المقدمة

450 6 0
                                    

* مدخل **


لا شيء يشبه لحظة الوصول .. رغم اعتقاده أنه لم يصل .. فبعيدا عن خيالات البدايات الجديده .. تفاصيل كل شيء .. كل شيء يتعلق بها اصبحت بين يديه .. وبالنظر لصورتها الان تبدو يافعة جدا للقيام بعمل مشين كهذا ..
في داخله شعور فوضوي بلا ملامح يشبه حالته الان .. مليئا باشارات لا يفهمها
غمغم بنفاذ صبر ما زال امامه الكثير ليعرفه
" سبق وعرفنا كل المعلومات عن موظفتنا .. اخبرني عن الاخرى "

أرتبك رئيس فريقهم الامني فسارع يرمي ما بين يديه

" أسمها (ريحان إبراهيم ) في السابعة والعشرين .. عاطلة عن العمل ..والدها ابراهيم كان يعمل في مؤسسة حكوميه لكنه الان يقضي فترة محكوميتهx في السجن بتهمة الإختلاس . "

أومأ تموز بملامح ساخره مندهشه .. لربما العوز او التشتت دافع لإشتراكها بهذه الجريمه مع موظفتهم .. يمكن للحياة ان ترميك على باب اليأس بلا شفقه .. فتسقط في بئر الضياع
تابع الرجل الجالس على الجانب الاخر من المكتب
"والدتها المعيل لهن كانت تعمل في مطبعة وسط المدينه ثم افتتحت عملها الخاص قبل اقل من شهر .. ؟
" أفتتحت "
قاطعه تموز بنبرة أستغراب لتقارب فترة الحَدثين .. السرقه في ثم تطور مهنة والدتها متتابعه .. هل يعقل انها أنتفعت بما تسبب إفشال مشروعهم الامر الذي جعله يتراجع عن قرار السفر و البدايات الجديده والبعيدة .. بل الى المصير المجهول غالباً

" نعم مكان صغير في شارع تجاري ليس بعيد عن محل سُكناهم "

مقطباً سأل و فضولة في تزايد " إخوة او أخوات؟

" لديها أخت ربة منزل متزوجة وتعيش في مدينه اخرى العلاقة بينهم سيئة بعد دخول الاب الى السجن ."

هز رأسه بتفهم فمثل ردود الفعل هذه يمكن ان تظهر كنتيجة لحدث غير متوقع وسوء السمعة يقتل الحظ حتى
زفر تموز وهو يتكأ على ظهر كرسيه مخفضاً بصرة يمعن في الصورة التي امامه ، بالنظر ل مظهرها تبدو لا بأس بها .. ما تزال يافعة لتتورط في جريمة تُسجن بسببها و جريئة جداً لتسرِق جهد اشهر و تصاميم المشروع دون الالتفات ل حجم غَريمها .. لعله خاسر بالمجان لكن ليس في هذا ايضا

أزاح نظرة عن الملف
" ماذا عن موظفتنا الخائنة .. شريكتها تلك ؟ "
" شريكتها * السيد جسور يعرف انها ذهبت في اجازتها السنويه مباشرتاً بعد تلك السرقه ، لكننا مازلنا نراقب ظهورها كما نتابع الفتاة الأخرى ريحان والاخيرة لا زالت تزور منزل صديقتها بين الحين والاخر .. ؟
هنا
انبرى جسور ل اول مره مُذ تحدث متين صديقه الموثوق الذي أئتمنه لمتابعة الموضوع بسرية حديثه

" هل تقصيت عن سبب الزيارة .. مؤكد انها تُدرك سفرها .. لا بد من سبب اخر لهذا التكرار ؟ "
التفت صوبه كان واثقا انه لم يترك شيء لصدفة السؤال
" كلا.. لقد تقصيت و أكدو ان صديقتها تأتي بين الحين والاخر تسأل عنها ، يبدو انها لا تعرف بسفرها"
رفع جسور حاجبيه بدهشه لهذا الرد .. والتناقض ..

بينما ظلت ملامح تموز حادة و الانزعاج يطفو بتروي فوضى التناقض صريحة بلا معنى .. لا يمكن تصديق وضع كهذا .. ومما يدور يعني ان هناك طرف تم استغلاله او خيانته .. كليهما شريكتين .. الفرق الكبير ان احداهن هربت والاخرى لا تبدي اي توتر ..
الشعور الذي يتملكه الان هو حاجة لفهم دوافعهم من وراء السرقه .. كيف تمكنت موظفتهم من خداعهم ؟ ولصالح من كيف تجرأت وهي تعمل معهم تحت سقف واحد
وربما هي لا تدرك انها انكشفت بالفعل ؟
نهض تموز من مكانه فلاحظ جسور تشنج رفيقه .. قال بهدوء محدثاً تموز
" هل ستترك الامر ؟ "

لا يمكنه ترك الامر .. كان بالفعل سيترك العمل مع ادم بعد تسليم اخر مشروع له معهم لكن كارثة اختفاء تصاميمه ثم معرفة السارق داخل شركة ادم نفسها اعادة لنقطة البدايه بالتزامن مع سفر ادم و زوجته في اجازة الزواج و هكذا انتهى به الامر يدير العمل مع جسور
بعبوس التفت اليه يجاهد للسيطرة على انفعالاته

" ادم ترك العمل تحت اشرافك يا جسور انت المدير هنا .. لكني لن اترك الامر .. وحتى موعد عودته اقسم اني سأفضحها لقد أستهانت بي جدا .."

نقر جسور على طرف المنضدة بإصابعه وعينيه ساهمة في افكار اخرى
" انا معك .. هناك اكثر من ثغرة يمكنك النفاذ منها وكشف ما يجري .. لقد أبقيت الامور هادئة ولم يعرف احد بأمر نيفين تلك التي خططت وهربت بذكاء وهي تخرج من الشركه بإجازة رسمية كأنها لم تفعل شيء .. "

التفت تموز ناحيته العزم يملأ حركاته فيما يقول ب هدوء خطر
" ما زال بيدنا طرف اخر ..

غمغم جسور والهاجس يملئه

" يجب ان نمسكه بقوه " ريحان"

...

اساور النرجس الجزء الثانى من سلسلة المرايا لكاتبة أسماء Where stories live. Discover now