التفكير فيه كيفية اصلاح الامور بينهما وبين عاطف.
واثناء تفكير كل منهما قال محمد يقطع الصمت : واضح يا جماعة ان موضوع الفلوس كان عامل مشكلة جامدة اوي بينكو... بس والله مكنتش متخيل ان عمي مقلكوش قبل وفاته.
ابتسم عزت بسخريه و قال : مش انت السبب يا محمد إحنا اللي غلطنا كان لازم نصدقه من البداية بس الشيطان دخل بينا... ربنا يصلح الاحوال يارب.
خرجت سامية سعيدة مبتسمة بوجهه مضئ وهي تقول بفرحة وترحيب حقيقي : يا الف أهلا وسهلا البيت نور والله و اللمة الحلوة وحشتنا.
لن تنكر سامية انها لازالت غاضية و تشعر بالخذلان منهما لكن بالنهاية سعيدة لبراءة زوجها ومتأملة ان تعود الامور بالتدريج لما كانت عليه بالسابق لهذا ستبدأ هي بمحاولة رأب الصدع الكبير بين زوجها و اخوته.
قام محمد و قال : اهلا اهلا يا ام هنادي... البيت نور بيكو و بالبنات.
اشارت له بالجلوس بعد ان حيته و قالت : دقايق والفطار يكون جاهز.
قام عزت واقفا وقال : معلش يا سامية الفطار متحضر تحت من ساعة ولما قولنا لعاطف ينزل مرضاش فطلعنا نتكلم الكلمتين و ناخدكوا وننزل بس شكله نام.
قالت بأمل : يومين تلاتة بالكتير تتعاتبوا وترجعوا تتصافوا بأمر الله يا عزت.
كانت سعاد لا تعلم ماذا تفعل او تقول... تعض اصابع الندم على تأخرها في قرارها...
ماذا عليها ان تفعل الان!!! هل تخرج ولا تعود لما تشعر به من خجل لما فعلته هي وزوجها ام تدخل لاخيها تطلب منه السماح!!!
وكأنها ستطلب ان يسامحها لانها تأخرت عن موعد هام لا لانها كذبته واتهتمه بالتزوير والسرقة.
تريد ان تبحث عن زوجها لتعلمه بما حدث وتخبره انه كاذب كما قال ابنه بطريقة متوارية... تخبره ان الحق ظهر رغم كذبه و افتراءه.
لا... يجب ان تكون صريحة مع نفسها هي ارادت ان تصدق و داخلها يعلم ان زوجها غير صادق لكن الطمع بالمال و الطمع بالارض هما من جعلاها تصمت.
تشعر انها اذا نهضت لن تحملها قدمها تشعر بالعجز و فجأة شعرت انها تخطت السبعون من عمرها... نظرت حولها بتوهان فوجدت عزت ينظر لها ويشعر بما تفكر به.
اقترب ومد يده وقال : يالا يا سعاد ننزل و نشوف هنصلح اللي حصل مننا إزاي.
قالت سامية يعدما اتجهوا جميعا للباب : والشنطة يا جماعة!!! انتو نسيتو الشنطة.
التفت عزت براسه و قال : خليها عندكو... اللي عندكو يزيد مش بيقل يا سامية.

عزيزتي الآنسة هاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن