18_ الثأر

Começar do início
                                    

لم تجد ابتهال مفر سوى الموافقة على حديث والدة سندس، لكنها همست في أذن سندس قبل أن تغادر:

_ حاولي بكرا تسيبي يحيى لمامتك و تنزلي تقابليني الساعة ٩ و بإذن الله هخلصلك الموضوع دا، متبكيش بقا بالله عليكي.

تهللت أسارير سندس بشدة بسبب كلمات ابتهال البسيطة، لتغارد منزل ابتهال و هي تحمل في صدرها مشاعر متضاربة بين الحسرة و الأمل و بين الندم و الأمتنان لوجود ابتهال بجوارها.

_________________

تأخرت كثيرًا على محاضراتها لليوم، و هي التي لم تضيع عليها محاضرة من أن دخلت هذه الكلية، رأت مسعد يينتظرها بسيارته أمام باب المنزل، شاور لها بتهجم قائلًا:

_ بقالي ساعة مستنيكي، اركبي يلا، استأذنت عم كُريم إني أوصلك و وافق بعد معاناة.

ركبت بجواره بصمت، فمنذ أخر مرة و علاقتهما متوترة، يتحدث مسعد معها بالكاد، و الحديث يكون مقتصرًا مقتضب، و هذا ما لم تتوقع من مسعد.

تعلم بأن الخطأ خطأوها، دومًا تكون هي المتحفزة للمشاكل، بينما هو يأخذ دور مطفأة الحريق يحاول تهدأت النار التي تخلفها بعد الخناقات التي تفتعلها معه.

لتبارد هي هذه المرة و تفتح له قلبها، تحكي له كل ما يخيفها، تقترح عليه إقتراح ريهام لعله يأتي بالنفع.

أجلت حلقها، تقول بخجل و بلا مقدمات:

_ مسعد أنا أسفة جدًا بجد، عارفة إني بفتعل المشاكل دايمًا من اللاشيء، و عارفة إنك زهقت مني و من مشاكلي.... بس أنا خايفة.

أوقف مسعد السيارة بجانب هاديء من الطريق، قائلًا لها بتحفز:

_ ممكن أعرف انتي خايفة من ايه، عمرك شوفتيني بزعق أو بتخانق، عمرك حسيتي إني راجل متحكم، انتي حتى مش مدياني فرصة أعبر بيها عن نفسي، دايمًا محسساني إني الراجل الشرير اللي عايز يكبت حريتك و يلغي شخصيتك.. بس دا مش أنا يا نوران، انتي خايفة و أنا تعبت، و مش عارفة العلاقة دي هتنتهي على ايه!

حديثه يحمل معنى واحد ألا و هو النهاية، أمامها خيارين إما أن ينتصر كبريائها و تعطيه دبلته و تخرج من حياته معذبة نفسها أولًا، أو أن تحاول محاولة أخيرة، تتعب قليلًا في بناء هذه العلاقة، مثلما هو يفعل من أجلها.

و هي أختارت الخيار الثاني، لذلك مسحت دموعها و هي تقول له :

_ عندك حق في كلامك، بس و الله انا متأكدة إنك مش كدا، أنا خايفة أوي يا مسعد، مفيش أي تجربة جواز من اللي حوالينا مساعداني أكسر حاجز الخوف اللي أنا حاسة بيه.

وجدته ينصت لها يحاول فهم ما تريد الوصول إليه، لتنظر في عمق عينيه، قائلة:

_ بس أنا هتغير صدقني.. لو شوفتك مشيت ليا خطوة أنا همشيلك ميل، و انت مشيت كتير يا مسعد و جه دوري، أنا بس طالبة منك مساعدتي ممكن؟!

كيف تصطادين عريسًا!Onde as histórias ganham vida. Descobre agora