العراب وجنونه (سلسلة العشق المنبوذ الجزء الثالث)

الفصل الأول

عاما مضي تغيرت به حياة الجميع، تغيرت المسميات، الوجوه المكانة البعض نال راحته كثيرا والبعض الآخر أضاع ما لديه
بمكتب اودينى جلست ساره بثقة تتابع عملها بتركيز غير ملتفتة لما يحدث حولها، لم تشغل بالها بحديث الفتيات عما يحدث بقصر العراب
إذا هو تزوجها فقط لأجل اتحاد العائلتين
سألت آنى بفضول وهى تتابع توبيا التى ارتشفت من كوب قهوتها واكملت حديثها
بالطبع والجميع مرتاح لهذا الترتيب
زفرت آنى بسخط
لقد حزنت من أجل جينا حقا الفتاة كانت عاشقة له
نعم، لكنها لم تقبل بكونها عشيقة آنى
لم لم تخبرك بأمر هروبها منه؟
ومن قال أننى لا اعلم
صدمت ساره مما قالته توبيا
هل تعلمين أين هى؟
لا، واحذرى آنى فلا احد يعلم ما حدث حقا غيرنا
وأشارت نحوها هى وساره التى لم ترفع بصرها عن الملف أمامها
لا تقلقي توبيا فالأمر لا يعنيني حقا وان كنت أعتقد أن ما فعلته جينا هو الصواب
عاتبتها آنى
لم تقولين ذلك ساره
لم تحتاج توبيا تفسيرا لم قالته ساره، فمن يراها الان سيعلم جيدا ما تغير بها لقد باتت صلدة للغاية غلفتها هالة من الجدية التى أبعدت الجميع عن محيطها، منذ انفصالها عن ماثيو وهى قد فقدت رونقها لتتحول من صهباء ساحرة لأخرى جادة كخنجر نحت من ثلج ببلد بارد

ارتدى ملابسه السوداء اللون وغادر جناحه، ذلك الجناح الذي حرم على زوجته دخوله فلا امرأة ستدخله غيرها، تلك اللعينة التى تركته بمنتصف كل شيء وهربت، وضعته بمازق كاد يطيح بالعائلة كلها كونه أراد أن يطيع قلبه
نزل سلم قصره ببهاء وأشار لرجاله كى يتبعونه لمكتبه حيث سيعلم منهم مستجدات الأمور كلها
تقدم أحد الرجال من المكتب وبدأ بقول ما ظ
لقد رتب أمر اجتماع القادة لهذا العام
ومن تولى مسئولية الترتيبات هذه؟
بالطبع طونيو
اوما برأسه دون تعليق فهو لا يريد أن يتناقش بأمر فلاد الان، منذ زواج أخته وهو قد تبدل تماما، حول نشاط العائلة الترفيهي تماما مبعدا اى عمل غير شرعي يخص النساء عنهم، أصبح ملك النواد الليلية التى حول نشاط اغلبيتها لنشاطات عائلية بدلا عن مواد التعر والفجور التى اشتهر بها، لم يوقفه أحدهم خاصة وأن ارباح تلك الامور قد بلغت أرقاما خرافية خاصة حين بدأ بتمويل اعمال فنية كالمسارح والمطربين مبعدا إياهم عن الطرقات ومحولا لهم إلى فنانين بدلا من مجرمين لم يصدق أحدهم بأن أقذر فروع المافيا قد تحول لنجم مجتمع لامع
لكن قلبه الذي تجمد منذ هروب شقيقته هو كان معضلته الوحيدة، كيف له أن يخبر الجميع أنه لا يعلم اين هى؟
أنه لا يعلم ما الذي حدث معها وما وصلت إليه
كل ما حدث منذ تلك الليلة جعله يقسم أن يوقف حياته كاملة حتى تعود شقيقته أو يهلك دون ذلك

أنهت كاسها العاشر ربما، عادة اكتسبتها منذ تزوجت ذلك الوغد المسمى الفريدو
أصبحت سيدة المافيا الإيطالية لكن لم تعدو عن كونها غرض اشتراه ذلك العراب، تمنت تلك الليلة أن ينفذ وعده لها بأن زواجهم لن يتم لكنه فعل عكس ما وعد، فوجئت بنفسها تقف أمام المحراب وتردد خلف ذلك القس نذور الزواج، زواج كانت هي الضحية به فعقب اغلاق الابواب وجدت نفسها وحيدة تماما وقد بر ذلك الوغد بوعده بطريقة جعلتها تندم على تصديقه، هجرها من أول لحظة لتجد نفسها معلقة تحمل لقب زوجة لكن فراشها لم يمسه زوجها
غادر تلك الليلة الأولى وهو يخبرها أن مباركة والدها للزواج  ستكون اخر صلة بينهما وانها ستعيش بهذا القصر كأحد رجاله حين يطلبها لتكمل صورة حياته المثالية فيجب أن تكون حاضرة
لم يلمسها ولم يحاول كأنه يخشي أن يعطى اي قدسية لزواجهما بل وحذرها أن تمنح نفسها لغيره فهو يعلم انها مازالت عذراء وإذا ما اكتشف انها لم تعد كذلك فلا تلومن الا نفسها
لم تكن بحاجة بتهديده فهى لن تقفز من فراش لآخر فاخر عنها هو ذلك الأمر خاصة وأنها فقدت من كان سببا بتمنيها بيتا كباقي النساء

ألقت بكأسها على المرأة المعلقة أمامها وهى تلعن والدها وزوجها بل وحبيبها الذي لا يعلم عنها شيئا، لاشهر وهى تحاول أن تذكره بنفسها، بأنها تلك الروسية الصغيرة التى كان يراها يوميا وهو بصحبة نينا حين كانت بالمدرسة الداخلية، تذكرت تلك الايام التى رأته بها لاول مرة، كانت نينا وهى بنفس المدرسة، كانت تراه ياتى بصحبة ستيفان لزيارتها، تعلقت به وكانت تستغل انشغال نينا بستيفان الذي كان عاشقا لها وياتى لزيارتها دائما وحاولت التقرب منه، كانت صغيرة ربما في الخامسة عشر من عمرها أن ذاك، حين كانت تجلس لتتحدث معه دائما ما كان يبتسم لها لكنه سرعان ما كان يشيح ببصره عنها خاصة بعد أن علم اسمها وكونها تنتمى لتلك العائلة الملعونة عدوة عائلته
كان يعاملها بود لكن كطفلة أما هى فكانت عاشقة ومازالت

عاد لمجونه مرة اخرى، يصاحب الغانيات بالملاه الليلة، ينتقل من صهباء لاخرى باحثا عن جنيته الحمراء لكنه لم يفلح بالعثور عليها فكيف سيجدها وهى انسلخت من جلدها وباتت أخرى غير التى كان يهواها

حين استيقظ وجد تلك الفتاة مازالت بجواره، ايقظها لتغادر ونهض هو دون النظر مرة أخرى لها واتجه صوب حمامه كى يفيق نفسه جيدا فاليوم هو موعد ذلك الاجتماع الممل الذي سيجريه بمكتب اودينى، يعلم انها ستكون هناك، لكنها ستتحاشي مقابلته أو رؤيته كما نجحت لمدة عام لم ييأس هو من محاولة الالتقاء بها لكنها فعلت العكس تماما ونجحت بالابتعاد عنه
حاول مرارا أن يتحجج أن يطلب منها ان يقابلها لكنها رفضت تماما كأنها اقسمت ان تعاقبه بغيابها وقد نجحت بذلك

صففت خصلات شعرها القصيرة جيدا، ارتدت بذتها الرسمية وحملت جهازها النقال ونزلت للاسفل لتناول الإفطار بصحبة العائلة
عام مر منذ وصلت لهنا، عام تغيرت به الكثير والكثير من الأمور
هى أولها لفقدان جنينها بتلك الرحلة المجنونة جعلها تفقد جزءا من روحها، حاولت قتل نفسها كى ترتاح مما اوقعت نفسها به لكنه لم يسمح لها بذلك بل وساعدها لتتجاوز محنتها تلك، حمدت ربها أنه كان بجوارها لتتجاوز كل هذا فاقسمت أن لا تتركه هو أيضا ابدا

وحشتوونى كتير والله
اول فصول الرواية ياريت الاقي ليها متابعين عشان اكملها باذن الله
دمتم بخير