عبير العمر الضائع الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية - الفصل الأول

Začať od začiatku
                                    

:"لا أفهم السبب برفضك الزواج لورا"
ألقت شعرها للخلف بينما تنظر له عبر الطاولة.. كان حقاً وسيم.. رجلاً بمقتبل العمر.. ورغم سذاجته اجتماعيا إلا أنه كان شاباً طموحاً وذكياً.
كل هذا تردد ببالها وهي تتأمل عيناه الداكنتان.. ثم ابتسمت بهدوء وشبكت كفيها معاً أمام ذقنها قبل أن ترد: "أنت تعلم أني معجبة بك.. أنا لن أخجل من التصريح بهذا"
ابتسم لها واتكأ على الطاولة.. وعندها كان الوقت لتختفي ابتسامتها هي بالمقابل بينما تكمل: "لكن لازال لدي بعض التحفظات"
:"لِم لورا؟"
سألها باستغراب فردت بعملية وبرود: "أنت خاطب هل نسيت؟. كما أنك حرفياً تحت رحمة عائلتك.. وأنا لا أحب أن يتحكم بي أي شخص"
احتدت عينيها بينما تردف ببرود: "لقد أقسمت ألا أسمح لأي شخص بفعلها منذ زمن"
ابتسم لها وهو يقول: "لهذا أنا أعشقك.. شخصيتك القوية دائماً تبهرني لورا"
تنهد بعدها قبل أن يكمل: "أنا لا أنوي البقاء تحت سطوتهم.. لدي إرث وأنوي أخذه والاستقلال بحياتي.. معك بالتأكيد"
ابتسمت له عندها واقتربت تتكئ على الطاولة بينما تسأله: "ماذا عن خطيبتك؟"
-:"هم يتوقعون مني الموافقة على زواجٍ مدبر وهو ما لن يحدث.. لست طفلاً لأوافق على هذا"
رد بها بشكلٍ قاطع ثم أكمل برفق: "وقد كنت صريحاً معك بتلك النقطة من البداية.. وأخبرتك أني لا أنوي الانصياع لطلباتهم"
اتسعت ابتسامتها بينما ترد: "بهذا يمكنني البدء بالتفكير"
-:"مساء الخير"
التفتا لصاحبة الصوت التي كانت تقف بجوار طاولتهم تتميز غيظاً بينما تطالعها قبل أن تبتسم بسخافة وتكمل: "هل أزعج الآنسة الجالسة مع خطيبي؟"
التفتت له تسأله: "خطيبها؟!"
-:"أجل خطيبي..."
ردت بها وقبل أن تكمل حديثها قاطعها ياسر بقوله: "هذا ليس صحيحا"
قالها بينما يطالع لورا ثم التفت للفتاة المصدومة وهو يكمل: "كما أخبرتك.. هو زواج مدبر وأنا غير مهتم بإتمامه"
اتسعت عيناها وفغرت فاهها بعدم تصديق ومع رؤيتها الحزن والحرج اللذان تلونا على صفحة وجهها.. أرادت أن تضحك بشدة.. وبصعوبة تمكنت من إلجام تلك الضحكة.. واكتفت بابتسامة هازئة.. شيعتها بها ما أن التفتت لها بغضب.. وقد زاد هذا سعادتها قبل أن تقول: "أعتقد أن رده كافٍ ليجعلك تشعرين ببعض الخجل وتغادري"
ثم وضعت ساقاً فوق الأخرى وهي تكمل: "فأنتِ تفسدين أمسيتنا"
اقتربت منها وعلمت أنها ستحاول إثارة المتاعب.. وقد كانت مستعدة لهذا كلياً.. لكن صوت ياسر وصل قبل أن تصل لها: "زينة!"
توقفت والتفتت نحوه فأكمل: "غادري الآن وتوقفي عن تلك التصرفات الطفولية"
ما أن سمعت جملته الصارمة التفتت وغادرت فوراً.. وبسماعها لخطواتها الغاضبة ازدادت سعادتها ثم نظرت لياسر وقالت: "هلا طلبنا العشاء؟"
أشار للنادل وهو يرد: "بالطبع عزيزتي"
****
بعدها بفترة
كانت تجلس أمام التلفاز وتقلب بملل.. بينما تحتسي بعض العصير وتتناول المسليات.. عندما سمعت صوت الباب.. ثم وجدت سام أمامها وهو يقول: "عدت لولو"
-: "أعلم يا غبي فلا أحد يملك المفاتيح غيري أنا وأنت"
ضحك بخفة بينما يتجه للمطبخ ويرد: "لدي خبر سيزعجك"
:"سيرا وذلك الفتى الصغير بالسن فقط من وقعا.. والاثنين الآخرين رفضا وغادرا"
-:"اسمه علي.."
قالتها وهي تحتسي العصير.. ولم تكد تمر ثوانٍ إلا ووجدته يجلس أمامها بينما يسألها: "كيف عرفت.. هل أخبرك المحامي؟"
هزت رأسها بنفي بينما ترد: "لم أتحدث سوى مع المزعج زير النساء مدحت إبراهيم.. لأتفق معه على عرض الأزياء"
نظرت له وأكملت: "لم يبدوان مشجعان على أي حال"
-: "لكن الآخران صغيران يا لولو"
-: "وواعدان ومتحمسان.. سينجزان أضعاف ما طلبته"
مط شفتيه ثم ارتاح بجلسته وهو يتنهد قائلا: "أنتِ الرئيسة والممولة لذا لن أناقشك"
رفعت كفها وضربته به على رأسه بينما ترد: "وأنا الأذكى أيضا يا فتى"
مط شفتيه بتفكير قبل أن يهمس: "لن أناقشك بهذا أيضا.."
*****
-:"كفاكِ بكاء عزيزتي"
قالتها وداد وهي تربت على كتفي زينة المنهارة ببكائها.. بينما عمها شاكر يتحرك أمامها دون هدى وهو يتمتم باستغفار ويتململ بغضبٍ.. لكن هذا ليس كافياً.. ليس كافياً ليهدئ نيرانها.. وعندها نهضت تهتف: "ماذا ستفعل الآن عمي هااه أخبرني؟!"
التفت ينظر لها والضيق يرتسم بوضوح على وجهه.. فاقتربت وأكملت بصوت يملؤه الغضب: "ماذا ستفعل الآن بعد أن تم إهانتي بتلك الطريقة؟!"
-:"اهدئي زينة"
لم تلتفت لحديث عمتها.. فقط بقيت مركزة على عينيه وهي تكمل: "لأنك إن لم تفعل شيئا لن تعجبك ردة فعلي"
وكما توقعت ما أن هددته بتلك الجملة التي وصله مغزاها بوضوح اقترب منها واحتضنها وهو يربت على ظهرها قائلاً: "اهدئي يا مدللتي اهدئي.."
بقي على هذا الحال قليلاً وما أن خفت بكائها أبعدها وهو يمسح وجهها ثم نظر لعينيها وهو يكمل: "لا تقلقي حبيبتي سأتصرف وأعدك أنه لن يحدث إلا ما ترغبينه.."

**
: "لا أظن أن الأمور ستمر ببساطة ياسر"
قالتها وهي تنفخ على طلاء أظافرها ليجف بينما الأخير يرد: "لا تشغلي بالك..لقد أخبرتك أني لن أنصاع لرغباتهم لورا"
صمت حل لثواني تزامنا مع رسم ابتسامة جافة على شفتيها قبل أن يكمل:"لمعلوماتك أنتِ للآن لم تردي على طلبي"
:"امنحني فرصة للتفكير ياسر"
قالتها بهدوء ثم ارتاحت على الفراش.. ناظرةً للسقف بينما تلف خصلة على إصبعهاوتكمل: "أعدك أن أمنحك رداً بيوم المعرض"
-:"سأنتظر على أحر من الجمر"
****
دخل شاكر المنزل هاتفاً: "ياسر.. أين أنت؟!"
خرجت زوجته هديل من غرفة الجلوس ونظرت له قليلا قبل أن تقول: "ماذا بك شاكر..لِم أنت غاضب؟"
-: "أين ابنك أخبريني؟!"
عقدت ذراعيها بعد سؤاله وردت بحدة: "لم تحدثني بهذه الطريقة شاكر.. وما الذيفعله ابني؟!"
فتح فمه ليرد لكنه لم يتمكن...
-:"لقد أسأت لأميرته"
التفتا ينظران لياسر الذي خرج من الغرفة.. ووقف بلا مبالاة ينظر نحوهما.. كانوالده حانقا بينما والدته بدت عليها السعادة بالطبع.. وقبل أن يفكر والده أن يتحركنحوه.. وقفت هي أمامه وقالت: "هل تنوي توبيخ ابني لأجل تلك الفاسدةالمدللة؟"
-:"هذا ما أناله منك"
قالها ثم اقترب منها وهو يكمل: "سنفقد كل شيء.. كل ما خططت له ينهار بسببدلالك له.. وكرهك لتلك الفتاة"
لم تهتم بتوبيخه وردت: "أكرهها لأنها مدللة وفاشلة لا تناسب ابني"
ثم اقتربت منه وأكملت بتحذير: "ولا زلت غير موافقة على ذلك الزواج.. ولنتقنعني مهما فعلت"
-:"وأنا أخبرتك مراراً أني لن أتزوجها"
التفتوا لياسر الذي أكمل: "أحلامك حققها بواسطة شخصٌ آخر غيري"
-:"يا لك من غبي عديم للأصل!"
قالها وهو يتجاوز هديل ويتحرك نحوه بعنف.. ثم ما أن وصل للوقوف أمامه أكمل:"أي عقلٍ تملك.. تلك الفتاة تملك نصف أسهم المؤسسة.. ستجعلك مليونيراً..س..."
-:"هذا ما تريده أنت!"
قالها مقاطعا إياه.. ثم شدد على المتبقي من كلماته: "وأنا لا أريد ما تحاولنيله.. لذا جد طريقة أخرى للاستيلاء على أموال أشقائك الراحلين!"
ثم التفت عائداً لغرفته وألقى جسده على الفراش.. دافنا رأسه أسفل الوسائد محاولاتجنب جدالهم المعتاد.. وبعد مرور بضع دقائق سمع صوت الباب يُفتَح.. ثم سمع خطواتهاوجلستها الهادئة بجواره.. التفت ينظر لها وجد ابتسامة رضا وسعادة على ثغرها..فأغمض عينيه يقول بأسف: "أعتذر عن تلك المشاكل"
اقتربت منه وأمسكت كفه وهي ترد: "لا تقل هذا.. لا تتخيل مدى سعادتي أنك لمتستمع له"
اتسعت ابتسامتها وهي تسأله: "إذاً من هي تلك الآنسة التي جعلتك تتمرد علىأحكامه أخيرا؟"
: "تُدعى لورا"
قالها وهو يستقيم جالسا بينما يكمل: "وهي رائعة أمي"
****

عبير العمر الضائع - الجزء الثالث من سلسلة وللعمر بقية -مكتملةWhere stories live. Discover now