الفصل الخامس

3.4K 246 69
                                    

فى مكتبه...

(وقف يحاول ان ينظم الكلمات فى عقله.. )

ها هى فرصتك أمامك..  عمك هنا..  و بإمكانك أن تخبره..

فقط قل 'عمى..  أنا لا يمكننى الإنجاب '

فقط جملة واحدة.. و اصمت..
و سينتهى كل شيء..

سينتهى الكابوس..
ستنتهى الخطبة..

و ستعود حرا.. طليقا..

و عمك سيغضب قليلا.. ثم سيشكر اليك حسن صنيعك أنك اخبرته قبل الزواج..

فقط أخبره.

تنحنح.. فخرج صوتا غريبا متحشرجا من حنجرته.. 

فابتسم العم له و قد استشعر رغبته فى الحديث الجدى.. 

ثم اشار اليه ليجلس بجواره مربتا على المقعد حتى يقترب ابن اخيه منه..

جلس بتوتر..

ثم قال بعد لحظة :"عمى..  أريد أن أحادثك عن الزواج.. أنا لا يمكننى أن"

قاطعه العم مرتبا على كتفه بحنو :"اعلم بلحظات التردد تلك التى تصيب الرجل قبل الزواج .. أنت تخشي الفشل..  تخشي الطلاق..  أليس كذلك ؟!

تخشي ألا تكون سعيدا؟؟؟ ..  اعرف..

اخبرنى ادهم أنك  ربما مازالت تفكر فى زواجك الأول. .

سأخبرك سرا..  ادهم عارض هذه الزيجة.. فاخبرنى أنك لم تشفي بعد من تجربتك..  و قال نصا 'دعه ينسى أولا طليقته قبل ان يدخل أى تجربة جديدة'

لديه وجهة نظر منطقية.. 

لكنى..  لكنى اعرف أن ابنتى ستجعلك سعيدا..  لأنها تحبك..  اعلم ذلك.. فاطمئن..  إذا أحبتك زوجتك حقا..  فلقد حصلت على سعادة الدنيا و الآخرة  ..
توقف عن التفكير السيء.. و كن سعيدا ".

ألجمه الصمت..

لا يعرف ماذا يقول .
و كأن العالم كله تضافر ضده..

******

شهر كامل من النوم المتقطع..  بل انه إذا نام رأى احلام مفزعة..

يرى انكشاف سره..

أحلام  يراها فيها تلومه لكون عقيم...

و أخرى يرى فيها الجميع يلومه.. يلومه أن أخفى سره...

يرى أباه يبكى أنه لن يصبح جدا... و أمه.. أمه تنوح ببكاء يقطع نياط القلوب. .

و نظرات من العم..
نظرات متهمة.. محتقرة كذبه..

*****

وقف عمرو يعقد رابطة العنق ل مالك بينما يقول حاسدا بوضوح :"تبدو رائعا... يا لحظك.. تتزوج الثانية.. ليتنى أفعلها ".

قال مالك مرحبا بمرارة :"نتبادل ؟!"

ربت عمرو على كتفه وقد استشعر ضيق صديقه  و هو يقول :"انسى كل ما حدث.. و تمتع بشهر العسل.. تمتع إلى أقصى حد ".

مالكا قلبى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن