الرسالة الثانية|2

156 21 7
                                    


رؤيتكَ.


كان يوما عادياً كبقية الأيام ، أصوات صاخبة تصدر من الميناء ، اصوات البائعين ، حديث الناس الاغنياء ودردشتهم العادية ، كنت أعمل بجد وأنا احمل تلك الصناديق الثقيلة ، لازلت أتذكر مدى الألم الذي كنت أشعر به آن ذاك ، لا اكذب أنني كنت اختلس النظر إلى بعض السيدات الجميلات ، ولأن وجهي جميل كفاية كنت اجيد المغازلة احياناً .... في ذلك اليوم ...

كانت عيني قد وقعت عليكَ ، أنت وحدكَ ، لأنكَ كنت مميزاً عنهم ، لا اعلم ما هو الشعور الذي راودني وكيف اقدر أن اُصفه لك يا أخي ، لكنني متأكد أنني حسدتكَ ، كنت في السوق مع عائلتكَ ، تمشي مع عائلتك المحبة ، لديك اخ صغير يشبهك ، كان أيضاً اصهب الشعر هذا ما جعلك مميزاً بينهم جميعهم ، أنت يا أخي قد جعلتني انظر لكَ في ذلك اليوم نظرات تحتسب لألاف السنين ، كنت ابيض البشرة مع نمش كثيفة تغطي ملامح وجهك شعرك اصهب ومنفوش ، كم اردت أن اللمسه ، كنت متوسط الطول .. منذ ذلك الوقت عرفت أنك أخي ، أو هذا ما كنت اوهم نفسي به واتخيله ، كل ما سأقوله قبل أن أبدأ بالأمر ، أنني آسف ، جداً ، أنا لا اجيد الاعتذار ، لكن مع ذلك أنا كنت على خطأ ، وأنا اعترف بذلك لأنني لست كاملاً ، لست كاملاً لأكون اخ جيد لك .

لقد رحلت في وقت المساء مع عائلتك ، لديك ام لطيفة لتقلق عليك من العربات العابرة و والدك الحنون الذي قد اشترى لك بعض الاطعمه اللذيذة التي كنت اتتطلع لتجربتها ، ملابسك جميلة جداً ، كنت النقيض مني بكل شيء ، كما لو أنك لا تعرف تعريف الحزن والاكتئاب ، لهذا السبب حسدتك أكثر ، كم كنت أتمنى أن أكون اخوكَ وأن احظى بعائلتك اللطيفة والدافئة .

في وقت الليل نظرت إلى تلك السماء المرصعة بالنجوم ، ياليتني قد شهدت شهاباً لكنت تمنيت الامنية التي تجوب في خاطري وتحرق قلبي ، لكنها كانت ليلة هادئة تشبهك تماماً .

_

في صباح ذلك اليوم ، استيقظت ككل يوم على تلك الاصوات الصاخبة ، لايزال ذلك الصوت معلق في اذني كالقرط ، فركت عيني بتعب ومددت بعض من جسدي المتكاسل ، ابعدت شعري عن عيني واخرجت كل نقودي التي لدي ، كان لدي بعض العملات النحاسية ، كانت كثيرة بين يدي لكن قيمتها ليست كذلك ، ما وجدته ممتع أكثر هو صوتها وهي ترتطم ببعضها البعض عندما احركها بيديّ ولم اقلق بمقدار المال أو الفقر الذي كنت فيه في ذلك الصباح .

خرجت إلى السوق الذي بجانب الميناء ، ابحث عن شخص ينده لي لأساعده بحمل شيء أو اغراض عنده ليعطيني اجري ، وبعد أن كنت واقفاً وفي تلك المدة الوجيزة ، سمعت صوت رجل ينادي علي من بعيد وكان يحتاج لمساعدة بحمل اغراضه ، عندما اقتربت منه عرفته على الفور ، أنه نفس الشخص ، والد أخي الاصهب ، توسعت عيناي وارتبكت كثيراً ، ربما هذه هي فرصتي لأحسن التصرف امامه ويتبناني .

رحلة ديسمبر || 𝐃𝐞𝐜 𝐓𝐫𝐢𝐩 [مكتملة]Where stories live. Discover now