الفصل الثالث

160 4 1
                                    

الفصل الثالث

في الحياة امور ليس بوسعك تحملها لوحدك .. لأنك وببساطه لا تمتلك كل الأجوبة
.لذا تظل دائما غير مستعد لمفاجأتها
..
ماالذي يجري هنا .؟""
سؤال لم يكن مريحا لأي من الأطراف الثلاث والضيق الذي تجول فيه روح سهر حاصرها
بشده .. حتى التفتت صوب جسور .، ليس ل يستنقذها بل لأنه أدرى مما هي ..
ف استدركت موقفها .. وأنفاسها كشفت ذعرها
لا شيء .. أعني .. انه .... "

قاطعها كليم ولهجته مسيطرة أمره
" ليس انت .. بل اوجه السؤال له .. افترض انك تعرفت على ابني جسور "

مالت ملامحها .. مال كلها انها في غنى عن التعرف حتى على نفسها .. لكنها استقبلت تلك المعلومه .. وتصحيح الوضع قاب قوسين .. الرفض في داخلها لم يتسع له الواقع .. فغمغمت بهمس تائه عن التوقع
" ابنك .. "

نظرات جسور التي حدقت بها خمنت ما جال في داخلها .. لم يشعر بالخيبه بل ترقب ..
ترقب قولها .. ترقب في اي موضع سيوضع .. ومؤكد لن يغادرها تهذيبها ..واصابت توقعه
لكن في شيء ابعد قليلاً ..
فقد كان شيء في ملامحها منكسر بعد ما قاله لكنها خبأته ببراعه .. خبأته كمن اعتاد
على إستيداع الأمه
ابتلعت ريقها واخفضت بصرها لحظه ثم رفعت كفها تشير صوب جسور وقالت
" اذن ..فهمت انه كان يرحب بي حتى حضورك .. "
عقد حاجبيها واشاح بوجهه متوترا .. انها ذكيه .. بطريقتها .. مميزه بطريقتها ..
لم تهاجمه حتى .. بل انتقدته
سمعها تضيف بانفاس متحشرجه
" اني اترك اعتذاري لك و اغادر سيد كليم ..الامر يخص اخي علي .. "

اخيها .. هل قالت اخيها ..
تغير الوضع بطريقة جنونيه .. حتى ان جسور اضاع قدرته على الرد .. وقف منذهلاً .. كم
يمكن للمرء ان يخطئ في حق الاخرين فلا يكون سوى خاسر اخر .. وحين ينظر الى
وجهها يجد تلك التعابير النافرة .. فيرتجف قلبه .. يا الهي ليس مرة اخرى .. يحق لها
لو شتمه صراحه .. انه يستحق

" علي الصغير .. اذهبي وان احتجي لمساعدة اتصلي "

سمع والده يُضيف بتأكيد لمدى غباءه .. تسرعه وضيق افقه .. هل هو مريض بسوء الظن ..
ام ما اسندة لنفسه من دور اصبح يتغلغل تحت جلده
اذن ! بما يختلف عن ذاك القذر الذي امتدت يدة نحوها يوم امس

أستعاد نفسه .. وراقبها تبتعد راكضه على عجل تختفي عن ناظرية.. ثم يلتفت اليه
والدة بلهجة محذرة
: أياك جسور .. ثم اياك "

يظل كليم لا يثق به حتى حتى في ثوابت الامور ..

مرات كثير تمنى لو انه اثبت براءته .. ان لم تكفي الحقيقة من فمه .. لم يكن ذنبه فيما
حدث .. لم يكن ذنبه قرار تركها وفض الارتباط مع ابنة صديقة .. ما زال اثر سوء العلاقة
بين والدة وصديقه على اثر تلك الحادثة قائما ..
كثير هو ما بقي عالقاً بينه وبين ابيه .. تجارب بسببها تغير

غمغم جسور وفي صوته القهر متعب
" لستُ اعرفها التقيتها صدفة يوم امس لذا .. استغربت رؤيتها هنا ! "

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء Where stories live. Discover now