الفصل الاول

345 5 0
                                    

الفصل الاول

عميق كالبحر ، جميعهم حولك لكنك تعيش وحدك تلك الرتابة المقلقة .. ثم بغتة تأتي البدايات غير المتوقعهة
ومع تموز كانت حين أَطلعه صديقه على تعرضهم للخيانة والسرقة.. لذا كان مسار العودة وتصحيح الوضع يقع على عاتقه .. و توصلهم للفاعِل عقد الأمور نتيجة لخطوة غير محسوبة .. تركته وسط تساؤل مبهم .. كيف أصبح فجأة وسط هذا كله ..
ل يهتف بدهشة مست سمع محدثه :

" قل انك تمزح !"
توقفت خطواته غير مصدق لما سمعه .. إحباطه يتزايد ..لن يعالج الجريمة بالجريمة قد يكون ما جرى معهم حركة جريئة .. لكن لا يواجه بالقوة .. فالمرأة ليست نداً للرجل في هذا ..

" أين أنت الأن ؟" تابع بلهجة منزعجة مستأنفاً سيره صوب بهو الشركة المُضاء و الأمسية لا زالت في أولها .. لاحظ وجود أحد رجال أمن الشركة الذي نهض بتحية ردها تموز بإيمائة .. ومثله معروف بين موظفي الشركة ، المهندس الاول الذي يدخل اسمه في مشاريعهم .. ولم تنقص تموز الشخصية والحضور لينظر إليه بأهمية ..كأهمية العلاقة المتينة بينه وبين مديرهم آدم
نظراته التقطت هيئة جسور رفيقهم ومدير المشاريع الذي ظهر يقف عند مقر الاستعلامات الخالي بكامل أناقته وهدوئة
غمغم بغير تصديق وعينيه تنفث النار نحوه
" جسور .. كيف وصلت الأمور لمثل هذا ؟ "
أجابه الأخر يضمر نوايا لإقناعه :
" وأنا تفاجأت أيضاً .. الأمر لم يكن مخطط له لكن أنظر للوضع كفرصة وحقق معها .. لديك الأدله تدينها هي من خرجت بالسرقة من الشركة "

صك على أسنانه بإحباط .. غير راضٍ أبداً لفعلتهم والأن يطلب منه بل و عليه التصرف بعمليه وذكاء ..
التف حول نفسه شاهد عيني رجل الأمن تزاولهم بين الحين والاخر ..
مال ممتعضاً :

" أعرف كل هذا .. وإن كانت هي نفذت جريمة السرقة ..نحن لسنا القانون .. ثم إنها امرأة يا جسور امرأة "
كان تشديده على حقيقتها أمر يمس رجُولتهم وإن لم يخططوا.. لكنه حصل بسبب الرجل الذي كلفه جسور بمراقبتها وحين اكتشفت أن هناك من يُراقبها حاولت الفرار .. ما جعلهم يعتقدون أنها ستهرب كشَريكتها الأولى في الجريمة تلك فأمسكوها وأَتوا بها الى الشركة ..
حدثه جسور بالأسباب فواجهه تموز بالذهول لا يزال رافضاً للواقع. تلك اللحظة ورغم جنون الموقف بدى الأخر ( جسور) موافق لما يحصل يغمغم بصوت خافت وعينيه تسخر في رضى :
" وانا الأدرى بجِنس النساء .. لكن أترُك لك حَلقة الوصل هذِه .. أنت الأجدر لترميها بالأدلة التي بيَن أيدينا "
رفع تموز حاجبيه هل يتفاخّر صديقه بعلاقاته المتعددة مع النساء والتي دوماً على حد السكين لم تستطع أيهن تجاوز المسموح به بالنسبه لشخصه ..
كاد يسخر منه لولا مزاجه المتعكر ..صمت لوهلة مفكرا كيف سيتصرف الأن تحرك صوب مكتب جسور كما أشار الأخير له بمكان وجودها ..

تجاوز الباب الذي فتحه أحد أولئك الرجلين من أتو بها عنوة الى الشركة .. في المكتب الواسع شاهد الرجل الذي تسبب بهذه المصيبة يقف بتوتر على الجهة البعيدة رمقه تموز بنظرة ناقمة فهو لم يكن بحاجة لاضافة مربكة كهذه بعد أن اضطره ما جرى للعدول عن خططه بالسفر..
التفت تموز ليجد تلك الفتاة ريحان موضوع حديثهم على كرسي منفرد في الجهة البعيدة عن النافذة مُنكمشة على نفسها .. التفتت ناحيته في لحظة وصوله .. ولعلها لحظة عصيبة وهو يرى اجفالتها .. انحدرت عيناه عليها بكآبة كخطواته ناحيتها ثم توقف وانفعالاته بلغت اقصاها ..

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء Where stories live. Discover now