الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

" لا تعرفها ! حسنا لتكن على بينه انها صديقة اختك وشقيقة شهاب رحمة الله "

ثم انسحب كليم كأنه لم يطعن للتو باخلاق ابنه جسور الذي احس بأنفاسه كأحجار
تتراص على صدره ..

بعد لحظات قصيرة .. حين استجمع لحظته .. ايقن انها بعد ما سمعته منه ستعود لزيارة ذاك المكان مؤكد .. جرى راكضاً يلحق بها قبل فوات الأوان .. ستورط نفسها واخيها
اغمض عينيه امام اشعة الشمس التي اعمته حالما تجاوز عتبة باب المنزل ..
لمحها تغيب كالظل خلف جدران سور المنزل الخارجي

ركض ولا يصدق نفسه انه يركض خلفها .. كانت تبتعد بخطوات مسرعه تكاد تهرول
باغتها وهو يقف في وجهها مباشرتا .. فأجفلت وتراجعت خطوة تصيح رغما عن انف صبرها
" الان ما الامر .. "

وقف الطود .. والتقط نفسا عميقاً ثم اطلقه .. لينظر ناحيتها عاقدا حاجبيه في رفض
يريدها ان تفهمه
" لا يمكنك الذهاب الى هناك .. أبداً ؟"

ارتجفت وعينيها تسأله .. كلها يسأله ملامحها وروحها التي هفت بقلق
" ابدا .. لما .. ؟!"

تنهيدة طويله خرجت من صدرة مرغمه على الحضور .. كيف يجعلها تفهم ان اخيها
تورط حين اضاع تعقلة .. ولربما هي تعرف اكثر مما يعرف
والتوضيح بإيجاز
رفع كفه امامها اصعب من الحديث نفسه

" انظري انه مكان غير ملائم لتزوره انسه . "
عقدت حاجبيها رافضة ان تستوعب تبريره .. حاولت تجاوزه قائلة بحدة
" اياً تكن لا يحق لك التدخل .. ابتعد عن طريقي .. "

تحرك مع حركتها وقطع طريقها نظرت اليه .. ولأنها مستنفذة تماما لتغضب .. مشغوله
تماما ل تجادل .. همست بتعب
انت لا تفهم .. .. أنه أخي .. أخي الوحيد يجب ان أساعده " "

اذن هي ادركت انه اساء الظن بها في ذلك اليوم ..
شهق الهواء كاد يرد
انه عرف وانه يعتذر من قلبه لسوء فهمه وظنه السيء ..لكنه عوضا عن ذلك ..
ضم شفتيه بقوة يمنع نفسه
وقد يصبح توضيحه غضب فيها .. كان هناك شيء يضع اول لبنه له بينهما ..
طريق مجهول غريب

" اخيك كاد يقتل مدير الورشة التي يعمل بها يوم أمس .. الى حد انه زار المستشفى
ويهدد برفع دعوى قضائية ضد اخيك بتهمة الشروع بالقتل .. كان يهدد بذلك بينما الدماء
تملأ وجهه قبل نقلة الى المشفى .. لذا ظهورك هناك خطر عليكما معاً
شهقت بفزع وكادت ملامحها تبكي ..وهي تهمس بجزع
" يا الهي ..مالذي حدث .. لماذا ..
اومأ نفياً انه لا يدري فاضافت بعجز

قد يضيع اخي قد يضيع " "

لا تذهبي هناك لا تمنحيه اذن العبور اليه "
لانه لم يستطع معرفة تفاصيل الوصول اليه .. اخيك لم يمنحه شيء حسب ما علمت
انه يعمل معه مذ اسبوع فقط

همست بتلكؤ مأخوذة والحدث فوق طاقة استيعابها

ك كيف ..لما .. : رمشت بعينيها ونظراتها تضيع بينما تكاد تفقد توازنها اتكأت على الجدار
بجانبها
ثم التفتت اليه ولملمت شتاتها قائلة : ثم كيف اثق بك انت .. ؟

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء Where stories live. Discover now