الفصل الثاني

1.2K 35 2
                                    

إضطراب مشاعر
الفصل الثاني:-
                           ***
نظرت له بصدمه ممزوجه بالخوف والإرتباك وهي تغمغم بعدم تصديق:
- مـ..مستر إنت بتعمل إيه؟ إوعىٰ أيدك يا مـا...
كادت أن تنادي على والدتها قبل أن يقاطعها وهو يهتف بهمس:
- في إيه يا "نورا" ؟إهدي انا مكنش قصدي حاجه ده كان في حاجه على رجلك..
نظرت له بعدم تصديق قبل أن يأكد لها حديثه وهو يهتف بإستنكار:
- إنتِ زي بنتي ، إزاي تفكري بالطريقه دي أنا فعمر باباكي..
أخذت تناظره بنظرات مصعوقه ممزوجه بالإرتباك مما يحدث ولا تقوى على التفوه بشيء..
أخذ يلملم فـ أشياءه وهو يهتف:
- إنتِ فهمتيني غلط يا "نورا" ، على العموم مكنش قصدي دي كانت حركه عفويه من الاسبوع الجاي هشرح في السنتر بس تمام؟ يعني مش جاي هنا تاني.
رمقته بعدم تصديق وخفضت نظراتها للأسفل مغمغمه:
- تمام .. تمام يامستر
طالعها بنظراتٍ لم تفهمها قط ثُمَ أخذ أشياءه مغادرًا ذلك المنزل

                          ***
في الإسكندريه..      
بعد مرور عِدة ساعات قليله وقد إنسدل سِتار الليل..كانت جالسه في غرفتها تبكي بحسره ووالدتها تجلس امامها علىٰ الفراش تنهرها بحزم:
- وبعدين معاكي بطلي بُكى..أبوكي لو دخل دلوقتي ولقاكي مجهزتيش هيطين عيشتك..
رمقت والدتها بغضب وهي تهتف:
- والله ماهتجوزه مبحبوش..انا مبحبش غير "زيد" الله يرحمه.
- أديكي قولتي الله يرحمه..هتفضلي طول عمرك حزنانه عليه يعني!؟؟
طالعتها"ريتاچ"بحزن وهي تردف:
- بابا هو السبب هو اللي خلاه يتوفىٰ!
- إخرسي متقوليش كده إنتِ عايزه تكفري بالله ! ده عمره وده اللي كان مكتوبله ،  وبعدين هو أبوكي اللي خلاه ينتحر ويقطع شرايينهُ؟ ما احنا كنا صبرانين عليه رغم ظروفه الزفت.
صاحت بإنهيار:
- إنتوا السبب..إنتوا إللي كنتوا بتضغطوا عليه رغم إنكم عارفين إنهُ بيمر بحاله صعبه وعندهُ ضغوطات إنتوا ما رحمتهوش وقاعدين فطلبات طلبات لغاية ما انتحر من الحِمل إللي كان عليه والله ما مسامحَكوا...
قطع حديثهم دلوف والدها إلىٰ الغرفه وهو يردف:
- إنتِ لسه مجهزتيش؟مش هيحصل طيب لو مخرجتيش بعد نص ساعه مفهوم!؟
وخرج من الغرفه صافعًا الباب خلفهُ ووالدتها تحاول تهدئتها..
                           ***
في القاهره..
عادت "رفيف" من رحلتها القصيره منذ سويعات قليله،قطع شرودها دلوف شقيقتها الغرفه وهي تغمغم بمرح:
- قمر لسه راجع من الشغل؟أنا أول مره أشوف قمر لسه راجع من الشغل!؟
أنهت مزاحها وهي تجلس جوارها علىٰ الفراش المزين بالشراشف الورديه..إبتسمت "رفيف" علىٰ حديث شقيقتها مُردفه:
- ونبي مافي قمر غيرك هنا
إبتسمت الاخرىٰ وتسائلت بفضول:
- عملتي إيه النهارده فـ ماليزيا؟
أجابتها بفتور:
- عادي زيها زي أي رحله محصلتش حاجه جديده
رمقتها"ورد"بمشاغبه وهي تهتف:
- طب وسي "يامن" كان عارف إنك مسافره؟
شردت "رفيف" وهي تجيبها غير منتبهَ علىٰ نظرات العبث في عيون شقيقتها:
- أومال؟ ده حبيبي وتاج راسي لازم يعرف عني كل حاجه آهه.
تسائلت"ورد" مره اخرىٰ بنظرات مرحه:
- خلاص هيبقى زوجك قرة عينك!؟
أجابتها بهيام مصطنع:
- أومال..ده حتى بعد الجواز لو قالي إقطعي علاقتك بأختك"ورد"العقربه دي هقطعها..
إتسعت مقلتيها وهي تغرز أصابعها في عضديها مغمغمه بإستنكار:
-تقطعي علاقتك بمين ياروحي؟
رمقتها بغنج هاتفه:
- إنتِ ياعمري.
-أقتلك فيها يا "رفيف" والله أقتلك..
قهقة "رفيف" علىٰ نظرات شقيقتها الغاضبه وهتفت:
-بهزر والله بهزر ، حسيتك بتتريقي عليا قولت أما أنرفزك عادي خالص وبعدين سيبتي كلمة عقربه ومسكتي في التانيه!
زفرت"ورد"بحنق وهي تطالعها:
- الكلمتين أسوء من بعض ، عصبتيني الله يسامحك ياشيخه.
اخذت "رفيف" تعانقها بمرح وهي تهتف:
- بهزر معاكي يابنت مَتبقيش قفوشه كده الله.
- مستفزه بجد ، ثُمَ تغيرت تعبيرات وجهها وهي تسألها بإستفهام:
- بتكلمي "شادن" !
زفرت بإرهاق وهي تُجيبها:
- آه بس مش على طول ، مبقناش زي الاول فين وفين لما ترد عليا.
- طبعًا من حقها بعد عَملِت إبن عمتك الهباب رغم إنهُ عدى سنتين على إللي حصل ده بس صدقيني إتقفلت منه ومبقتش أطيقه لغاية دلوقتي!
هتفت "ورد" بتِلكَ العبارات بغل وهي تجز على أسنانها عندما تذكرت ما حدث منذ مايقارب العامين عندما رفض إبن عمتها المبجل إتمام الزواج من رفيقة "رفيف" المقربه.
غمغمت"رفيف"بيأس:
- هنعمل إيه يا "ورد" إبن عمتك ولازم نستحمله وكمان انا موقفي أصعب "شادن" دي صاحبتي آه إتعرفت عليها من السوشيال ميديا بس هي غاليه عندي جدًا ، فاكره لما كنت بقولك إن أنا بحس إنها الوحيده في صحابي اللي بتحبني بجد و لسه عند كلامي وبحاول اقرب منها تاني بس هي أغلبية الوقت قافله .. بفكر  نبقى نروحلها يوم..
وافقتها على حديثها مردده:
-إن شاء الله نبقى نروح .. أنا دلوقتي هروح أوضتي عايزه حاجه ؟؟
-تسلميلي ياحبيبتي..
في الخارج..
كان "طاهر" جالسًا أمام شاشة العرض"التلفاز"وتجلس إلىٰ جوارهُ شقيقته وهي تناوله قطعة من الكيك..
-عملتهالك بالشوكولاته زي ما بتحبها يا "طاهر"..
رمقها بإبتسامه هادئه مغمغمًا:
-لسه فاكره أنا بحب إيه..ربنا يخليكي ليا ويخليلك "ناجي" وتفرحي بيه.
آمنت على حديثه:
- يسمع من بؤقك ربنا يا"طاهر" ده مش عايز يريحلي قلبي ويتجوز ويفرحني بيه
- ليه كده..بيحب خطيبته الاولانيه لسه؟
أجابته بإمتعاض:
- مش عارفه يا أخويا بس هو الخسران البنت كانت زي السكر والله ، يلا ربنا يصلحلها حالها ويشفيها ويعفي عنها
- آمين يارب يشفيها هي وإللي زيها..

                          ***
في الإسكندريه...
كانت جالسه معهُ بمفردهم بعد أن طلب هو ذلك من والدها..
حاول فتح حديث معها بقولهُ:
- حابه تعرفي حاجه عني يا "ريتاچ" ؟؟
رمقتهُ بنفاذ صبر وهي تتحدث:
-بص يا أستاذ "مروان" حضرتك شكلك إنسان محترم وانا بقولهالك بأمانه انا مستاهلكش عشان انا بحب خطيبي..
صمت لعدة دقائق يحاول فهم ما تقوله ثُمَ بعد عدة لحظات هتف:
-أفندم مخطوبه؟إللي أنا أعرفه إن خطيبك إتوفى من تلات شهور!
أجابته بثقه:
- أيوه بس أنا لسه بحبهُ ومش هقدر أرتبط بواحد وانا بفكر فيه دي هتبقى خيانه وحرام.
طالعها وهو غير قادرًا على التفوه بشيء ثُمَ هتف وهو يجلي صوته من الدهشه:
- بس الحي ابقى من الميت مش كده ولا إيه؟
غمغمت بهدوء محاوله ثنيه عن قراره بالزواج منها:
- صح بس أنا مش هقدر صدقني .. إنتَ متعرفش علاقتنا كانت ازاي
- طيب ينفع تديني فرصه أنسيهولك وأخليكي تحبيني..
قاطعته بإصرار:
- انا مش عايزه أنساه انا بحبه هو ومش عايزه اخونه ، لو وافقت هبقى بخونه هو عشان انا مِلكه .. مِلكه هو وبس.
إستقام "مروان" من جلسته وهو يطالعها بتحذير قائلًا:
- يعني ده أخر كلام عندك؟؟
إستقامت هي الأخرى أمامه هاتفه بنفس الإصرار:
- أيوه.
أجلى صوته وهو يطالعها بنظرات غامضه:
- طيب ناديلي والدك..
عادت بعد عدة دقائق وهي تأتي بوالديها قائله:
- بابا أستاذ "مروان" عايز يقولك على حاجه.
طالعه والدها "ياسين" بقلق مما سيقوله خاشيًا من أن تكون فعلت إبنته شيئًا غير لائق ليتراجع عن قراره بالزواج منها:
- خير يا "مروان" يا إبني ؟
طالعها "مروان" وعلى شفتيه إبتسامه متحديه:
- خير يا حاج إن شاء الله ، إحنا إتفقنا مع بعض وعايز أطلب من حضرتك نكتب الكتاب على طول بِما إن أنا والعروسه متفقين...

                       - يتبع -

التفاعل ياشباب..

إضطراب مشاعر للكاتبه آيه إبراهيمWhere stories live. Discover now