الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

ورغم تعاطفه مع حالتها .. شعر برغبة عميقه ان يهزها حين أضاعت فطنتها للحظة .. لكنه
حين أمعن النظر في عينيها وتلك النظرة الضائعة تركته مسلوب الأنفاس .. عالقاً في فقاعة
زمن .. وهل يكذب على نفسه .. ان روحة محطمة ضائعة بالفعل ومع ذلك ما يفعله الآن
لا يشبهه .. ليس بهذا الوضوح والصراحة .. لذا أجابها بقناعة النوايا التي في داخله

" أنا أعرفك ألان "



يتبع

رغم ان سهر لم تنهار لكنها على وشك مالم تجد اخيها في المنزل كيف ستصل اليه مع ما
يجري معه .. اخيها علي نشأ يحاول الاعتماد على نفسه .. شديد الاعتداد ومع ذلك ادركت
جيدا ما هو الفراغ الذي خلفة موت شهاب فيه
وحتى الان لم تمتلك الفرصه ل تخبره بكل شيء يشغلها، تشاركه حقيقة انها تريد الأستناد
اليه ايضاً ان يكون اخيها ورجل تعتمد عليه .. بدلا من استمرار خالها التدخل الجامح
في حياتهم

اندفعت مسرعه الى داخل المنزل وهي تهتف .. بأسم اخيها وبدل ان تسمع صوته
وتطمئن انياً جاء رد والدتها
" لقد غادر بالفعل ... "
منذهله بإحباط سلبها صوتها " ماذا .. غادر .. هل كان هنا ؟"
ظهرت والدتها من خلف جدران غرفة الضيوف على وجهها تعبير جامد .. وكان في صدر
سهر خوف من معنى غادر .. لم تسألها ماذا تعني .. بل اضافت والدتها بهدوء
يحمله الرضا

" " نعم، اخبرني انه حصل على عمل قريب من سكن الجامعه وهو بالفعل انتقل
يسكن مع زملائه الان لذلك تغيب بضع مرات عن المنزل الفترة الماضيه
ابتسمت متابعه " لقد جاء ليطمأننا ....
قاطعتها سهر .. بقلق ان لا بد خلف هذا الهدوء الذي جاء به والانسحاب السريع
شيء ما .. هذا يعني ان ما قالة شقيق سهر صحيح
" وانت وافقت .. هل وافقت "
ارتفعت نبرة صوتها باستهجان اكبر وهي تتقدم خطوة منتفضة ناحيتها
" امي اراك راضيه بمغادرته "
" انه يكمل دراسته .. يبني مستقبله ماذا اريد له اكثر من هذا "
هتفت سهر بغصه " فيغادر المنزل .. لما ؟"

الاقتناع الذي تتحدث به والدتها جعل الإحباط يمزق صبرها لكن
تلك اللحظة اتضحت الصورة واحجم الفم عن الكلام .. حين ظهر ابن خالتها قصي يحجب
باب غرفة الضيوف بحضورة .. على وجهه تلك النظرة الواثقه المتعجرفة .. كان ينظر اليها
بطريقة جعلتها تشمئز وكادت تبصق اشمئزازها في وجهه .. لكنه بدل ان يتقدم ظل
يحافظ على مكانه هامسا بلهجة ساخره
" مرحبا سهر .. كلما التقينا أجدك نارية المزاج "

للحظة حدقت به متحديه ثم اشاحت وجهها تمنت لو تصرخ في وجهه ماذا يفعل هنا ..
مذ توفي شهاب ووالدها .. اصبحت تدخلات خالها لا تطاق حاول كثيرا جعلها تترك عملها
تحكم بها وبوالدتها واخيها علي ..تذعن والدتها اما علي
فتمرد دائماً

" اتضحت الصورة امي .. ومع ذلك سأسال ما سبب وجوده هنا "
أنبتها والدتها بامتعاض
" توقفي سهر لم تعودي صغيره على هذه الالاعيب تعرفين جيدا لما هو هنا ..
ومسار حياتك .. ثم ان علي اخبرني قبل مغاردته....
تلكأت وما سيقال مرفوض مسبقا لكن هذه المره سيفرض عليها .. حثتها سهر بترقب حذر
" بماذا اخبرك "
" اخبرني انه راض بأنتقالنا لمنزل خالك .. و ..و انه موافق تماماً على زواجك من قصي "

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء Where stories live. Discover now