الرسالة الثامنة |8

38 20 4
                                    


رسالة حُب.


لقد مر أسبوع بالفعل ، ليليث وجدها كانوا من اللطف الاشخاص الذين قابلتهم في حياتي ، لقد اعتنوا بي وبأخي من دون مقابل ، لقد عرفت أن الجد يمتلك هذه المزرعة ويمتلك ثلثي الريف تقريباً ، كنت دائما اشكر الرب على هذه النعمه التي أنا فيها ، كانت ليليث دائما وكل ليلة تدهن ظهري بخلطات طبيعية ، حتى اصبحت لا اشتكي من أي الٓم ، حتى إنها اعتنت بِويليام جيداً واصبح قادراً على النهوض من السرير ..

كانت فعلاً كالملاك الذي انار لي ولأخي الحياة بعدما كنا مشردين وبلا مأوى ، في البداية لم اتقبلها لأنها عرضت علي المساعدة من دون سبب واضح واصبحت تسأل الكثير من الاسئلة عنا ، لكن بعدما رأيت جوهرها الحقيقي .. أعتقد أنني انجذبت لها بدون أن أشعر ، ليس لأنها عاملتني بلطف ، بل لأنها أول فتاة اتكلم معها في حياتي كلها .. عندما كنت اغازل بعض الفتيات من المدينة كان الوضع مضحكاً لأنهنّ من المستحيل أن يتحدثنَ مع شخص مثلي ، لكن ليليث .. كانت على النقيض تماماً وهذا ما جعلني اعجب بها اكثر .

_

لا أستطيع كبح نفسي من عدم الحديث عنك أثناء تلك الأيام ، عندما عدْت إلى صحتك واصبحت تخرج إلى المزرعة كثيرا وتجلس أمام السور وتحدق به لساعات ، تسمح لأشعة الشمس أن تتسلل إلى خصلات شعرك الحمراء فيمتزج لونها مع لون الشمس ، وتسطع بأشعتها على بثور وجهك الصغيرة ، لم أكن أعرف مالذي يجول في عقلك عندما تفعل ذلك ، لكن جُل ما اعرفهُ هو أنك استمتعت وشعرت بالاسترخاء في تلك الاوقات ، لازلت أتذكر عندما تبقى تحدق في تلك الاسوار كثيراً فيبرد الطقس لكنك تُصر على البقاء في مكانك فأحضر لك وشاح ثخين واضعه عليك كي يحميك .. كنت اعلم أنك تريد الذهاب لأكتشاف ما يقبع حول المزرعة ، ما يجري خلف تلك الاسوار  الخشبية ، لكن كنت أخاف عليك واخاف منك .. اخشى أن تتأذى واخشى أن تكتشف الحقيقة إذ ابتعدت عني ..

_

حل الليل بسرعة في ذلك اليوم ، عندما انتهينا من العشاء دخل الجد لينام مبكراً فبدأت ارتب المائدة معها ، هذا هو المنزل الذي كنت احلم به ، لدي جد لطيف وحنون معي ومع اخي ، لدي سرير لانام عليه وسقف يحميني من برودة الطقس ولدي طعام يكفيني ، حتى أنني بدأت اتناسى شعوري بالنقص واكمل حياتي على ذلك النحو كانه سيدوم للأبد ..

دخلت أنت إلى الغرفة بدون أن تنطق ببنت شفة ، كان اسلوبك في ذلك الوقت يبدأ بالتغير بشكل سريع وملحوظ ، بعدما دخلت كنت لازلت انظر إلى طريق الغرفة وافكر بتصرفاتك الغريبة .. كنت أتذكر متى بدأت بتصرفك على هذا النحو ، فتذكرت أنك عندما وقعت من الارجوحة قبل أيام ، منذ ذلك الوقت وانت تتصرف هكذا ، لقد قلتَ أنك بخير لكن ما سبب هذا الهدوء ؟.

_انه يكبر ، في هذا العمر يبدأ المراهق بفعل هذه الأمور الغريبة لذلك اتركه على سجيته .

قالت وهي تأخذ الصحون من يدي ، فأبعدت نظري عن الباب ونظرت لها :
_لكن أنا لم أفعل شيء كهذا ! .

رحلة ديسمبر || 𝐃𝐞𝐜 𝐓𝐫𝐢𝐩 [مكتملة]Where stories live. Discover now