الفصل الثالث عشر

249 21 2
                                    

إضطراب مشاعر
الفصل الثالث عشر:-
                          ***
طالعتها بعدم تصديق وهي تقول:
- ليه ؟ ليه عملتي كده ؟ ليه تغضبي ربنا ؟ ليه خونتي ثقتي فيكي!! بس الحق عليا أنا السبب فإنك تعملي كده..
قاطعتها بنبره متألمه:
- لأ ماتلوميش نفسك أنا الغلطانه بـس أنا حسيتهُ زي بابا في الأول فهماني؟ حسيتهُ بيخاف عليا زي بنته وبعد كده لأ قعد يقولي إنتِ خطيبتي وهنتجوز ، ماما أنا غلطت أنا عارفه سامحيني..
صفعت موضع قلبها بألم مغمغمه:
- أنا إللي غلطانه أنا إللي مخترتش من الأول زوج صالح يكون أب كويس ليكي ، بسبب إختياري الغلط لجأتي لحضن راجل تاني بيستغلك كله بسببي وبسبب أبوكي منه لله حسبي الله ونعمه الوكيل فيك يا أمير لا تكسب ولا تربح يابعيد مع الخنشوره إللي متجوزها..
إستقامت من جلستها وهي تبكي على حالها وحال إبنتها العثر ودلفت إلى غرفتها وتمددت على الفراش أتت"نيچار"تتمحك بها كالهرة وهي تهتف ببكاء:
- حقك عليا يا ماما سامحيني أنا مقدرش على زعلك والله أموت نفسي لو فضلتي شايله مني..
تمسكت"مشيره"بساعدي إبنتها وأخذت تهزها بقوه هاتفه بعصبيه من وسط بكاءها:
- عايزه تموتي كافره كمان!!
حرام عليكي حرام عليكي نفسك ياشيخه.
جذبتها لأحضانها مغمغمه:
- والله حرام إللي بتعمليه فيا وفي نفسك ده حرام..
ساد الصمت لمدة عشر دقائق ثُمَ أبعدتها عنها بحزم وهي تتساءل بحده:
- مين المستر ده!
أزالت عَبَراتها وهي تُجيبها:
- إسمه "مدحت" ولما..لما عرفت إنهُ بيضحك عليا بعدت على طول والله و مبقتش أروح السنتر زي ما إنتي عارفه أنا ساعتها قولتلك السنتر إتقفل بس هو ماتقفلش وإختفيت والله يا ماما وعملتله بلوك من على الواتساب والانستجرام هو كان عندي على دول بس ، بعد ما بعدت بأسبوع لقيته بيبعتلي على الماسنچر وبيهددني يا ماما وعاملي صور فوتوشوب على حاجات قليلة الأدب وكان عايزني أروحله مكان بس طبعًا ماروحتش وفي نفس الوقت عرفت إنهُ حاول يتحرش ببنت معانا في الدرس بس البنت دي فضحته وأنا أعرفها وحكيتلها وقالتلي أقدم بلاغ في مباحث الإنترنت وبالفعل عملت البلاغ يا ماما من أربع أيام تقريبًا والنهارده الحمدلله إتقبض عليه وعايزني أروح أشهد ضدده بالڤويسات والحاجات إللي معايا.
ظلت تطالعها بعدم تصديق وهي تصفع على وركيها:
- إيه ده ؟ إيه القرف إللي بتقوليه ده؟ إيه ده!!وإمتى كنتي عايزه تعرفيني صح؟ وكده أنا صاحبتك هه! أنا كنت فين من ده كله! أنا ربنا ياخدني ويريحني..
تمسكت بيدي والدتها مردفه بيأس:
- أرجوكي ماتعمليش في نفسك كده أنا ماليش غيرك ، سامحيني وحياتي عندك.
- إطلبي السماح من ربنا يا"نيچار"مش مني.
إرتمت داخل أحضانها مره أخرى مغمغمه:
- حاضر يا ماما حاضر ، أرجوكي متسيبنيش أنا ماليش غيرك.
غمغمت الأخرى بأسى:
- ولا أنا ليا غيرك يابنتي.
                          ***
في الثامنه صباحًا كانت داخل الطائره تستعد لبدأ عملها ، كانت جالسه في مكانها المخصص قبل أن تبدأ رحلتها..إقترب منها"ظافر"بقامته الطويله مغمغمًا بخفوت:
- صباح الخير.
ردت التحية بهدوء:
- صباح النور يا ظافر.
أجلى صوته وهو يهتف بنبره حزينه:
- مبروك سِمعت من الفريق إن قرآية فاتحتك كانت من ثلاث أيام.
نهضت عن جلستها وهي ترسم إبتسامه بسيطه على ثغرها هاتفه:
- لأ محصلش نصيب الحمدلله.
صمت لعدة دقائق يستوعب ما قالته ومقلتيه تتسع يإندهاش بينما هي تطلعت لتعبيرات وجههُ المندهشه وإبتسمت بخفه وهي تتجاوزه لترى مهمتها وهو يهتف داخله بحماس:
- مش معقول!!
ألف حمد وشكر ليك يارب.
                          ***
في نفس التوقيت في الإسكندريه كانت مرتديه الرداء الطبي وهي ترتعد من الخوف وهي ممده على الفراش المرعب بالنسبه لها ويجلسون حولها بالغرفه والدتها و أخيها وزوجها المستقبلي الذي يطمئنها بنظراته ، دلفت الطبيبة وخلفها إحدى الممرضات وهي تسألها:
- إنتِ عندك حساسيه من التخدير الموضعي؟
أجابتها بنبره خائفه:
- لأ.
أخذت تسألها"هويدا"عدة أسئله وبعدما أجابتها بكل شيء قامت بإجراء خزعة الجلد وبالفعل لم تستغرق سوى الخمسة عشر دقيقه.
بعدما أنهت الطبيبة ماتفعله هتفت بنبره جاده:
- خلي دراعك ملفوف كده لغاية بكرة علشان ميحصلش نزيف وإبقي غيري على الجرح وإوعي تخبطي دراعك أو تستخدمي المايه السخنه عليها أو تنزلي في حمام سباحه عشان ماتتعبيش و إن شاء الله لما نتيجة العينة تطلع هنبلغكم.
سأل "شافع" بنبره جاده:
- الجرح هيلم في قد إيه؟
- حوالي إسبوع أو إتنين بالكتير ، هكتبلك يا"شادن"شوية تعليمات لازم تلتزمي بيها لما تخرجي الممرضه هتديهالك.
أنهت حديثها وغادرت الغرفه بينما إقترب"رسلان"منها وقبل أعلى رأسها مغمغمًا بحنان:
- سلامتك ياروحي.
                            ***
في وقت الظهيره كان جالسًا يتناول الفطور مع إبنتهُ مستغلًا إن اليوم ستقضيه بالمنزل..
- وَحشني الفطار من إيدك يا"ورد".
إبتلعت ما كانت تمضغه وهي تبتسم بمرح مغمغمه:
- حبيبي تسلم.
تنحنح وهو يمضغ الطعام:
- في عريس متقدملك يا"ورد".
توقفت عن تناول الطعام وهي تطالعه بنظرات مندهشه وتشير على حالها:
- أنا؟
-آه بس أنا رفضتهُ
ضحكت بمرح وهي تهتف:
- يعني رفضته وبتقولي كمان!رغم إني عايزه أتجوز بس أنا لسه صغيره.
صفعها على وجنتها برفق هاتفًا:
- عيب يابنت إللي بتقوليه ده.
-بهزر معاك يا بابا الله ، مين العريس إللي عندهُ نظر وإتقدملي ده؟
أجابها بنبره هادئه:
- "ناجي" إبن عمتك.
إتسعت مقلتيها بصدمه مردده:
- إيه "ناجي" ؟ الحمدلله إن إنتَ رفضته سبحان الله مش بطيقه.
- بطلي قلة أدب وإتكلمي عِدل.
- آسفه يا بابا مش قصدي بس حقيقي مش بقبلهُ ، أنا عايز يتقدملي! ده لو إتجوز بدري شويه كان زمانه خلف قدي...
قطع حديثهم رنين الباب ، إستقامت عن جلستها وقامت بفتح الباب ثُمَ غمغمت بإقتضاب:
- أهلاً يا"ناجي"إتفضل.
دلف وهو ينظر لها بإهتمام قائلًا:
- عامله إيه يا"ورد"؟
- تمام الحمدلله.
تفاجأ "طاهر" من زيارتهُ الغير متوقعه هاتفًا:
- إزيك ياحبيبي عامل إيه؟
جلس على الأريكه وهو يهتف بنبره هادئه:
- الحمدلله ياخالي إنتَ عامل إيه
- الحمدلله يا إبني و"هيام"عامله إيه؟ كلمتني إمبارح بس مقالتليش إنك جاي.
تنحنح بحرج:
- كويسه الحمدلله بتسلم عليك ، الحقيقه مكنتش أعرف إن أنا هاجي .. هتكلم معاك بصراحه ياخالي أنا مُعجب بـ"ورد" من سنتين بس كنت بقول صغيره مينفعش أتقدم دلوقتي ، لكن دلوقتي هي خلاص داخله 3 ثانوي فـ قولت إن ده الوقت المناسب عشان اتقدملها وإتفاجئت لما حضرتك رفضت ممكن أعرف السبب؟
رمقته "ورد" بنظرات ممتعضه و"طاهر"يغمغم:
- إنت مفيش حاجه تعيبك يا إبني بس فعلًا "ورد" لسه صغيرة وداخله على سنه دراسيه صعبه هتحدد مستقبلها وانا مش عايز حاجه تعطلها.
تحدث بثقه:
- هستناها ومش هعطلها.
هتف "طاهر" بإصرار:
- مش هينفع.
- طيب إنتِ رأيك إيه يا"ورد"؟
تطلعت في مقلتي والدها مغمغمه بهدوء:
- بابا كلامه صح يا"ناجي"وإنتَ ماتعلقش نفسك بيا إحنا إخوات وقرايب وصحاب بس..
صمت لعدة دقائق يستجمع حديثه ثُمَ هتف:
- ده أخر كلام عندك؟
- أيوه.
نهض بإنزعاج وهو يهتف:
- تمام أنا بعتذر على الإزعاج ، مع السلامه.
أنهى حديثهُ وتحرك نحو الباب وخلفه"طاهر"يهتف بإمتعاض:
- إصبر يا ولد إنتَ إتقمصت ولا إيه؟
توقف أمام الباب وهو يهتف بعدم صبر:
- لأ يا خالي هتقمص من إيه عادي أنا بس لازم أرجع إسكندريه عشان المحل.
- طيب إصبر إتغدى معانا و إمشي.
- معلش مره تانيه مع السلامه..
                           ***
كانت جالسه بإنتظاره في الخارج وهو داخل إحدى الغرف يرتدي حلة تناسب الحدث الذي سيحدث بعد يومان وهو خطوبتهُ على محبوبته ، غادر الغرفه ووقف أمامها يريها ما يرتديه:
- حلوه البدله دي؟
أجابتهُ بنبره مسرعه:
- تُحفة.
- تمام هناخد دي هروح أحاسب وأرجعلك..
غمغمت بطواعيه:
- أوكي..
بعد مرور نِصف ساعه كانوا داخل السياره وهو يتساءل بإهتمام:
- فطرتي؟
- آه من بدري وإنتَ ؟
- وأنا كمان المهم فين الأتيليه إللي هتجيبي منه الفستان!
- فـ***
- حلو مش بعيد.
بعد مرور ساعه أخرى كانوا يجلسون على منضده أمام شاطيء البحر وهي تتناول مشروب مثلج وهو مثلها.
تنحنح"مروان"قبل أن يهتف بـ:
- عايزه تخلي أكونت الأنستجرام برايڤت.
إبتلعت مشروبها ثُمَ تطلعت في مقلتيه بنظرات مندهشه..غمغمت بإستفهام:
- إشمعنا؟
أجابها ببساطه:
- بَغير عليكي.
صمتت لعدة ثواني ثُمَ دون إراده منها إرتسمت إبتسامه سعيدة على ثغرها..إبتسم هو الأخر على إبتسامتها هاتفًا بعبث:
- الكلمه فرحتك أوي كده ؟
صفعته على ذراعه بخفه وهي تدير رأسها للجهة الأخرى مغمغمه بنبره خجله:
- بس إسكت.
قهقه على تعبيرات وجهها و أكمل مشروبه...
                           ***
مساءً..
- مكنش ليها أي لازمه السفريه بتاعت النهارده
ترك ملعقة الطعام التي كادت أن تدخل في فمه دافعًا إياها بعصبيه على الطاوله هاتفًا:
- هعمل إيه يعني كان لازم أروحله.
مطت "هيام" شفتيها بإمتعاض مغمغمه:
- و من إمتى ياخويا الحب ده كله.؟
- أمي خلاص إقفلي على السيره دي.
لم تصمت"هيام"بل سألت بفضول:
- إنتَ فعلًا بتحب"ورد"!
هدأت تعبيرات وجهه وهو يهتف:
- مش حب يعني إعجاب عادي بنت خالي وحلوه قولت أتقدملها.
- وأهو إترفضت ده ذنب المسكينه خطيبتك الأولانيه والله.
- يوه بقى.
تحدثت بنبره حاده تلك المره:
- إيه كلامي مش عاجبك؟ ما هي دي الحقيقه!
إستغفر ربه محاولًا تمالك أعصابه:
- هه وبعدين ؟
هتفت بيأس:
- إنتَ مفيش منك فايده
صمت لعدة دقائق يفكر في شيئًا ما ثُمَ هتف:
- مش إنتِ عايزاني أتجوز؟
- آه
تحدث "ناجي" بنبره واثقه:
- يبقى خلاص مفيش غير"سُميه"..
وضعت يديها على رأسها بتعصب وهي تهتف:
- ومين سِت"سُميه"دي كمان!؟
- صاحبة المحل إللي جمبي ، كانت عارضه عليا الجواز.
لطمت على وجنتها بصدمه:
- يانهار أبيض..طلبتك للجواز!
أجاب"ناجي"بنبره متفاخره:
- أيوه ، دي معلمة كمان.
- يانهار أبيض وإنت عايز تتجوز معلمه!
- وفيها إيه؟
- هو بلاها سوسو خد ناديه!.
- سوسو إيه وناديه إيه بس..
                            ***
بعد مرور يومان داخل دار القضاء العالي..كان واقفًا داخل الزنزانه مرتديًا ملابس بيضاء اللون كان يتطلع في الجميع بقلق وتوتر خاصةً القاضي عندما دلف وجلس على مقعدهُ.
تحدث القاضي بنبره صارمه:
- الدفاع عن قضيه 385 يتفضل.
تقدم"مرزوق"عن جلسته وهو يهتف:
- أرجو من المحكمه أن يتسع صدرها لنا حتى أوضح براءة موكلي.
أشار له القاضي كي يتحدث..
- أنا اُطالب بفك سراح موكلي لأنه لم يفعل شيء وتلك الدلائل التي يتحدث عنها زميلي الأخر هي غير كافيه فـ من الممكن أن يكون الحساب غير حقيقي أو إنهُ مسروق وموكلي أكد لي ذلك إنه لا يفتح حسابه على موقع التواصل الإجتماعي وإن الفتاه التي قدمت البلاغ لا يعلم عنها شيء.
تقدمت سيدة مهندمه الهيئه بالمكان المخصص للمرافعه هاتفه:
- أنا أعترض يا سيادة القاضي.
- إعتراضك مقبول إتفضلي.
ضبطت عويناتها على وجهها مغمغمه بنبره واثقه:
- المتهم يعرف موكلتي فهي طالبه لديهِ في إحدى الأماكن المخصصه لأعطاء دروس خصوصيه سيدي..
أكملت حديثها وهي تعطيه جهازًا صغيرًا:
- وهذا مقطع مصور من كاميرات المراقبه داخل السنتر الذي يُدرس فيهِ ، كما ترى سيادتك في هذا المقطع المتهم يحاول معناقة موكلتي دون إرادتها ثانيًا تفضل هذه الصور..هذه نسخه من محادثتهُ معها وهو يبتزها وإستمع في الجهاز ستسمع ما يقول...
قاطعها "مرزوق" بعصبيه:
- أنا أعترض سيادتك.
- إعتراض مرفوض ، كملي.
عادت للخلف خطوه واحده وهي تفرك يديها بهدوء مغمغمه:
- كما ترى سيادتك فـ الأدله واضحه وتثبت تهمة الإبتزاز عليهِ ، أطالب بشهادة موكلتي "نيچار أمير" لو سمحت سيدي..
مال أحد الأشخاص على إذن القاضي ثُمَ إبتعد بعد ثواني وهو يصيح بـ:
-"نيچار أمير"تتفضل.
كان وجهها شاحبًا كالاموات وكانت تحرك ساقيها بصعوبه من شدة القلق إقتربت من وقفتهم وأخرجت هويتها وأعطتها للقاضي..ثُمَ وضعت يديها على القرآن الكريم وقالت القسم.
تساءل القاضي بنبره جاده:
- إنتِ تعرفي المتهم ده؟
تطلعت حيثما يشير القاضي مغمغمه:
- أيوه حضرتك كان الأستاذ بتاعي.
تساءل مره أخرى:
- كان بيضايقك؟
تنهدت بخشيه مغمغمه:
- آه يا فندم كذا مره وأنا بسبب كده بطلت أروح السنتر وبعدين فضل يبعتلي على النت وبيبتزني بصور متركبه.
صمت القاضي ثُمَ أخذ يدون بعض الأشياء وهتف:
- الحُكم بعد المداوله..
عاد القاضي بعد مرور عشر دقائق ثُمَ هتف:
- حكمت المحكمه حضوريًا على المتهم"مدحت شرف الدين"بالسجن لمدة ثلاث سنوات ، رُفِعت الجلسه.
أنهى حديثه وغادر الغرفه.
بينما"كوثر"كانت تقف أمام ولدها وهي تصرخ بعدم تصديق:
- حرام والله حرام ده ظلم إنتَ معملتش حاجه ، منها لله إتبلت عليك حسبي الله ونعمه الوكيل فيها.
كان يتطلع في زوجته بنظرات نادمه مغمغمًا قبل أن يغادر الغرفه:
- حقك عليا يا"ناريمان" سامحيني.
بينما من الجهة الأخرى كانت "مشيره" تسجد في الأرض وهي تغمغم بالحمد والشكر.
                          ***
- بارك الله لكما وبارك عليكما وچمع بينكما في خير.
ما أن أنتهى الشيخ من جملته سرعان ما كانت هي تغرق داخل أحضانه وعَبَراتها منسدله كالفيضانات على وجنتيها بسعاده وهو يغمغم بجانب إذنها:
- كتبوا كِتابك يا نقاوة عيني ، مبروك عليا إنتِ يانور عيني.
إبتعدت عن أحضانه ومنحته قبله على وجنته هاتفه بنبره خجله:
- الله يبارك فيك..
إقترب منهما"شافع"ودفع"رسلان"عن شقيقته بغيره طفيفه:
- كفايه أحضان ياحبيبي إحنا لسه ماعملناش الفرح.
قهقه"رسلان"على حركاته الطفوليه هاتفًا:
- أنا من النهارده مش عايز أسمعلك صوت دي خلاص مراتي هه مراتي!
ضيق ما بين حاجبيهِ وهو يهتف بإمتعاض:
- تقصد إيه يعني؟
- مقصدش ياحبيبي مقصدش..
ثُمَ إقترب ناحية والدته وهو يعانقها مغمغمًا بحنو:
- الله يبارك فيكي ياحبيبتي.
ثُمَ إقترب ناحية "منال" وقبل أعلى رأسها..تحدثت "منال" بنبره باكيه:
- خلي بالك منها.
- في حد يوصي حد على روحه؟"شادن"في عنيا.
بعد مرور ساعتين كان غادر الجميع ولم يتبق إلا المقربون.
تحدث "رسلان" بنبره سعيده:
- إحنا هنخرج يا أمي شويه.
سمحت له "منال" قائله بلطف:
- ماشي ياحبيبي..
تحدث "شافع" وهو يشير على حاله بإستنكار:
- طب وأنا ؟ إيه هَوا قدامك!
ضحك "رسلان" بخفه وهو يجيبه بمشاكسه:
- كان زمان ياحبيبي دي دلوقتي مراتي يعني أخدها في الوقت إللي أنا عايزهُ ومن غير إستئذان كمان مع إحترامي ليكي طبعًا يا أمي.
قهقهة "منال" على مشاكستهم الطفوليه ثُمَ غادرا المكان..
                           ***
في نفس التوقيت داخل منزل أخر كانت تنطلق الزغاريد بسعاده وفي الخلفيه صوت المطربة "شادية" يصدح بالأغنيه الشهيره الخاصه بالخطبه.
بعدما إنتهوا من إرتداء الذهب إقتربا منها رٍفقتيها المقربين ، إستقامت "ريتاچ" عن جلستها وعانقتهم وهي تهتف بإمتنان:
- أنا مبسوطه جدًا عشان إنتم جيتوا.
صفعتها رفيقتها برفق على كتفيها هاتفه:
- طبعًا لازم نيجي إحنا عندنا كام"ريتاچ"يعني.!؟
ضحكت الأخيره بسعاده مغمغمه:
- شكلك إنتِ و"ماريا"يجنن.
تطلعت "دنيا" على فستانها وهي تسأل بتشكك:
- بجد!
قبلتها"ريتاچ"على وجنتها قبل أن تهتف بمحبه:
- طبعًا.
عانقتها"دنيا"مره أخرى مغمغمه:
- ألف مبروك ياحبيبتي ربنا يتمملك على خير يارب.
ربتت على يديها وهي تهتف بنبره خافته:
- الله يبارك فيكي ياحبيبتي عقبالك.
إبتسمت لها تلك المره إبتسامه مجامله..إقتربت "ماريا" من وقفتهم قائله بمشاكسه:
- هو شكله هنفرح بيها قريب إن شاء الله.
زجرتها وهي تضيق ما بين حاجبيها:
-"ماريا"إخرسي إيه إللي إنتِ بتقوليه ده؟
ضحكت "ريتاچ" على محادثتهم وهمست بعبث:
- أنا شكلي إتلهيت عنكم الفتره إللي فاتت دي ، مين القمور يا دنيا إعترفي؟
أجابتها "دنيا" بنبره ضائقه:
- مفيش قمور ولا غيرهُ "ماريا" بتتخيل على مزاجها.
- مش قمور بس يا"ريري"ده دكتور كمان.
أنهت"ماريا"حديثها وهي تغمز لها بمشاكسه.
- بعد الخطوبه هتحكولي بالتفصيل على الدكتور القمور ده.
بعد مرور ثلاث ساعات كانوا واقفين على شاطيء البحر يلتقطون عدة صور من قبل "Photographer"شهير وحولهم البالونات الملونه..ثُمَ ذهبا إلى أحد المقاهي البسيطه وألتقطوا عدة صور أيضًا في ذلك المكان ، مال على أذنها مغمغمًا بنبره واثقه:
- صدقيني مش هتندمي على قرارك ده أبدًا وربنا يقدرني وأسعدك.
                          ***
مساءً.. كان جالسًا يتحدث مع والدة" نشوى" يتحدثون في بعض الأمور.
- أنا مش هتجوز في الشقه إللي إنتَ و"دنيا"كنتوا هتتجوزوا فيها.
هتفت"نشوى"بتلك الكلمات بنبره منفعله ، إستغفر ربه قبل أن يهتف:
- إيه إللي دخل"دنيا"في الموضوع دلوقتي ؟
- مش إنتَ عايزنا نتجوز في الشقه إللي كنتم مختارنها!
تحدثت "نعمات" بنبره هادئه:
- وفيها إيه يا"نشوى"!
أجابتها بإنفعال:
- أنا مش عايزه الشقه دي.
حاول"شافع"تمالك أعصابه وهو يهتف:
- بِما إنك مش عايزانا نعمل فرح نكتب الكتاب وبعديها بشهر أو إتنين نشتري شقه جديده ماشي؟
جزت على أسنانها بغيظ ثُمَ غمغمت بنزق:
- طيب.
تحركت "نعمات" للخارج وتركتهم بمفردهم.
تحدث بنبره هادئه نوعًا ما:
- مالك يا"نشوى"من فتره وإنتِ على طول متعصبه كده في إيه؟
قبل أن تجيبه سمعت رنين الباب غمغمت وهي تستقيم من جلستها:
- هفتح الباب ثواني.
تركته وقامت بفتح الباب ووجدت شقيقتها..عادت إليه مره أخرى ودلفت خلفها"دنيا"إليهِ..إندهش عندما رآها خلف شقيقتها الكُبرى ، أجلى صوته وهو يهتف:
- إزيك يا"دنيا"؟
رمقته بإشمئزاز وهي تجلس على المقعد الذي أمامه ولم تجيبهُ.
تحدثت "نشوى" بنبره ضائقه:
-"شافع"بيكلمك إنتِ مش سامعه!
هتفت"دنيا"بنبره فاتره:
- سامعه..
كادت "نشوى" أن تتشاجر معها على قلة ذوقها لكن سمعت والدتها تنادي بإسمها فتركتهم بمفردهم على مضض.
تنحنح بإحراج وهو يهتف:
-"دنيا"إنتِ زعلانه مني؟ أنا مكنش قصدي أتكلم معاكي وحش أخر مره.
صمتت لعدة دقائق ثُمَ إبتلعت ريقها داخل جوفها وهي تهتف بقنوط:
- إنتَ ليه مِدي نفسك قيمه أكبر من حجمك؟الناس إللي تستاهل بس أنا بزعل عليها ، بزعل على ولاد الأصول المحترمين لكن إنتَ!!تؤ تؤ ، كان ممكن ببساطه تقولي أنا مش عايز أكمل معاكي عشان بحب "نشوى"لكن تطلع فيا عيوب الدُنيا عشان متحسش بالذنب دي بقى إسمها وقاحه وقذاره إنتَ فاهم؟ وعمري ماهسامحك عمري..بس هتفضل جوز أختي وبتمنالكم السعاده بس بعيد عني و لو سمحت متفتحش أي حوار معايا تاني عشان ردي ساعتها مش هيعجبك ماشي؟ ، إنتَ فحالك وأنا فحالي.
صمت منصدمًا من حديثها ثُمَ غادر دون أن يتفوه بشيء، أتت "نشوى"من الداخل وهي تهتف بعصبيه:
- مِشي ليه ؟إوعي تكوني قولتيله حاجه.
مصمصت على شفتيها قبل أن تهتف بنبره متهكمه:
- وهقوله إيه يعني ياحبيبتي إبقي روحي إسأليه.

                      - يتبع -

إضطراب مشاعر للكاتبه آيه إبراهيمWhere stories live. Discover now